IMLebanon

مقبل: السلاح الروسي لم يتوقف إلا لغياب التمويل

 

 

 

ذكرت “الوكالة المركزية” أن الارتدادات الإيجابية لانهاء حقبة الفراغ الرئاسي وتشكيل الحكومة لا تقتصر على الوضعين السياسي والاقتصادي في البلاد، ذلك ان المأمول ان تنسحب في وقت غير بعيد، وعلى اثر الانطلاقة العملية لمجلس الوزراء على الوضع الامني في شكل خاص الذي يكاد يكون الناجي الوحيد من براثن الفراغ وسلبياته بفعل حكمة قيادات المؤسسات العسكرية والامنية وصلابتها في مواجهة التحديات الارهابية. ذلك ان عودة مياه العلاقات اللبنانية – الخليجية الى مجاريها، يفترض ان يعيد لهذه المؤسسات وخصوصا الجيش هبة المليارات الاربعة التي بددتها رياح التشنج التي حكمت علاقات لبنان بهذه الدول طوال الفترة الماضية، اذ تعوّل مصادر متابعة للملف على استعادتها بعيد اتمام زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المملكة العربية السعودية التي ستترتب على نتائجها الكثير من الامور المتوقع ان تضخ جرعات اوكسيجين قوية في عروق العهد الجديد خصوصا في الواقع الاقتصادي بعودة المستثمرين العرب والهبة السعودية .
وتشير المصادر لـ”المركزية” الى ان قطار الهبة سينطلق بزخم فور استعادتها بحيث يسير بالتوازي على خطي فرنسا حيث تنتظر اسلحة العقد الثلاثي الموقع بين فرنسا والسعودية ولبنان في مخازن الشركة المصنّعة التي لم تتوقف عن انتاج المطلوب منها استنادا الى اللائحة التي اعدتها قيادة الجيش اللبناني وسائر الدول التي شملتها هبة المليار دولار التي منحتها الرياض للرئيس سعد الحريري في آب 2014، ومن ضمنها روسيا بعدما وضع الجيش لائحة بالأسلحة الروسية التي يحتاجها في معاركه ضد الإرهاب. ووقع عقدين بقيمة 37 مليوناً و600 ألف دولار في نهاية العام 2014. لكنّ وقف الهبة جمد امداد الجيش بالسلاح الروسي، بعدما أعدّته المصانع في موسكو ، ومن ضمنه 250 صاروخ “كورنيت EM ” مع 24 منصّة إطلاق.
وخلافا لما اشيع في بعض وسائل الاعلام اليوم عن ان وزير الدفاع السابق سمير مقبل اهمل عقدين لشراء الأسلحة من موسكو بفعل رضوخه للاملاءات الاميركية، قال مقبل لـ”المركزية” ان ما يثار مجرد فقاقيع صابون بعيدة كل البعد من الواقع، لا هدف منها سوى التشويش والاساءة. فالسلاح الروسي لم يتوقف سوى لعلة فقدان التمويل بعدما توقفت هبة المليار دولار التي كان يفترض ان تغطي ثمن هذا السلاح ، ذلك ان البديل لم يتوفر في ضوء عدم اتخاذ مجلس الوزراء قرارا في هذا الشأن، علما ان المجلس هو المخوّل اتخاذ قرار من هذا النوع وليس انا او قائد الجيش.
وشدد مقبل على ان الاشكالية المتصلة بالسلاح الروسي لا علاقة لها بإيعازات خارجية ولا بواشنطن ولا بحلف “الناتو” كما يسوّقون، بل تنحصر فقط في الشق الداخلي في غياب القرار اللبناني طوال مرحلة الفراغ الرئاسي، لافتا الى ان قابل الايام سيثبت افتقاد ما يروج في هذا الخصوص الى الواقعية، اذا ما استعاد لبنان هبته، بحيث يتمكن انذاك من تغطية تكاليف السلاح الروسي المطلوب. واوضح ان هبة المليار لا تشبه تلك التي ابرمت بموجبها الصفقة مع فرنسا لان صفقة السلاح الروسي المطلوب لبنانيا ابرمت ثنائيا بين لبنان وروسيا، على ان تمولها هبة المليار دولار السعودية، لكن المملكة لم تدخل طرفا فيها كما بالنسبة الى العقد مع فرنسا.