IMLebanon

هكذا تتعاملين مع غضب أولادكِ

 

 

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:

منذ سنواته الأولى يبدأ طفلكِ بإثبات نفسه، وها هو لا يفعل إلّا ما يريد. لا يتردّد في النوم أرضاً، حتّى إنه يتدحرج وهو يصرخ لينال مبتغاه. إليكِ ما يمكنكِ فعله للتعامل مع نزوات طفلكِ دون أن تفقدي هدوءَكِ، بحسب المتخصصين.

بعض المواقف ينتهي مباشرة بنوبة عصبية من قبل الطفل يعبّر فيها عن رفضه لقرارات والديه، مثلاً كلّ ليلة يرفض التوقف عن اللعب ليخلد إلى النوم أو يصرّ على شراء السكاكر كلما أخذته إلى السوبرماركت، ويبدأ بالصراخ.

من الأفضل أن تمهّدي له الطريق بتحضيره لخطوته المقبلة، مثلاً: “بعد أن تنتهي من هذه اللعبة سترتب أغراضك وتذهب إلى الفراش”. كما يمكنكِ وضع القواعد مسبقاً وبلهجة حازمة مرفقة بإنذار، مثلاً: “تعال سنذهب لشراء الحاجات، ولكن لا تحاول طلب السكاكر فلن أشتريها”.

اقترحي البديل

لتتفادي توتره بسبب إحباطه، الحلّ الأمثل هو أن تقترحي عليه القيام بشيء آخر فوراً. مثلاً: “لا، لن نشتري الحلوى، لكن أنتَ مَن سيختار الجبنة”.

“غَيّري الجو”

حاولي أن تلهي الطفل عن موجة غضبه بإخباره قصة عن حالته. يمكنكِ مثلاً، أن تخبريه عنكِ عندما كنتِ صغيرة، كقول: “أنا أيضاً في يوم من الأيام غضبت عضباً شديداً لأنني لم أكن أريد مغادرة مدينة الملاهي، وقررتُ اللعب بكلّ الألعاب وركوب جميع مجسّمات الحيوانات ومنها الحصان، الأسد، الزرافة… وقد غضبت مني جدتك يومها ووبّختني”.

يحب الأولاد أن يخبرهم أهلهم عن فترة كانوا فيها بدورهم صغاراً ويرتكبون الهفوات. ويشعر الولد بالطمأنينة عندما يعرف أن أهله أيضاً كان لهم أهل يوبخونهم، مثله.

إشرحي لطفلكِ سبب رفضكِ

كوني حازمة، أنظري إلى طفلكِ مباشرة وأوضحي له بهدوء أنك لن تقبلي بأن يفعل ما يريد، وقدّمي له الأسباب. مثلاً: “لا أريدك أن تأكل الشوكولا الآن وإلّا شبعت، وما تمكنت من تناول الغداء”، أو “لا أملك المال لأشتري لكَ هذه اللعبة”. في هذه الحالات كوني مقتنعة بما تقولين، واجعلي في صوتك ونظرتك عزم مَن لن يتخلّى عن قراره.

الأب والأم: قرار واحد

أنتِ وأبوه اتّخذا قراراً واحداً وكونا على اتفاق. فإذا قالت الأم “لا” للطفل، ليس على الأب القبول وتنفيذ رغباته. وإذا لم يتفق الأهل على القرارات نفسها، يجب أن يحلّا الموضوع بينهما بعيداً عن الطفل، ويُظهرا موقفاً موحّداً أمامه.

ساعدي طفلكِ على استرجاع هدوئه

هو يصرخ؟ إحمرّت وجنتاه؟ ولا يتمكّن من التنفس لشدة البكاء، إذاً يجب أن يهدأ. حاولي ضمّه إليكِ، وإذا رفض أن تقتربي منه، واصلي الكلام معه بهدوء مستخدمةً جملاً قصيرة، ولكن لا تتراجعي عن قراركِ الذي أثار صراخه. فهكذا تبرهنين له أنّ صراخه لن يغيّر من مجريات الأمور.

نبّهيه مِمّا ينتظره

في حال قرّر ولدكِ عدم التوقف عن الصراخ، أتركيه حتى يهدأ. يمكنكِ إرساله إلى غرفته أو جعله يجلس على كرسي على بعد أمتار منكِ، ومنعه من النهوض قبل أن يهدأ.

وفي حال لم يتوقف عن الصراخ وراح يتدحرج أرضاً ويضرب بيديه ورجليه، يجب أن يعرف أنّ هذا التصرّف غير مقبول وإن أكمل فسيُعاقب. يمكنك تهديده بحرمانه من رغباته الصغيرة التي يتمسك بها، مثل مشاهدة التلفزيون.

وفّقي بين كلامكِ وتصرفاتكِ

إن لم ينفّذ الطفل مطالبكِ هدّديه بعقاب واقعي، تكونين قادرة على تطبيقه. فإذا تدحرج ابنكِ في الشارع أرضاً مثلاً، لن تتركيه وترحلي، إذاً فكري مرتين قبل أن تهدّديه برحيلكِ ما دمتِ لن تتمكني من تنفيذه.

لا تتراجعي لتحصلي على الهدوء

صراخه يوتّرك وأحياناً تستجيبين لطلباته حتّى يسكت ويهدأ فترتاحين من سماع صوته العالي. يجب أن تعرفي أنّ هذا ليس الحلّ الأمثل، لأنه سيفقد توازنه، كما سيتعرّف الى نقطة ضعفكِ ليستعملها في كلّ مرة وصولاً إلى تحقيق مبتغاه.

فهو سيتساءل: “كيف قالت أمي “لا” في البداية، وها هي تعود عن قرارها وتقول “نعم”، فهل أؤثر فيها لو صرخت عالياً؟”، وهو ليتأكد سيعيد الكَرّة في كلّ مرة تعارضينه أو تأمرينه بما لا يعجبه.

تصالحا فور انتهاء نوبة طلباته

عصبية الطفل الذي يرفض الانصياع لأوامر أهله، توتّره وتتعبه، فبعد أن يهدأ من الأفضل أن تداعبيه قليلاً، وتؤكّدي له حبك وتوضحي له أنه مهما حصل يمكنه الإتّكال عليكِ.