IMLebanon

خطّة غذائية لتعزيز جهاز المناعة

healthy-food

 

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

في ظلّ تسليط الضوء بشكل خاصّ على أمراض القلب والسرطان والسكري على مدار السنة، هناك مشكلات صحّية أخرى لا تقلّ أهمّية وخطورة عنها قد لا تحظى بهذا الإهتمام الكبير، والتوعية الكافية، والتزويد بآخر الأبحاث العلمية، من بينها الإيدز الذي يُصادف اليوم، في 1 كانون الأول من كلّ عام، ذكرى التوعية إزاءه ودعم المرضى الذين يتعايشون معه.

من المعلوم أنّ عدد مرضى الإيدز يتصاعد سنوياً، وهو يُطاول الرجال أكثر من النساء ليخفّف بالتالي العبء قليلاً بما أنّ المرأة قد تنقل هذا الفيروس إلى جنينها. وإستناداً إلى الدراسات العلمية والمواقع الأميركية المعنيّة بالإيدز، الإصابة بهذا المرض قد ترفع خطر معاناة أمراض القلب، والسكري، وأنواع معيّنة من السرطان، لإرتباط كلّ هذه المشكلات ببعضها عن طريق وجود علامات الإلتهاب في الجسم.

من المحتمل جداً ألّا تكون هذه المعلومات جديدة بالنسبة لكم، لكن ماذا عن تأثير التغذية في الإيدز؟ تعليقاً على ذلك، قالت إختصاصية التغذية، ناتالي جابرايان، لـ”الجمهورية” إنه “إذا شُخِّصت إصابتكم بهذا المرض أو إذا كان أحد المقرّبين منكم يعانيه، يجب عدم إهمال الشقّ الغذائي لأنّ الجسم سيَخضع لتغييرات ناتجة عن الأدوية والمرض بحدّ ذاته.

على سبيل المثال، قد يواجه المريض خسارة شديدة في الوزن، أو عدوى، أو إسهالاً. لذلك فإنّ تحسين النمط الغذائي يساعد على خفض أعراض الإيدز، وتقليص آثار الأدوية الجانبية، وتعزيز نوعية الحياة، وتقوية مقاومة العدوى والتعقيدات الأخرى”.

مبادئ الأكل الصحّي

وأكّدت أنه “لا يوجد نظام غذائي خاصّ بمرضى الإيدز، لكنّ المطلوب التقيّد بنمط يعزّز مناعتهم، ويخفّف عنهم الإلتهابات، ويمنحهم الطاقة. وبما أنّ المبادئ الأساسية للأكل الصحّي مفيدة جداً لهم، عليهم أخذها في الإعتبار والإلتزام بها يومياً، تحديداً:

ـ الحصول على غذاء غنيّ بالخضار، والفاكهة، والحبوب الكاملة، والبقوليات.

ـ إختيار البروتينات الصحّية قليلة الدهون.

ـ الحدّ من الحلويات، والمشروبات الغازية، والمأكولات التي تحتوي السكّر المُضاف.

ـ إدخال البروتينات، والكربوهيدرات، والقليل من الدهون الصحّية إلى كلّ الأطباق الرئيسة والسناكات”.

وعرضت جابرايان في ما يلي شرحاً مفصّلاً عن الخطّة الغذائية الصحّية التي يمكن لكلّ مريض إيدز بدء تطبيقها:

السعرات الحرارية

تشكّل الطاقة في المأكولات التي تمنح النشاط للجسم. للحفاظ على مؤشر كتلة جسم طبيعي، قد يتطلّب الأمر زيادة عدد الكالوري. يُنصح بإستهلاك 17 كالوري لكلّ نصف كيلوغرام من وزن الجسم في حال الحفاظ على الوزن، و25 كالوري لكلّ 0,5 كلغ من الجسم في حال خسارة الوزن.

البروتينات

تساعد على بناء العضلات، والأعضاء، وجهاز مناعي قويّ. يُنصح الرجل المُصاب بالإيدز بإستهلاك 100 إلى 150 غ من البروتينات في اليوم، أمّا المرأة فيمكنها تناول 80 إلى 100 غ في اليوم. يمكن الحصول على اللحوم الخالية من الدهون، وصدر الدجاج، والسمك، ومنتجات الحليب القليلة الدسم. ولتعزيز كمية البروتينات، يمكن وضع زبدة المكسرات على الفاكهة، أو الخضار، أو التوست، أو إضافة الجبنة إلى الصلصات، والحساء، والبطاطا، والخضار المطبوخة على البخار، وتناول التونة مع سَلطات الخضار.

