IMLebanon

عون يمسك قبضته على “الجيش” والحريري على “الداخلي”

كشفت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لصحيفة “الديار” ان الرئيس ميشال عون انطلق في اصراره على ضرورة تعيين قادة أمنيين جدد من مبدأ رفضه للتمديد الذي طالما حاربه وهو خارج السلطة، مشيرة الى ان الوقائع بينت ان لا خلفيات انتقامية او ثأرية، اذ ان التغيير طال كل الممدد لهم، مشيدة باتفاق الافرقاء جميعا ما سمح بايصال الافضل، ليأتي هذا التعيين تنفيذا فعليا لنهج التغيير والاصلاح في الدولة ومؤسساتها وليضخ دما وروحا جديدة في الجيش هو بأمسّ الحاجة لها اليوم.

التعيينات عند الطائفة الشيعية لم تشكل اي عقبة، منذ البداية، مع اتفاق الجميع على ابقاء اللواء عباس ابراهيم مديرا عاما للامن العام نظرا للملفات الحساسة التي يتولاها من جهة، أما تسوية مشكلة المديرية العامة لامن الدولة والتي عملت عليها دوائر رئاسة الجمهورية، القاضية بتعيين خلف للواء جورج قرعة هو العميد طوني صليبا ومساعدا له العميد سمير سنان، والذي تبلغ القرار منذ مدة وتوقف تعيينه الى حين اتمام “الصفقة” كاملة، في اطار خطة جديدة تلحظ تغييرا في مهمة المديرية وتضعها على الحياد، كذلك العميد بدر ضاهر مديرا عاما للجمارك، لتحل بذلك مشكلة بقيت تحت الرماد بين المدير العام السابق شفيق مرعي ورئيس المجلس الاعلى للجمارك.

وبحسب مصادر متابعة للاتصالات التي جرت، فان التعيينات في المواقع المسيحية ترك امر الفصل فيها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي كلف فريقا من المقربين منه دراسة الملفات والمعلومات عن الاشخاص المرشحين لتول تلك المراكز في قيادة الجيش، بعدما تسلم بناء لطلبه لائحة بأول 22 ضابطاً مارونياً وفقا لتصنيفهم حسب اضباراتهم العسكرية، والمديرية العامة لامن الدولة، فيما ترك “حق الفيتو” لباقي الاطراف. قاعدة سرت ايضا على موقعي مدير عام قوى الامن الداخلي والامين العام للمجلس الاعلى، حيث ذكى رئيس الحكومة سعد الحريري للاول العميد عماد عثمان وللثاني العميد حيدر خليل حيدر، خلفا للواء محمد خير الممد له.

التعيينات التي كان من المنتظر ان تبصر النور في جلسة 22 شباط تأخرت بعد ان عادت الكرة الى ملعب العميد جوزيف عون قائد اللواء التاسع المنتشر على جبهة جرود عرسال والذي آثر طوال الفترة الماضية التزام مقر قيادته كي لا يساء تفسير اي تحرك له، بحسب مقربين منه، بعدما حسمها رئيس الجمهورية  مستفيدا من تهاوي الاسماء المرشحة ممسكا قبضته على الجيش، مع تسلم العميد جوزيف عون علم الجيش يوم الخميس المقبل بعد اقل من اربع وعشرين ساعة على تعيينه في مراسم رسمية تقام صباحا في باحة وزارة الدفاع – قيادة الجيش بحضور حشد من الضباط والملحقين العسكريين على ان ينتقل بعدها الى جناح القائد برفقة مدير مكتبه العميد وسيم الحلبي الارثوذكسي من ضهور الشوير، الذي سيخلفه في مركزه في العمليات العقيد ميشال بطرس من بلدة القبيات العكارية والذي شغل منصب قائد الكتيبة 15 (مدفعية) وكلف بمهمات امنية في محيط مخيم عين الحلوة قبل ان ينقل ليتسلم مركز منسق نيران المدفعية وقد رقي لرتبة عقيد مطلع العام ليشغل بذلك وظيفة مخصصة لضابط برتبة عميد.

وفيما رجحت المعلومات ان يقدم العماد جان قهوجي استقالته باعتباره يبقى في الخدمة حتى ايلول بحسب قرار التمديد له، علم ان عملية نقل أغراض العماد قهوجي وعائلته من المنزل المخصص للقائد في الفياضية الى شقته في الذوق قد باشرت على نهايتها، تمهيدا لاجراء بعض التحسينات قبل تسليمه للقائد الجديد، كذلك اوراقه الخاصة من مكتب القائد، وقد علم في هذا الاطار ان العماد جوزيف عون سيبقي على العقيد زياد بركات مسؤولا عن المواكبة في مكتب القائد، فيما رشح ان العميدين محمد الحسيني وهادي أوسي سيعينان كملحقين عسكريين في الخارج (ايطاليا، الصين) لمدة سنة.

اما فيما خص مديرية المخابرات فقد علم ان المرشحين لخلافة العميد كميل ضاهر هما العميدان طوني منصور امين سر المدير، أو روللي فارس رئيس قسم الضباط في فرع الامن العسكري في المديرية. وردا على ما يشاع عن رغبة رئيس الجمهورية بتغيير اعضاء المجلس العسكري اشارت المصادر الى ان ذلك لا يبدو منطقيا حاليا ذلك ان الضباط الذين سيغيرون معينون حديثا، فضلا عن ان تغيير اي منهم سيبقي اكثر من لواء من نفس الطائفة في الجيش الا في حال قرروا الاستقالة.

اما فيما خص المديرية العامة لقوى الامن الداخلي فـقد حسم منصب المدير العام لصالح العميد عماد عثمان رئيس شعبة المعلومات، ما يكرس قبضة رئيس الحكومة على المديرية، الذي سيرفع وزير الداخلية اسمه الى مجلس الوزراء، خلفا للواء ابراهيم بصبوص، بعدما تم استبعاد اسم العميد احمد الحجار رئيس معهد قوى الامن بسبب قربه من احدى القيادات السياسية السنية، رغم كفاءته المشهود له بها، وتعامله مع اكثر من رئيس حكومـة ابان تسلمه رئاسة الحـرس الحكومي.

كذلك سيتم تعيين العقيد خالد حمود رئيساً لفرع المعلومات، على ان ينتقل العميد سعيد فواز من رئاسة الامن العسكري في شعبة المعلومات الى مجلس قيادة قوى الامن الداخلي عن المقعد الشيعي، على ان تتابع الاتصالات لتمرير تعيين مجلس قيادة جديد في غضون ايام من استلام المدير الجديد. وتشير المصادر في هذا الخصوص الى ان وفدا من كبار ضباط قوى الامن سبق ان زار رئيس الحكومة سعد الحريري طارحا مسألة الاقدميات التي ستتأثر مع تعيين العميد عماد عثمان لكنه وعدهم بتقديم حوافز للمتضررين يقدمون بموجبها استقالاتهم من السلك.