IMLebanon

“عقدة الوزير الشيعي” تؤخر الولادة الحكومية

nabih-berri-and-saad-al-hariri

 

 

أكد الرئيس نبيه بري لزواره الأحد 20 تشرين الثاني تمسكه باسناد حقيبتي المال والأشغال العامة الى وزيرين من حركة أمل، وحقيبتي الصناعة والشباب والرياضة الى حزب الله، كما أصر أيضاً على تسمية الوزير الشيعي الخامس الذي سيكون من حصة رئيس الجمهورية، وهنا مكمن الداء الحكومي وجوهر المشكلة التي تؤخر ابصار التشكيلة المنتظرة النور، وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة لاتصالات التأليف لـ”المركزية”.

ففي أعقاب رفض الرئيس بري المطلق لفكرة أي يكون لرئيس الجمهورية وزير شيعي من حصته، صوّب العماد عون على التمديد لمجلس النواب من بكركي في الايام الماضية، فانفجر الخلاف -الذي كان نام لبرهة- بين الجانبين، واستفاق بقوة. “حزب الله” تدخّل لتهدئة الاوضاع بين حليفيه وتبريد التشنج بينهما، خصوصا أن كسر الجرة مع “الشرعية” في ظل المتغيرات المقبلة الى المنطقة لا يناسبه، فكان أن عاد بري الى المربع الذي يقف فيه اليوم “يقبل بتوزير رئيس الجمهورية شخصية شيعية لكن شرط أن يسمّيها هو”، فيضمن أن تكون “صديقة” للثنائية الشيعية لا أن تأتي من خارجها، خصوصا بعد أن تردد ان العماد عون يقترح توزير شخصية لا يرتاح اليها الرئيس بري. وفي المقابل، يطالب الاخير أيضا بوزير مسيحي من حصته من دون أن يحدد اذا كان كاثوليكيا أو ارثوذكسيا. عند هذا الحد، توقفت عجلات التأليف، خصوصا أن رئيس الجمهورية، حسب المصادر، لا يقبل بفرض شروط عليه من أي جهة. أما رئيس المجلس فيرابض على موقفه، وقد استعان أيضا بالحلفاء ومنهم “المردة” لتعقيد مهمة التأليف أكثر، حسب المصادر، حيث باتت بنشعي أكثر اصرارا على الحصول على حقيبة أساسية، كالطاقة أو الاتصالات أو الاشغال، للمشاركة في الحكومة.

وفي خلفية هذا المشهد، تقول المصادر ان بري المستاء من التقارب الماروني – السني رئاسيا ومن انعكاسه تهميشا للمكون الشيعي، قد يكون بتمترسه خلف جبل المطالب هذا، يسعى الى وضع العصي في دواليب العهد الجديد لاعاقة انطلاقته. فبعد ان كانت المرحلة “أ” من خطته ترمي الى منع انتخاب الجنرال عون من الدورة الاولى، انتقل اليوم وفق المصادر، الى المرحلة “ب” التي تقضي بعرقلة صدور مراسيم الحكومة قبل 22 تشرين الجاري، وتأخير ولادتها، بما يفقد العهد الزخم الذي انطلق به ويحبط الآمال المحلية التي كانت تعوّل على تغيير ايجابي سيحمله العماد عون الى الحياة السياسية.

في الاثناء، تقول المصادر ان الرئيس الحريري ليس قادرا على التغيير في المعادلة السلبية القائمة حكوميا. وفي رأيه، المشكلة اليوم في بيت 8 آذار الداخلي. فالرئيس بري يخوض المفاوضات الحكومية، وفي جعبته تفويض مطلق من “حزب الله”. ما يعني ان على الاخير التحرك لحلحلة عقدة الوزير الشيعي الذي يريده حليفه العماد عون من حصته. أما اذا لم يفعل، ففي ذلك رسالة سلبية موجهة من الضاحية الى رئيس الجمهورية، قد يكون فحواها ان عليه الابتعاد عن “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” وعن الاتفاقات السياسية التي قامت بينهما، خصوصا في شأن النظام الداخلي و”الطائف”، والا فإن العهد الطالع لن يتمكن من انجاز الكثير.