الكربوهيدرات

لا غنى عنها لإستمداد الطاقة. للحصول على كمية كافية من الأنواع الصحيحة، المطلوب تناول 5 إلى 6 حصص من الخضار والفاكهة يومياً، وإختيار المنتجات الطبيعية المختلفة الأشكال والألوان لتزويد الجسم بأكبر قدر ممكن من المغذّيات، وإختيار البقوليات والحبوب الكاملة كالأرزّ الأسمر والكينوا، والحدّ من السكريات البسيطة كالسكاكر، والكايك، والكوكيز، والبوظة.

الدهون

تزوّد الجسم بطاقة إضافية. يُنصح بالحصول على 30 في المئة من مجموع السعرات الحرارية من الدهون، وإستهلاك 10 في المئة أو أكثر من مجموع الكالوري اليومي من الدهون الأحادية غير المشبّعة كالمكسرات والبذور والأفوكا وزيت الزيتون، وتناول أقلّ من 10 في المئة من مجموع الكالوري اليومي من الدهون المتعدّدة غير المشبّعة كالسمك والجوز وزيت دوار الشمس، وأقلّ من 7 في المئة من مجموع الكالوري اليومي من الدهون المشبّعة الموجودة في اللحوم الدهنية، ومنتجات الحليب الكاملة الدسم.

الفيتامينات والمعادن

تنظّم وظائف الجسم. مرضى الإيدز بحاجة إلى مزيد من هذه المغذّيات لمساعدة الخلايا التالفة على الإصلاح والإلتئام. لتعزيز المناعة، يُنصح بالتركيز تحديداً على الفيتامين A (الخضار والفاكهة الصفراء، والبرتقالية، والحمراء، والخضراء الداكنة اللون، والبيض، والحليب)، وB (اللحوم، والدجاج، والسمك، والحبوب، والمكسرات، والفاصولياء البيضاء، والأفوكا، والبروكولي، والورقيات الخضراء)، وC الفلفل، والكيوي، والتوت، والفاكهة الحمضية)، وE (الورقيات الخضراء، والزيوت النباتية)، ومعدن السلينيوم (الحبوب الكاملة، والمكسرات، والدجاج، والبيض، والسمك)، والزنك (اللحوم، والدجاج، والسمك، والفستق، ومشتقات الحليب).

أمّا في حال العجز عن تأمين جرعات كافية من كلّ هذه المغذّيات من مصادرها الطبيعية، قد يطلب الطبيب اللجوء إلى الـ Multivitamin/mineral.

للتغلّب على الأعراض

كذلك تطرّقت خبيرة التغذية إلى أصول التعامل مع الأعراض الأكثر شيوعاً التي يشكو منها مرضى الإيدز:

ـ الغثيان والتقيّؤ: تناول وجبات أصغر كلّ ساعتين، وتفادي المأكولات الدهنية أو الحارّة أو التي تملك رائحة قويّة، وشرب شاي الزنجبيل، والتركيز أكثر على الأكل البارد بدلاً من الساخن، وأخذ إستراحة بين الوجبات وليس الإستلقاء.

ـ الإسهال: شرب مزيد من السوائل، والحدّ من المشروبات التي تحتوي السكّر أو الحليب أو الكافيين، والأكل ببطء وبإنتظام أكثر، وتفادي المأكولات الدهنية، والتركيز لبعض الوقت على الموز والأرزّ وصلصة التفاح والتوست، وإستبدال الخضار النيّئة بتلك المطبوخة.

ـ فقدان الشهيّة: ممارسة رياضة خفيفة كالمشي أو اليوغا بما أنها تزيد الرغبة في الأكل، وعدم شرب الكثير مباشرةً قبل وجبة الطعام، وتناول الأكل مع الأصدقاء أو العائلة، وتحضير أطباق شهيّة وجذّابة، والحرص على إستهلاك وجبات صغيرة بشكل منتظم بدلاً من تلك الضخمة.

ـ خسارة شديدة في الوزن: إدخال مزيد من البروتينات والكربوهيدرات والدهون إلى الغذاء، وتناول الفاكهة المجففة أو المكسرات كسناك.

ـ مشكلات في البلع: تناول مأكولات ليّنة كاللبن أو البطاطا المهروسة، وطبخ الخضار بدلاً من تناولها نيّئة، وإختيار الفاكهة الليّنة كالموز، وتجنّب الأطعمة العالية الحموضة كالليمون والحامض والبندورة.

وأخيراً دعت جابرايان مرضى الإيدز إلى “عدم إهمال المياه لأنها تُسهّل نقل المغذّيات إلى أجسامهم، وتخفّض آثار الأدوية، وتُجنّب الجفاف خصوصاً في منطقة الفم، وتقي الإمساك، وتحارب الشعور بالتعب.

وفي المقابل لا بدّ من تفادي المشروبات الغازية والقهوة لأنها تطرد المياه من الجسم، والكحول التي تتخلّص أيضاً من المعادن. أمّا عند الرغبة في تناول مادة باردة، فيمكن الإستعانة بمكعّبات الثلج المُضافة إليها الفاكهة”.