IMLebanon

لا كلينتون ولا ترامب

congress

 

كتب وليد معلوف في صحيفة “الجمهورية”:

في الأسبوع الأخير للانتخابات الرئاسية الأميركية، وبعد الكلام الوفير الذي سمعناه من المرشحين في الحزبين الجمهوري والديموقراطي في السنتين الماضيتين، جاء دور الشعب الأميركي ليقول كلمته الأخيرة، وبهدوء في صناديق الاقتراع الثلثاء المقبل في 8 تشرين الثاني.

فكيف يبدو المشهد في الوقت الراهن بين دونالد ج. ترامب وهيلاري رادوم كلينتون؟

في المعسكر الجمهوري، يشبه الانقسام السائد ما كان يجري على الساحة اللبنانية، مع كلّ ما يرافق ذلك من تحديات و«مرجلة». فترامب لا يزال يتفوّه بكلام سلبي ضد منافسيه الجمهوريين السابقين، والمهاجرين المكسيكيين، وجاءت فضيحة التسجيل الصوتي ضد المرأة، والذي يتكلّم فيه ترامب بطريقة مهينة ومسيئة للمرأة، واتّهام تسع سيّدات له بالتحرّش الجنسي ومن دون موافقتهنّ، لتزيد الطين بلّة، ولتجعله في موقع حرج للغاية.

فضائح جنسية لم تقتصر تداعياتها على ترامب وحده، بل باتت تقضّ مضجعَ الحزب الجمهوري بأسره الذي يَغمره الخوف من خسارة مجلس الشيوخ، ممّا دفعَ بعدد من المرشحين الجمهوريين إلى سحبِ دعمِهم إلى ترامب علانيةً.

فضلاً عن ذلك، يتخوّف البعض من خسارة النائب دارل عيسى اللبناني الأصل، والذي يطلِق عليه «ترامب الصغير» موقعه في كاليفورنيا لدعمه المطلق للملياردير النيويوركي. ففي نظر عدد كبير من المحلّلين السياسيين، خسارةُ ترامب ستنسحب على كلّ الذين دعموه وسيسقطون معه وينتهي مستقبلهم السياسي.

فمعظم المرشّحين الجمهوريين إلى مجلسَي الشيوخ والنواب يدعون مؤيّديهم إلى التصويت لدون بلت (dawn ballet) أي الالتزامِ باختيار المرشّحين الجمهوريين للكونغرس لكي لا يخسروا الغالبية، وتركِ الحرية لناخبيهم لاختيار الرئيس (كلينتون أو ترامب) ونائب الرئيس، وفق ما يظهر في إعلاناتهم التلفزيونية.

في المعسكر الديموقراطي، لا تزال هيلاري كلينتون تواجه الرسائلَ الإلكترونية من حسابها الخاص الذي استعملته عندما كانت وزيرةَ الخارجية، والذي يعَدّ انتهاكاً للقانون الذي يَحكم عمل الوزارات. فهناك شعور لدى الناخبين بأنّها لا تقول الحقيقة، وتَستعمل مركزَها الحكومي لمنافع شخصية، تماماً كالسياسيين اللبنانيين.

وينهمك الديموقراطيون بالعمل للفوز بمقاعد مجلسَي الشيوخ والنواب، بعد ترجيح الاستطلاعات رجحان كفّة كلينتون للرئاسة، فالتركيز بات منصبّاً الآن على معركة الكونغرس الأميركي، إذ يقوم كلّ مِن الرئيس باراك اوباما وزوجته ميشيل ونائب الرئيس جو بايدن، بجولات على الولايات داعمين كلينتون، ومطالبين بضرورة كسبِ الديموقراطيين للكونغرس الأميركي.

ولا شكّ في أنّ كلينتون التي لا يستلطفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب تحريضها المعارضة ضده، استغلّت بشكل كبير مديحَ ترامب لبوتين، لتلعبَ على وتر الأميركيين ولتصيبَ منافسَها في الصميم.

أمّا أنا الجمهوري، الذي هاجَر إلى الولايات المتحدة عام ١٩٧٩ وحصَل على الجنسية الأميركية فأقفُ عاجزاً عن الاختيار، بعدما كنت قد مارستُ حقّي بالتصويت للمرّة الأولى للرئيس جورج هلبرت والكر بوش عام ١٩٨٨، وبعدها لكلّ مرشّح جمهوري. هذه المرة، لا أجد مصلحة للولايات المتحدة الأميركية بإيصال ترامب أو كلينتون إلى سدة الرئاسة.

وبما أنّ القانون الأميركي، يُتيح للمواطن التصويتَ لأيّ شخصية وحتى لو لم تكن في عداد المرشّحين الرئاسيين، فإنّني سأمارس هذا الحقّ وسأصوّت لإبني الجمهوري وديع بنجامين معلوف (W. Banjamin Maalouf) لمنصب الرئاسة، وسأختار صديقَه الديموقراطي آيدن فيلدنغ

(Aidan Fielding) ليكون نائباً للرئيس، وكلّي قناعة بأنّ شابَّين في مقتبل العمر سيكونان قادرَين على إدارة سياسة الولايات المتحدة أفضل بكثير من ترامب وكلينتون، وبنزاهةٍ.

الولايات المتحدة بحاجة اليوم للوحدة الوطنية أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بعد عهد أوباما وعنصرية ترامب وفساد عائلة كلينتون، لذلك يبقى خياري هو الأفضل.