IMLebanon

بيروت محطة زيارات في أسبوع الحسم

lebanon-parliament

 

 

 

أشارت الوكالة “المركزية” إلى انه اذا سارت الرياح كما تشتهي السفن وتخطّت حاجز “ربع الساعة الاخير” الذي تشتهر به السياسة اللبنانية، فان الطبخة الرئاسية التي وُضعت على نار حامية ستنضج الاثنين المقبل موعد الجلسة 46 لانتخاب رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، بعدما توسّعت رقعة الداعمين لترشيحه، اولاً “حزب الله”، ثانياً حزب “القوات اللبنانية” واخيراً “تيار المستقبل”.
حتى الان،كل المؤشرات والمعطيات المتوافرة تضاف اليها مواقف القوى السياسية كافة، خصوصاً كلام امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله امس الذي حسم موقف “الحليف الاساسي” نهائياً، تؤكد انه سيكون للبنان بعد اسبوع بالتمام الرئيس الثالث عشر بعد الاستقلال والخامس بعد اتفاق الطائف، وان لبنان الذي لم يكن في سلّم الاولويات الاقليمية والدولية نظراً لكثرة الازمات الممتدة من سوريا الى العراق واليمن وصولاً الى حدود اوروبا وروسيا والولايات المتحدة الاميركية، يبدو عاد “فجأة” الى واجهة الاهتمامات الدولية من خلال التطورات الرئاسية المتسارعة التي كانت حتى الامس القريب ومن خلال نتائج حركة الموفدين الدوليين الذي عملوا على خط تذليل العقبات، شبه مستحيلة نظراً لكثرة الالغام الداخلية والاقليمية المزروعة على طريق الاستحقاق.

فبعد زيارة رئيس دائرة افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية جيروم بونافون الى لبنان وجولته على المسؤولين لبحث الاستحقاق الرئاسي، والذي كان مقرراً بعدها ان يزور الرياض وطهران للغاية نفسها نظراً لتأثيرهما في السياسة اللبنانية، الا انه ألغاها لاسباب لم تُعرف، اشارت المعلومات الى ان مسؤولاً سعودياً سيزور لبنان في بحر الاسبوع وسيلتقي بعض القيادات للبحث في التطورات الرئاسية، في زيارة قد تحمل معاني كثيرة، خصوصاً لجهة الموقف السعودي “المُبهم” من دعم ترشيح عون و”تغريدة التسع كلمات الشهيرة” على “تويتر” للقائم بالاعمال السعودي في لبنان وليد البخاري، “وزير خارجية لبنان جان عبيد… حكيم وزراء الخارجية العرب”، علماً انها ستكون الزيارة الاولى لمسؤول سعودي بعد توتر العلاقات السعودية-اللبنانية على خلفية الموقف من ايران وتدخلها في الشؤون العربية.

كذلك، ستكون بيروت في الاسبوع الحاسم رئاسياً محطة لزيارات سيقوم بها موفدون خليجيون وغربيون للتباحث في المستجدات الرئاسية، لكن اي زيارة لمسؤول روسي كنائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لن تحصل، اقله قريباً وفق ما علمت “المركزية”.

اما وبعد الكلام الاميركي الرئاسي من قبل وزير الخارجية جون كيري الجمعة الماضي وهو الذي نادراً ما يُعلّق على اوضاع لبنان وفي شكل مفصّل، بقوله “اننا نأمل بالتأكيد ان (يحصل) تطور في لبنان، لكنني لست واثقا من نتيجة دعم سعد الحريري لا ادري”، والذي اعتبره البعض “حمّال اوجه”، ليأتي التوضيح السريع من الناطق بإسمه جون كيربي بتأكيده ان “واشنطن تدعم حصول الشعب اللبناني على الفرصة كي ينتخب ويكون له صوت في من سيكون رئيسه وهذا ما ندعمه”، اوضحت مصادر اميركية في بيروت لـ”المركزية” ان “الادارة الاميركية لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي لا سيما في استحقاق ديموقراطي، وان بلاده تعوّل على اتفاق اللبنانيين في ما بينهم”، واشارت الى ان “الولايات المتحدة تدرك تماما طبيعة التركيبة اللبنانية وعلى يقين بأن التحالفات بين الافرقاء اللبنانيين لا بد منها في ظل الوضع الاقليمي”، الا انها ابدت في الوقت نفسه “حرصها على الحفاظ على النظام الديموقراطي اللبناني، وانها ستقبل بخيار النواب اللبنانيين”.

وذكّرت المصادر بان “السياسة الاميركية في لبنان تقوم على اساس دعم قيام المؤسسات لتلعب دورها المفترض، وضرورة احترام المهل الدستورية وتمكين لبنان من فرض سيادته ولعب دوره في محاربة التطرف في المنطقة”.

وشددت المصادر على ان “الاوان آن لملء الفراغ في الرئاسة الاولى لما له من وقع ايجابي لدى المجتمع الدولي المهتم بصون استقلال لبنان ووحدته ودعم القوات العسكرية بعيداً من سيطرة التنظيمات السياسية المسلّحة، لا سيما “حزب الله” الذي ما تزال الادارة الاميركية تضعه في قائمة الارهاب”.

ان “لا يجب الحكم على اي مرشح للفوز بالانتخابات الرئاسية مسبقاً”.