IMLebanon

“حزب الله” غير مستعجل… لا حكومة قبل الإنتخابات؟!

nabih-berri-and-hassan-nasrallah-new

أكدت مصادر، عبر الوكالة “المركزية”، أنّ “حزب الله” الذي أوكل الى الرئيس نبيه بري التفاوض باسم 8 آذار في الملف الحكومي، يبدو غير مستعجل ابصار مجلس وزراء جديد النور وهناك في صفوفه من لا يمانع استمرار وضعية تصريف الاعمال الى حين حلول موعد الانتخابات النيابية المرتقبة في الربيع المقبل، ويسوّق لضرورة الابقاء على الستاتيكو القائم حتى اتضاح معالم الصورة اقليميا وعالميا.

وفي شرح أكثر تفصيلا، توضح المصادر انّ “الحزب” ينتظر تسلّم الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب الحكم في الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني المقبل ومعرفة هوية من سيشكلون فريق عمله، للاطلاع من كثب على مشروعه السياسي وخريطة الطريق التي سيعتمدها لمقاربة الملفات الساخنة وأبرزها سوريا والاتفاق النووي، خصوصا ان ما خرج الى الضوء من واشنطن حتى الساعة، يدل الى ان الرئيس الجديد يعتزم التعاطي بصرامة وصلابة مع الجمهورية الاسلامية في مقابل استعداده للتعاون مع روسيا والانفتاح عليها، الامر الذي لا يريح الضاحية وطهران لان هذا “الثنائي الدولي” قد يضعها على الهامش.

“الحزب” ينتظر أيضاً، وفق المصادر، مصير المعارك التي تدور في حلب اليوم، وهو جزء لا يتجزّأ منها، ذلك أن نتائج المواجهات التي تشهدها، خصوصا اذا تمكن الجيش النظامي من حسمها لصالحه، قد تنعش محور “الممانعة” في المنطقة وتأتي لتعزز موقع “حزب الله” على الخريطة اللبنانية. أما اذا فشل في استردادها، فالامر سيرتدّ على الحزب سلبا بطبيعة الحال.

وفي ظل الاجواء الضبابية هذه، تشير المصادر الى ان “حزب الله” لن يسهّل مهمة الحريري ولن يقدّم التنازلات لتشكيل الحكومة العتيدة على طبق من فضة، بل على العكس. يرى نفسه بحاجة الى تأمين أرضية لبنانية صلبة يمكن أن تحمي ظهره اذا سارت الرياح الخارجية بما لا يناسب مصالحه، خصوصا بعد المخاوف التي تركتها في الضاحية المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والمقربون منه وأبرزهم الوزير جبران باسيل، منذ انجاز الاستحقاق الرئاسي، اذ أوحت أن ثمة تبدّلا طرأ على تموضع عون السياسي، فبات في نظر جزء كبير من 8 آذار، قريبا من “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” ومن الخليجيين، أكثر من قربه من الضاحية وايران.

وعليه، تضيف المصادر انّ الكباش على شكل الحكومة الجديدة وعلى توزيع الحقائب فيها مرشّح للاستمرار، تماما كما “الفيتوات” ورفع الشروط، ولا تستبعد أن يكون القنص الذي تتعرض له معراب تارة من عين التينة عبر التمسك بحقائب معينة، وطورا من الضاحية التي ترفض اسناد ايّ وزارة سيادية أو مهمّة الى “القوات”، يستهدف في شكل غير مباشر “العهد” الجديد ورئيس الجمهورية تحديدا، ويحمل في باطنه رسائل تحذيرية تنبّه من خطورة الانحراف في الاداء نحو المحور الآخر، والابتعاد عن خط “الممانعة والمقاومة”.

كما اشارت المصادر الى “انّ عقبات التأليف تتكدّس أمام الرئيس سعد الحريري الذي يظهر على انّه الحلقة الاضعف في هذه المرحلة، فهو ليس في وارد خلق ايّ مشكلة مع الرئيس بري، ولا إثارة غضب “التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهورية، وبالتالي هذا ما يدفعه الى تغيير كلامه حينا والعدول عن التزاماته سريعا حينا آخر، في وقت يبدو واضحا ان الاتفاق العوني- القواتي يكبّله ويمنعه من تذليل العقبات المتعلقة بحصة “تيار المردة”. ولفتت الى “ان الرئيس المكلف لا يستطيع المغامرة في فرض تشكيلة حكومية بالاتفاق مع رئيس الجمهورية فقط”.