IMLebanon

“ورقة تفاهم” بين “الكتائب” و”حزب الله”؟

كتب قاسم قصير في صحيفة “السفير”:

التواصل والحوار بين “حزب الكتائب” و”حزب الله”، مستمر، هذه الأيام، عبر اللجنة المشتركة التي شكلها الحزبان منذ اشهر.

هذا ما تذهب اليه مصادر قيادية “كتائبية”، تشير، في المقابل، الى أن هذا الحوار لم يصل الى نتائج نهائية من أجل إقامة تفاهم مشترك بين الطرفين، وان كانت الأجواء الايجابية تتزايد يوما بعد يوم.

وتبدي المصادر احترامها وتقديرها لتجربة “حزب الله” في المقاومة وتحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي. وتشير الى أن “ما قام به الحزب يكمل المسيرة التي بدأناها في مقاومة كل الاحتلالات الاخرى ومن أجل بناء لبنان حرا وسيدا ومستقلا، ونحن نؤكد الدور الإيجابي للحزب على الصعيد الداخلي في طرح مواجهة الفساد والسعي لبناء دولة ديموقراطية توافقية تحترم التعددية وتقوم على اللامركزية الموسعة والخروج من النظام الطائفي”.

وتضيف “اننا مع العمل لتطوير اتفاق الطائف من خلال إشراك جميع الاطراف والقوى في بناء النظام السياسي الجديد، وان كنا لا نوافق على مصطلح المؤتمر التأسيسي الذي طرحه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مرحلة معينة وان كان تراجع عنه لاحقا”.

وتتابع “نحن مع حزب الله في مواجهة الفساد المستشري في جسم الدولة اللبنانية، ولو كنا مكان الحزب لما شاركنا في هذه الادارات الفاسدة وان كانت تجربة الحزب في مؤسسات الدولة إيجابية وهناك احترام وتقدير خاص لما قام به وزراء الحزب في الوزارات التي تسلموها”.

إلا أنها تضيف “ان لدينا العديد من علامات الاستفهام حول حلفاء الحزب ودورهم في الفساد وكيف يمكن الجمع بين مكافحة الفساد والسكوت عما يجري داخل مؤسسات الدولة”.

وتؤكد أن “الكتائب” سعت من خلال الحوار مع “حزب الله” الى طرح كل القضايا الأساسية على طاولة النقاش، “لكننا خرجنا بانطباع أولي أن قيادة الحزب لا ترغب الآن بحسم الحوار حول القضايا الأساسية، ولا سيما دور المقاومة المستقبلي وكيفية تحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة ومستقبل النظام اللبناني”.

وتتابع ان “لدينا رؤية شاملة حول مستقبل لبنان ودوره، وهي تقوم على ثلاثة اسس: الاول، الايمان بالتعددية الثقافية والدينية والطائفية والاعتراف بالتنوع بين كل مكونات الوطن اللبناني. والثاني، العمل على إقامة لامركزية شاملة تتيح لجميع المكونات اللبنانية بالتعبير عن مواقفها وادارة شؤونها الذاتية مع التأكيد على وحدة الكيان اللبناني وسياساته الخارجية. والثالث، تحييد لبنان عن صراعات المنطقة من دون أن يعني ذلك عدم الاهتمام بالصراع العربي ـ الاسرائيلي، فنحن ندعم الشعب الفلسطيني في صراعه مع العدو الاسرائيلي لكن علينا حماية لبنان وعدم تحويله الى ساحة صراع للآخرين”.

وانطلاقا من هذه الرؤية، تؤكد المصادر الكتائبية أن المطلوب حصول حوار بالعمق بين كل المكونات اللبنانية وخصوصا مع “حزب الله” لتحديد مستقبل المقاومة ودور الحزب المستقبلي، لأنه لا يمكن ان تبقى هناك قوى مسلحة على الاراضي اللبنانية لا تتبع للسلطة اللبنانية.

وتشير الى الحاجة لبحث هذا الموضوع بالعمق، سواء تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية أو من خلال تعزيز الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، “ولا يمكن لحزب الله أن ينتظر قيام الدولة اللبنانية كي يحدد موقفه، بل هو معني بالعمل لقيام هذه الدولة وإدماج قواته في اطار مؤسساتها بالكامل، وهذه إحدى النقاط الإشكالية على صعيد الحوار مع الحزب”.

ولا تنفي المصادر وجود هواجس لدى كل الطوائف اللبنانية، وخصوصا الطائفة الشيعية في ظل التطورات التي تحصل في المنطقة وازدياد الخطر التكفيري، وكذلك ما تعرضت له هذه الطائفة تاريخيا وكذلك بسبب العدوان الاسرائيلي، “لكن تلك الهواجس لا يمكن ان تعالج إلا من خلال قيام الدولة اللبنانية القوية التي تحترم خصوصيات كل مكوّناته”.

وتختم بتأكيد أهمية الاستمرار بالحوار مع الحزب وبيئاته القريبة منه، وترحب بأي حوار، إن على المستوى القيادي أو النخب الثقافية لكن بشرط ان يكون الحوار صريحا وواضحا وأن يصل الى نتائج عملية.

هل يشكل الحوار على مستويات نيابية بداية حوار قيادي على أرفع المستويات؟

الجواب متروك للمرحلة المقبلة وما يمكن أن تتركه من مفاجآت، خصوصا أن أحد الوسطاء الفاعلين يتحرك بين الجانبين بهدوء وبعيدا عن الإعلام، ولمس إرادة إيجابية لدى الجانبين بتحقيق نقلة نوعية في المرحلة المقبلة.