IMLebanon

ولادة الحكومة ليست قريبة!

saad-al-hariri-and-michel-aoun-bayt-al-wasat-4

اعتبرت مصادر مطلعة على خط التأليف الحكومي لصحيفة “اللواء” ان الجمود الذي ضرب تأليف الحكومة يتجاوز عقدة حقيبة أساسية خدماتية لتيار “المردة”، إلى ما يمكن وصفه تسجيل الرئيس نبيه برّي وفريق 8 آذار بالإضافة إلى الفريق الدرزي اعتراضاً على محاولة تغيير قواعد اللعبة، ونسف المعايير الموحدة، وإدخال اعراف جديدة من شأنها ان تضعف هذا الفريق، سواء في عملية التأليف أو الحصول على حقائب أساسية، حتى دوره في اتخاذ القرارات داخل الحكومة.

وتصف المصادر ما يجري بأنه اشتباك سياسي حقيقي يتصل بالانتخابات النيابية المقبلة، وبحكومة ما بعد الانتخابات، وبموقع الرئاسة الأولى في السلطة الاجرائية فضلاً عن الاعتراض على “حلف معراب” الذي يتصرف وكأنه يمسك بمفرده بزمام اللعبة كاملة.

ونقل زوّار عين التينة عن الرئيس نبيه برّي تأكيده أن تمسكه بالأشغال عائد إلى تمسك “الآخرين” بالوزارات التي في حوزتهم في حكومة تصريف الأعمال، وكما أنه ليس في وارد الحنث بالوعد الذي قطعه لرئيس تيّار “المردة” النائب سليمان فرنجية من أنه لن يدخل الوزارة إذا لم يدخلها معه نائب زغرتا، سواء في هذه الحقيبة أو تلك.

وينقل هؤلاء الزوار عن برّي أن لا مسايرة ولا مجاملة في ما خصّ هاتين النقطتين، وهذا لا يعني أنه يعيق مسيرة العهد أو يستهدف تأخير الحكومة.

وفي تقدير مصادر مطلعة على عملية تأليف الحكومة، فإنه لا يتوقع أن يحصل أي تطوّر جديد، أقله في فترة نهاية الأسبوع، نظراً لانشغال الرئيس المكلّف في مؤتمر “المستقبل”، لافتة النظر إلى أن سفر الوزير جبران باسيل ليس عائقاً في حال اتفق على التشكيلة النهائية، إذ بالإمكان استدعائه لالتقاط الصورة التذكارية، والتي يمكن تأجيلها يوماً أو يومين، خاصة وأن الأمور المتعلقة بتمثيل “التيار الوطني الحر” محلولة.

ولفتت المصادر إلى أن عملية التأليف ما تزال تحتاج إلى بعض العمل، مشيرة إلى أن الولادة ليست قريبة، لا سيما وأن الرئيس المكلّف لم يتبلغ جواباً من تيّار “المردة” على العرض الذي قدمه إليه بخصوص الحقيبة الأساسية التي يطالب بها، والذي بدا من الوفد الذي زاره أمس الأوّل أنه لم يوافق عليه.

ورأت المصادر أنه إلى جانب عقدة “المردة” ما يزال هناك التزام الرئيس برّي بمطلب “المردة”، والذي لا يمكن حلحلته إلا من خلال الحصة المسيحية، وهنا تبرز مجدداً مشكلة حقائب “القوات اللبنانية” والتي أعلنت بدورها أنها لا يمكن أن تتخلى عنها، فيما أعلنت مصادر قيادية في “التيار الوطني الحر” أنه ليس في وارد التنازل عن أي حصة وزارية له، وأنه لن يتساهل في هذا الموضوع، وأن الرئيس عون ليس في وارد “توزيع الهدايا”، موضحة بأن الإصرار على الحقائب الخدماتية عائد إلى استثمارها في موضوع الانتخابات النيابية.

إلى ذلك، كشفت صحيفة “الجمهورية” أنّ العقدة الرئيسية التي لا تزال تعيق ولادة الحكومة تتعلق بشكل أساس بحقيبة “المردة”.

وقالت مصادر متابعة لملف التشكيل لـ”الجمهورية” إنّ “التيار الوطني الحر” لا يزال يرفض التنازل عن حقيبة التربية، كما أنّ النائب سليمان فرنجية لم يُبدِ بعد قبوله بها، والرئيس المكلّف خيَّر “المردة” بين حقيبتَي الثقافة والاقتصاد فقط، فيما يصِرّ”المردة” على حقيبة خدماتية أساسية.

وقال الوزير السابق يوسف سعادة لـ”الجمهورية” إنّ اللقاء مع الحريري جاء بطلب منه، وَسادته أجواء ودّية وصريحة، وقد حرصَ الرئيس المكلف على الصداقة المتبادلة بين الطرفين، وأبدى رغبته بمشاركة “المردة”.

أضاف: “لا نزال على موقفنا بأنّنا نريد حقيبة من ثلاث: الاتصالات أو الطاقة أو الأشغال، ولا نَعتبر أنّ هذا الأمر عقدة، لأننا أوّلاً نختار حقيبةً من ثلاث، وتمثيلُنا مسيحياً معروف وبُعدنا الوطني غير مشكوك به، عدا عن أنّ لدينا دعماً كبيراً من حلفائنا، ووعَدنا الرئيس الحريري بأن يبقي على خط التواصل معنا إلى حين إيجاد حلّ”.