IMLebanon

ما الذي يؤخر تأليف الحكومة؟

government-building-lebanon

 

 

أعلنت مصادر سياسية متابعة لمجريات المخاض الحكومي، لـ”المركزية” أن الصراع الدائر على الحصص والحقائب خاصة تلك “الخدماتية”، يشكل فقط رأس جبل الجليد الذي يؤخّر ولادة التشكيلة، فصحيح أن الانتخابات النيابية المنتظرة في الربيع المقبل حاضرة في حسابات الاطراف السياسيين الباطنية، وبعضهم يتطلّع الى خوض الاستحقاق من “جيب” الدولة، الا ان المشكلة الرئيسية التي تعوق إخراج التركيبة الوزارية الى الضوء اليوم، تكمن في مكان أو أمكنة أخرى.

ففي خلفية مشهد التشكيل، يدور كباش خفي حول طبيعة المعادلة التي ستحكم العهد الجديد. فصحيح ان المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل نفى أن يكون تحدث عن ثنائية مارونية – سنية شبيهة بتلك التي قامت عام 1943 تسعى الى اعادة فرض نفسها على الحياة السياسية اليوم، الا ان هاجس هذا التحالف، وشبحَ تهميش المكون الشيعي، لا يزالان حاضرين بقوة في بال المكون “الشيعي” وفق ما تقول المصادر. ومن هنا، أتى الرد السريع المزدوج الذي صدر أمس عن رئيس المجلس نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان، على الرئيس ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقد بدا لافتا اعلان قبلان أن “الشيعة يطالبون بشيء هو مشاركة حقيقية في السلطة. نعم، إنه حق من حقوقنا، وعند إلغاء الطائفية السياسية تروننا الأولين”.

ومن هنا أيضا، يتمسك الرئيس بري بحقيبة المالية، لضمان توقيع المكون الشيعي على كافة المراسيم الى جانب توقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة، لعلّ هذه الوزارة تعوّض الى حين، عن المؤتمر التأسيسي الذي كان “حزب الله” يهدف ضمنيا الى ايصال البلاد اليه، وفق المصادر، ليفرض من خلاله معادلة أو نظاما لبنانيا جديدا يقوم على “المثالثة” لا على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وفي السياق، تتوقف المصادر عند الموقع المدروس الذي قرر “حزب الله” الوقوف فيه اليوم، حيث أبعد نفسه عن الاشتباك الحكومي الحاصل وأسند مهمة التفاوض في هذا الشأن الى الرئيس بري وايجاد التخريجة المناسبة للحصة الشيعية. وبذلك، تحاشى وضع نفسه في مواجهة مع أي من حليفيه العماد عون أو الرئيس بري، والسؤال يبقى “هل يتدخل لترطيب الاجواء بينهما بعد أن توترت مجددا، أم أنه يرى ان مهمته انتهت عند حدود ايصال العماد عون الى بعبدا، وهو ما ترجحه المصادر؟

أما العقبة الثانية الكبيرة التي تعترض طريق التشكيل، فتتمثل في تنافس قوي داخل البيت المسيحي الواحد، على الاحجام أولا وعلى زعامة الشارع ثانيا. حيث ترفض ثنائية “التيار الوطني – القوات” نفخ حجم المردة أو الكتائب ولا تحبّذ اسنادهما حقائب خدماتية أساسية، خصوصا على مشارف الانتخابات النيابية المنتظرة، وترى أنها أحق بها منهما. ولا تستبعد المصادر ان ينتقل الكباش لاحقا الى جبهة طرفي تفاهم معراب اذ قد ينتهي شهر العسل بينهما مع ارتفاع منسوب التسابق بينهما على تزعّم الشارع المسيحي. وتختم المصادر “أعان الله الرئيس الحريري في إتمام مهمته وسط غابة التعقيدات هذه”.