IMLebanon

رسائل في اتجاهات متعددة رافقت جولات “السبهان”

يتابع وزير الدولة السعودي لشؤون دول الخليج ثامر السبهان جولته على القيادات اللبنانية، في حين سجّل مراقبون ملاحظات عدة على هامش زيارته لبيروت، فلاحظوا أنها جاءت مغايرة لنمط زيارته السابقة، وذلك أولاً عبر شمولية اللقاءات التي عقدها، بحيث انها لم تقتصر على الجانب الرسمي، بل شملت فتح المملكة العربية السعودية باب الصداقات مجدداً عبر لقاءات معلنة وأُخرى ظلت بعيدة من الاضواء.

واعتبر هؤلاء عبر صحيفة “الجمهورية” انّ جولات السبهان شكّلت رسائل في اتجاهات متعددة:

أولاً- انّ المملكة العربية السعودية موجودة في لبنان ولها حضورها من خلال علاقاتها مع الشرعية ومؤسساتها الدستورية. وبالتالي، هي لن تسمح لأيّ كان بقَطع طريقها الى مثل هذه العلاقات والتفرّد بها.

ثانياً- المملكة تملك هامشاً واسعاً من الصداقات السياسية وحرية حركة غير مكبّلة بالاعتبارات اللبنانية الداخلية، وفي هذا الاطار هي ترفض تغليب فريق على آخر وترفض ان تؤمّن الغطاء السياسي والمعنوي لأيّ أحاديات أو ثنائيات حزبية إسلامية ومسيحية.

ثالثاًـ انّ المملكة تحترم خصوصية التركيبة اللبنانية وتنوّعها، وهي تأخذ في الاعتبار رأي الكنيسة المارونية والمستقلّين ودورهم في الحفاظ على الشراكة المسيحية ـ الاسلامية.

وشكّلت زيارة السبهان رسائل طمأنة الى حزب الكتائب ومستقلي 14 آذار، وبَدا انّ بلاده غير معنية بمواقف بعض المحسوبين عليها في سعيهم للتفرّد بتمثيل طوائفهم وبيئاتهم وقطع الطريق على منافسيهم. وقد انطوى طول امد الزيارة على إشارة سعودية واضحة الى انّ لبنان بات في رأس سلّم أولوياتها، مع حديث عن زيارات أخرى لمسؤولين سعوديين في المدى المنظور.

واكدت مصادر بعض من اجتمع بهم السبهان لـ”الجمهورية” أنّ “المملكة تقف الى جانب الاعتدال على الساحة الاسلامية، وتؤيّد كل خطوة تجمع المسلمين تحت سقف الاعتدال، وهي تحترم حق حلفائها في خياراتهم التحالفية لكنها غير ملزمة بتبنّي سياسة التموضعات السياسية والحزبية.

كذلك، إنّ المملكة تقف الى جانب المسيحيين العاملين على خط تعزيز الشراكة المسيحية ـ الاسلامية التي تعزّز الاعتدال، وهي متمسكة بأفضل العلاقات مع جميع حلفائها بلا استثناء.