IMLebanon

الحريري يخوض الانتخابات في “وجه من خانوا الامانة”

 

اشارت مصادر قريبة من بيت الوسط الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري سيذهب الى الاستحقاق النيابي تحت شعار “مشروع رفيق الحريري” الذي سينتصر في النهاية لانه مشروع الاعتدال والعيش المشترك، وهذا الاعتبار او القاعدة المعتمدة لتيار “المستقبل” في مواجهة خصومه هي بمثابة اولويات خلال هذه المرحلة بعد سلسلة من التنازلات يعتبرها الحريري في سبيل خدمة لبنان خصوصاً ان خطاب رئيس مجلس الوزراء الاخير في “البيال” كان طرياً ولم يتطرق الى ترويس مواقفه كما كان يشتهي البعض خصوصاً لناحية “حزب الله”، ولكنه لم يتخل عن الثوابت، وتضيف هذه المصادر ان الحريري ابتعد عن مقاربة الملفات الخلافية التي برزت مؤخراً ان لناحية كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن سلاح “حزب الله”، وتمسك الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله بمبدأ اجراء الانتخابات النيابية وفق قاعدة النسبية.

ولا تنفي هذه المصادر ان الهم الاول للحريري خلال هذه الاونة هو اجراء الاستحقاق النيابي والانتصار من خلالها ولا يوجد في قاموسه كلمة الخسارة التي تترتب عليها تداعيات كثيرة خصوصاً مع اقتراب الموعد حتى ولو تم تأجيله تقنياً لاشهر عدة، الا انه يعتبرها على الباب مهما طالت مدة التأجيل لكسر التمرد الذي حصل داخل بيئته بعد اقدامه على خطوات اعتبرتها هذه البيئة تنازلات وخصوصاً ترشيحه للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وانه حان الوقت كي يعي كل من تطاول على التيار ورئيسه حجمه الحقيقي مع انه حسب هذه المصادر فإن “التنازل” للعماد عون لرئاسة الجمهورية كان ضربة معلم حيث لا يغيب يوم دون اشادة الحريري برئيس الجمهورية والذي اعتبره المتمردون على المستقبل والذين وصلوا واعتاشوا منه ضعفاً انما هو في حقيقة الامر ترجمة حرفية لخطاب والده الراحل رفيق الحريري الذي استطاع تدوير الزوايا في احلك الظروف وهو في مطلق الاحوال وجه رسالة واضحة لهم من خلال قوله: “لسنا جمعية خيرية سياسية تتولى توزيع الهبات والمواقع وتقديم التضحيات المجانية”، وهذا كلام يؤشر الى انه عازم على تطبيق مقولة “حان قطاف” الرؤوس التي تربت في بيوتنا وضربت اليد التي امتدت اليها وبتبيان حجمها الحقيقي امام الرأي العام اللبناني والسني على حد سواء، ولهذا الكلام دلالات قاطعة ان الرجل لن يتهاون مع من سكنوا منازلهم ووصلوا الى اعلى المراتب بدعمنا لهم وها هم اليوم يحاولون مجرد خدش تيارنا وبالتالي لا يمكن السماح لهم بهذا الامر خلال الانتخابات النيابية.

ومن جهة ثانية تضيف الاوساط المقربة من بيت الوسط، حاول الحريري حفظ شعرة معاوية مع الجميع طالما ان هذا “الجميع” يمكن ان يشكل مشروع حليف اقله في الاستحقاق النيابي القادم والذي يريد من خلاله الكيل الانتصار، وبالتالي فان معظم وليس كافة الامور تصبح “مشرعة” حتى دون خطوط حمراء او الوان اخرى وهو بقوله ثانية انه ذاهب الى الانتخابات “وفق اي قانون انتخابي”، وهذا ما يدل على انه منفتح على تعديلات من مجمل مشاريع القوانين الانتخابية المقدمة الى المجلس النيابي وصولا الى النسبية في بعض جوانبها في اشارة منه الى امكانية التعاون وفي مقدم هؤلاء التيار الوطني الحرّ الذي حذر الرئيس الحريري معاونيه وقياديه من التعرض له بل المطلوب الحفاظ على العلاقة الودية والايجابية مع التيار توطئة لمعاونته في المعركة المقبلة، وبالتالي فان مقولة “لسنا جمعية خيرية” له الحق في استعمالها الحريري كما البعض خبير بها الى اقصى الحدود كما ان التعاون وتجديد الصفحة مع القوات اللبنانية ثم الانتهاء منها خصوصا ان جعجع سيشكل بوابة التحالف مع التيار الوطني الحر ونافذة لتعاون الجميع في المعركة القاسية التي تواجه تيار المستقبل.

وتؤكد هذه المصادر ان ماكينة “المستقبل” الانتخابية مستنفرة منذ الآن من كافة النواحي وعلى الجميع تقع مسألة الاختبار بين اعتدال المستقبل او التوجه نحو بيئة متشددة وهذا الامر الاخير مضر ليس بالحريري وحده انما بجميع التيارات والاحزاب على حد سواء.