IMLebanon

منتوجات دير مار سركيس وباخوس في إهدن تساعد العائلات على التمسك بأرضها

 

تحقيق كلاريا الدويهي معوض في “الوكالة الوطنية للإعلام”:

يحرص جمهور الرهبان في دير مار سركيس وباخوس إهدن – زغرتا على مساعدة العائلات كي تبقى في أرضها وتطوير تصنيع المنتوجات وتسويقها، في وقت سعى رئيسه الأب ابراهيم بو راجل الى كسر الكلاسيكية في طريقة إدارته وإطلاق دينامية جديدة، إن على صعيد الإدارة وفتح أبواب الدير للنشاطات والتواصل الروحي، وإن على صعيد تطوير تصنيع المنتوجات وتسويقها بهدف مساعدة العائلات لتبقى في أرضها، فيتم بالتالي، من جهة، استحداث الأراضي الزراعية ومن جهة أخرى خلق فرص عمل للسكان الذين يعتاشون من العمل الزراعي.

عن هذه الدينامية وهذه المشاريع يقول الأب بو راجل: “بداية كان الرهبان يقومون بالرسالة الراعوية والرياضات الروحية في الرعايا المجاورة ويعملون ويهتمون بالوقت عينه بالأراضي لأنَّ أديارنا في زغرتا وإهدن هي أديار زراعية، ففي دير زغرتا كان التركيز على الكرمة والزيتون والحمضيات والخضار على أنواعها، أمَّا في إهدن فكانوا يهتمون بزراعة الجوز والتفاح والكرز وكل أنواع الحبوب من قمح وعدس وسواها. ولأنَّ قطاع الزراعة لم يعد يجني الكثير بسبب عدم دعم الدولة له، الأمر الذي انعكس سلبا على واقع المزارع، فقرَّرنا البدء بالاهتمام بتصنيع “المنتوجات الزراعية” بهدف تحسين المداخيل الزراعية في دير مار سركيس وباخوس إهدن، كما كنا قد فعلنا سابقا في دير مار آشعيا – برمانا، حيث كنا نعتمد على تصنيع المنتوجات الزراعية لنتمكن من القيام بالاهتمام بالأرض”.

وتابع: “هناك عدد من الرهبان الذين يعملون مع بعض العائلات من المنطقة ومن مناطق عدة وأديار، بتصنيع المنتوجات التي تشمل المربى على أنواعه، وقد أضفنا السنة على قائمتنا، مربى العنب مع اللوز والتفاح والكرز والعسل والكشك وخل الثوم المفيد جدا للصحة والصعتر والزهورات. وبذلك نستفيد من كامل المحاصيل التي تصبح جاهزة للتسويق”.

وأضاف: “نصنع أيضا المقطرات من ماء الورد وماء الزهر وماء اللافندر وماء الشومر وماء إكليل الجبل بالإضافة إلى السبيرتو والعرق والنبيذ”.

وعن جديد المنتوجات التي يتم تسويقها أوضح أن “هناك النبيذ، الجوز، وعرق الجوز وأصناف جديدة من المشروبات الروحيَّة: بطعم الحنبلاس والمندرين والليموتشلو والكونترو والقهوة والكرز، ويهدف ديرنا إلى توسيع نشاطاته من خلال العمل مع بعض الشركات لتسويق منتوجات الدير. ونأمل قريبا إنشاء معمل صغير للمساهمة في تشغيل عدد أكبر من العائلات المسيحية وتثبيت اللبناني في أرضه من خلال تأمين فرص عمل، توفِّر له لقمة عيش كريمة. وأكَّد الاب راجل على أنَّ كل منتوجات الدير تخضع للاختبار قبل بيعها وأن الأرباح من هذه الأعمال يعود ريعها إلى دعم الطلاب”.

وفي الختام، ذكر الأب بو راجل أن “الرسالة الأساسيَّة والأسمى تبقى تلك الروحيَّة وأن هناك مجموعة من السيدات اللواتي تتلقين كل نهار ثلثاء من أجل التنشئة المسيحية”، مؤكدا أن “أبواب الدير هي دائما مفتوحة لكل كاهن أو جمعية أو مدرسة قد يرغبون في قضاء يوم صلاة أو رياضة روحية أو أي شخص قد يرغب بخلوة للتفتيش عن السلام الداخلي وملاقاة الله لكن المطلوب أيضا الحراك والقيام بأعمال ونشاطات هدفها تشجيع المواطن على البقاء في أرضه ومنطقته من خلال دعمه اقتصاديا”.