IMLebanon

ما الذي استفز بكركي؟

bechara-raii

 

تنتقل الاضواء الى بكركي مجدداً الأربعاء 5 تشرين الأول 2016، لترقّب الموقف الذي سيصدر عن الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، خصوصاً بعد ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي واستنفار الاحزاب والشخصيات المسيحية دفاعاً عن موقفه.

وتوقعت اوساط مراقبة ان يكون البيان مكمّلاً لموقف البطريرك من الإستحقاق والسلة المطروحة بشأنه.

اوساط البطريركية المارونية اوضحت لـ«الجمهورية» أنّ الراعي لم يقصد أن يهاجم أحداً أو يردّ على أي مكوّن سياسي، بل إنّ الطريقة التي طرحت بها الأمور استفزّت البطريركية، وأظهرت كأنّ رئيس الجمهورية شخص غير ناضج ولا يستطيع ان يحكم إذا لم نرسم له خريطة طريق”.

وشدّدت الأوساط على انّ رئيس الجمهورية يجب أن ينتخب ويحكم وفق الدستور وضميره، والموقف الذي أطلقه الراعي لا يهدف الى دعم مرشّح على حساب آخر، بلّ إنّ الراعي متخوّف من تكريس عرف يطرحه ايّ كان عند حلول موعد انتخاب الرئيس، فالرئيس هو الحاكم والحكم ولا يأتي الى قصر بعبدا ليطبّق رغبات بقية الأفرقاء.

صحيفة “النهار” رأت ان الراعي تمكن من خلال موقفه استقطاب الاهتمامات السياسية ولا سيما منها لدى القوى المسيحية على نحو أعاد رسم معادلة لم يعد معها ممكنا تجاوز السقف الذي رفع عبره مسألة السلة الى حدود وضع بري والحريري وسائر القوى وكذلك المرشحين الرئاسيين أمام “محظور” القبول بتقييد اي مرشح رئاسي بسلة شروط او تفاهمات مسبقة لانتخاب رئيس للجمهورية. وهو الامر الذي وصفته مصادر كنسية وسياسية مسيحية لـ”النهار” بأنه يعكس بلوغ الراعي حدود عدم الثقة بكل المتعاملين بالملف الرئاسي وخصوصاً أولئك الذين يأخذون في الحسبان مواقف اقليمية.

وقالت هذه الاوساط: “انه لم يكن الراعي ليتخذ موقفا قلب فيه كل المقاييس لو لم يقطع الأمل من مواقف سياسية هي نتيجة مصالح آنية باتت معها المصلحة الوطنية في خبر كان، فضلاً عن ان القيادات التي كانت لها اليد الطولى في الحفاظ على صيغة المشاركة المسيحية – الاسلامية يصح فيها القول “لا حياة لمن تنادي”.

وأضافت: “انه من هذا المنطلق كان الموقف الذي اطلقه البطريرك الاحد بمثابة تحذير من ان الكيل قد طفح على رغم انه حرص على تأكيد تشجيعه للجهود الساعية الى انتخاب رئيس للجمهورية راجياً لها النجاح في أسرع وقت في اشارة واضحة الى تقديره للتحرك الذي باشره الرئيس الحريري. لكن هذا الموقف استهدف مباشرة موضوع السلة بما وضعه مباشرة برسم صاحب الطرح اي الرئيس بري. وتساءل البطريرك: “هل هذه السلة تحل محل الدستور والميثاق الوطني؟”. وشدد على ان التقيد بالدستور “حرفاً وروحاً وبالميثاق يغنيان عن هذه السلة”.

ويبدو ان موقف البطريرك سيتخذ بعده الكنسي الاوسع من خلال اجتماع مجلس المطارنة الموارنة غدا الذي يتجه نحو تبني هذا الموقف.

وفي المعلومات انّ الراعي سيلتقي قبل ظهر اليوم رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي يزوره موفداً من عون للتداول معه في آخر التطورات خصوصاً المتصلة بالحراك الرئاسي. كذلك يزور بكركي اليوم الوزير أكرم شهيّب.