IMLebanon

جوازات سفر فنزويلية… لـ”حزب الله”!

 

كشف تحقيق مشترك لشبكة CNN وCNN en Espanol  مخالفات خطيرة في إصدار جوازات سفر وتأشيرات فنزويلية.

وتضمن التحقيق مراجعة الآلاف من الوثائق وإجراء مقابلات في الولايات المتحدة وإسبانيا وفنزويلا وبريطانيا، إلى جانب تعقب مختلف المسؤولين من فنزويلا. وتربط إحدى الوثائق الاستخباراتية السرية نائب الرئيس في فنزويلا طارق العيسمي بـ173 جواز سفر وهوية فنزويلية أصدرت لأفراد من الشرق الأوسط، بما في ذلك أشخاص لهم صلات بـ”حزب الله”.

ويذكر تقرير مخابراتي سري بتاريخ 2013 صدر عن مجموعة من دول أميركا اللاتينية، أنه بين عامي 2008 و2012 تم إصدار 173 جواز سفر وبطاقات هوية فنزويلية إلى عرب، وكان المسؤول الذي طلب إصدار تلك الوثائق الرسمية هو طارق العيسمي الذي عُيّن نائباً لرئيس فنزويلا في كانون الثاني الماضي، وكان الوزير السابق المسؤول عن الهجرة.

ويذكر التقرير أن العيسمي تولى إصدار ومنح التأشيرات وتوطين الأشخاص من مختلف البلدان، وخاصة من السوريين واللبنانيين والأردنيين والإيرانيين والعراقيين.

ولم يستجب العيسمي لطلبات CNN المتعددة بالحصول على تعليق.

مسؤول آخر فنزويلي رفيع المستوى له صلات بالإرهاب هو غازي نصر الدين الديبلوماسي الفنزويلي السابق الذي كان يعمل في سفارة بلاده في سوريا. وهو مطلوب “للاستجواب” من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لـ”جهوده لجمع التبرعات” من مساهمين مادياً لـ”حزب الله”.

ويقول مسؤولون أميركيون إن نصر الدين سهّل سفر عناصر من “حزب الله” من وإلى فنزويلا، وفقا لبيان صحافي من وزارة الخزانة الأميركية صدر في عام 2008.

ميسايل لوبيز هو المحامي الفنزويلي السابق الذي شغل منصب المستشار القانوني للسفارة الفنزويلية في العراق منذ تموز 2013 حتى تموز 2015. وخلال ذلك الوقت، نبّه لوبيز الحكومة الفنزويلية بشأن مزاعم بيع التأشيرات وجوازات السفر داخل السفارة في بغداد. ولكن الحكومة الفنزويلية نفت في وقت لاحق هذه الادعاءات لشبكة CNN  ورُفد لوبيز رسمياً في أيلول 2015، وهو الآن قيد التحقيق من قبل الشرطة الفنزويلية بتهمة الكشف عن مسائل سرية أو محظورة كان مطلعاً عليها، ويعيش في إسبانيا.

يسمح جواز السفر الفنزويلي بالدخول إلى أكثر من 130 دولة من دون تأشيرة، بما في ذلك 26 دولة في الاتحاد الأوروبي، وفقا للشركة الاستشارية المختصة بشؤون المواطنة العالمية والإقامات “هينلي والشركاء”. ولكن حاملي الجواز الفنزويلي يحتاجون إلى تأشيرة لدخول أميركا.

وخلال سير تحقيق  CNNوفر لوبيز وثائق تُظهر أنه أخبر المسؤولين الفنزويليين مراراً وتكراراً بما اكتشفه. لكنه قال إنه “عوضاً عن التحقيق في ادعاءاته، استهدفته الحكومة لكشفه عن معلومات سرية”.

ويقول لوبيز “إنه في يومه الأول مستشاراً قانونياً للسفارة الفنزويلية في العراق، أعطاه مديره الجديد السفير الفنزويلي جوناثان فاليسكو مغلفاً يحتوي على تأشيرات وجوازات سفر، وأخبره أن المغلف تعادل قيمته مليون دولار أميركي، وأخبره أن الناس في العراق تدفع مبالغ طائلة للحصول على تأشيرة أو جواز سفر لمغادرة الدولة.

وبعد ذلك بشهر، قال لوبيز: “إن موظفة عراقية لدى السفارة تم التعاقد معها لتكون مترجمة، أخبرته أنها جنت الآلاف من الدولارات عبر بيع جوازات السفر والتأشيرات الفنزويلية. وقالت له إنه يمكنه كسب الكثير من الأموال أيضاً ولكنه رفض لاشتباهه باحتمال وجود “إرهابيين” بين المشترين. وحاولت الموظفة العراقية أن تضغط عليه، وحتى ناقشت عرضاً ببيع تأشيرات إلى 13 سورياً مقابل 10

آلاف دولار للفرد”.

وعثر لوبيز على وثيقة في السفارة تذكر 21 اسماً عربياً لديهم جوازات سفر فنزويلية وأرقام بطاقات هويات فنزويلية. وقال مسؤول فنزويلي في قسم الهجرة لـCNN  إن “أرقام جوازات السفر كانت صحيحة ومطابقة للأسماء في القائمة التي عثر عليها لوبيز، ما يعني أن الأشخاص على القائمة باستطاعتهم السفر باستخدام تلك الجوازات.

ولكن قاعدة بيانات متاحة للجمهور في فنزويلا فحصتها CNN كشفت أن 20 من أصل 21 من أرقام بطاقات الهوية مسجلة إلى أشخاص بأسماء من أصل لاتيني – وليس الأسماء العربية المكتوبة في جوازات السفر.

وأضاف لوبيز: “إنه عثر أيضاً على حالة تاجر مخدرات مدان لديه هوية عراقية تُظهر أنه وُلد في العراق، ولكن الرجل كان يحمل أيضاً جواز سفر فنزويلي يُظهر أنه وُلد في فنزويلا.”

وفي محاولة للحصول على أجوبة، قام فريق من CNN en Espanol  بالسفر إلى كراكاس في حزيران الماضي. وعبر رسالة، فرضت الحكومة قيوداً على تغطية CNN للقصص المتعلقة بالسياحة والطقس ومصادر الطاقة البديلة والعلاقات بين المؤسسات الحكومية المختلفة في فنزويلا.

وتجاهلت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريغرز الصحافي رافايل رومو عندما حاول أن يسألها عن القضية في مؤتمر صحافي.

وأخبر مسؤول حكومي فريق CNN en Espanol أن أي أسئلة بشأن مزاعم إصدار جوازات السفر من شأنها أن تكون سبباً للطرد من الدولة.

وفي زيارة ثانية إلى كراكاس في آب الماضي، اضطر منتج ومصور فيديو من CNN en Espanol لمغادرة الدولة بعد مصادرة السلطات الفنزويلية لمعدات التصوير CNN في المطار.

وفي أيلول الماضي مثّلت رودريغيز فنزويلا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تجاهلت مجدداً محاولات CNN بتوجيه أسئلة لها.

وأخيرا، تمكنت CNN من التحدث معها عندما كانت تسير مع مجموعة صغيرة على الرصيف على الجانب الآخر من مقر الأمم المتحدة. وبينما مانت تبتعد عن مراسلينا، قالت: “أنت ستؤذي نفسك بمتابعة أكاذيب شخص لا يعرف ما يتحدث عنه”، مضيفة أن مزاعم بيع جوازات السفر والتأشيرات كاذبة كلياً”.