IMLebanon

تواصل روسي – تركي لتثبيت وقف النار في سوريا

 

أعلن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو أن مسؤولين من روسيا سيزورون تركيا يومي التاسع والعاشر من كانون الثاني الحالي لمناقشة إطار عمل محادثات إحلال السلام في سوريا والمقرر إجراؤها في كازاخستان. واشار الى أن تركيا تعمل مع روسيا بشأن فرض عقوبات على من ينتهك وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدا أن المعارضة ملتزمة باتفاق الهدنة. ودعا أوغلو إيران إلى الضغط على “المقاتلين الشيعة” والحكومة السورية لوقف الانتهاكات لأنها تعرض محادثات السلام المزمعة للخطر.

في الموازاة، تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية” إن موسكو وأنقرة عازمتان على تثبيت ركائز الهدنة وهما تدرسان وسائل “عملية” لحمايتها على الارض والتصدي لاي محاولات لخرقها، مستشهدة في السياق بما أوردته صحيفة “حرييت” التركية الناطقة بالإنكليزية اليوم حيث ذكرت ان البلدين اتفقا على إقامة نقاط تفتيش ومراقبة مشتركة على الأراضي السورية لمراقبة الهدنة، خصوصا في المناطق السكنية في محاذاة خطوط المواجهات بين أطراف القتال من أجل ضمان الاستجابة لوقف النار، في حين نقلت عن مسؤول تركي قوله ان بلاده ستستخدم قاعدة “إسكي شهر” الجوية الرئيسية، بينما ستستخدم روسيا قاعدة حميميم الجوية لهذا الغرض… وفيما التنسيق الروسي – التركي يُفترض ان يُثمر إنعاشا للحلّ فيحمل طرفي النزاع السوري مجددا الى طاولة المفاوضات في أستانة منتصف الجاري- علما ان عاصمة كازاخستان تشهد حاليا اجتماعات بعيدة من الضوء بين المعنيين بالتسوية المنتظرة من الجانبين- تتوقف المصادر عند التوقيت اللافت لتسريب جهات ديبلوماسية عربية ما أسمته “البنود السرية للاتفاق الاميركي والروسي في 17 ايلول 2016″، وفيه 8 بنود منها بقاء الرئيس بشار الاسد في منصبه وضمان مصالح ايران وحكم ذاتي للاكراد وتشكيل حكومة وحدة وطنية مناصفة بين النظام والمعارضة مع ابقاء حقائب الدفاع والداخلية والخارجية في يد السلطة، وعدم محاكمة اي شخصية عسكرية او امنية من النظام، وحماية الميليشيات التي قاتلت الى جانب النظام، وقيام تحالف عسكري لمحاربة الاسلاميين، وعدم تدخل اي دولة في شؤون سوريا. فعملية نشرها، التي تتزامن مع المساعي الروسية – التركية لحل الازمة، يراد منها، وفق المصادر التي تشكّك أصلا في دقتها، “الحرتقة” على الجهود للتوصل الى تسوية، كون الوثيقة منحازة تماما لصالح فريق النظام. الا ان الهدف الأساس من توزيعها الآن، يكمن في جس نبض ادارة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب عشية تسلمها الحكم، أو حشرها لتفصح عن حقيقة موقفها من الحل السوري وتصورها الفعلي له، حسب المصادر، خاصة ان توجهات ترامب “الشرق – أوسطية” غامضة الى حد كبير ولم يعرف منها بعد، الا ان أولويته التصدي للارهاب. وتدعو المصادر في السياق، الى ترقب مضمون خطاب تسلم ترامب والذي يطلق عليه “خطاب الاتحاد” لتبيان بعض من مواقفه المستقبلية. على اي حال، تشير المصادر الى ان الادارة الجمهورية الجديدة لا تمانع التوصل الى اي حل للازمة السورية من قبل الروس والاتراك، ولو كانت واشنطن بعيدة منه، ولسان حالها “اذا كان ذلك ممكنا من دوننا، فلا اشكال في ذلك”.