المواهب اللبنانية متعددة وفي مجالات عدة، ودائماً نجد من يذهلنا بقدراته البدنية والعقلية والذهنية رغم أن لا رعاية رسمية لاكتشاف هذه المواهب وتنميتها وصقلها.
واليوم نلقي الضوء على موهبة نادرة تتمتع بها الطالبة اللبنانية ريم ترشيحي التي تبلغ من العمر 14 عاما، إذ لفتت أنظار إدارة مدرستها القلبين الأقدسين في طرابلس وأستاذ الرياضيات جورج عبدو الذي نشر فيدو لها تُظهر من خلاله تمكنها من حفظ الأرقام الـ500 الأولى من “Nombres Décimaux de Pi”، بحيث عددت تلك الأرقام بدقيقة و20 ثانية تقريباً وهو رقم قياسيّ! الجدير ذكره أن ترشيحي استطاعت حفظ 2500 رقم حتى اليوم إلا ان الفيديو يظهر حفظها 500 رقم.
يوم 14 آذار هو اليوم العالمي للـPi إذ ان كل الجامعات في العالم تحتفل بهذا اليوم وتعطي أهمية كبيرة لهذا الرقم الذي يستخدم في مختلف الأمور الحسابية والهندسية، ولذلك سنتعرف على كيفية تطوير ريم هذه الموهبة وكيف تم اكتشافها؟ وماذا يقول أستاذها؟
سرعة في حلّ المسابقات… و100 رقم في يوم واحد
أستاذ مادة الرياضيات في مدرسة القلبين الأقدسين في طرابلس جورج عبدو يؤكد في حديث لـIMlebanon أنه “بالصدفة اكتشف موهبة ريم عندما لاحظ انها تنهي المسابقات بسرعة خيالية أي بربع الوقت المطلوب وليس فقط في الرياضيات وإنما في مختلف المواد، لذلك قرر أن يطور قدرتها على حفظ الأرقام واختار أرقام الـPI، وطلب منها حفظ 50 رقما واعطاها مهلة أسبوع، إلا ان ريم جاءت في اليوم التالي وتمكنت من حفظ 100 رقم! هذا الأمر أثار دهشته خصوصا أن الإنسان الطبيعي لكي يحفظ رقم سيارة يحتاج لبعض الوقت.
ويضيف انه “تطوّرت الموهبة يوما بعد يوم، بحيث بدأت ريم بحفظ 200 و300 و400 رقم حتى توصلنا اليوم الى 2500 رقم تقريبا ويمكنها ان تقول تلك الأرقام بسرعة قياسية وخيالية ومن دون أي خطأ”.
ويشير عبدو الى أنه “من النادر جدا إيجاد أشخاص يتمتعون بموهبة ريم ويبلغون من العمر 14 عاما وصحيح ان موهبتها نادرة ولكن علينا مساعدتها على التقدم واعطائها أهمية قصوى لكي نكسر الارقام القياسية العالمية خصوصا ان الانجاز الذي تحقق حصل في فترة زمنية قصيرة جدا أي في ثلاثة أسابيع فقط، لذلك نطمح للوصول الى 10 آلاف رقم وأكثر وهنا يمكننا المطالبة بتسجيل هذا الانجاز في كتاب “غينيس” للأرقام القياسية”.
60 في العالم… وأمل بتحقيق الأفضل
ويكشف أنه “بحسب موقع Ranking PI World فإن ريم تحتل المرتبة 60 في العالم تقريبا ونحن سنقوم بالتواصل مع الموقع لكي نسجل قدرة ريم على حفظ الأرقام ولكن نفضل التروّي قليلا لحين تمكنها من الوصول إلى أكبر عدد من حفظ الأرقام لأنها قادرة على تحقيق المستحيل وهكذا نضمن فوزها خصوصا انه ليس هناك اي طالب من العالم العربي حقق هكذا ارقام”.
ويضيف: “علينا ألا ننسى ان ريم تبلغ من العمر 14 عاما فيما ان هذه المسابقة تضم متبارين من مختلف الأعمار، فالبنسبة لعمرها والسرعة التي تقول بها الأرقام فإنها قادرة على تحقيق افضل النتائج”.
ويلفت عبدو الى أن “ريم لا تجد صعوبة بحفظ الأرقام وهذا الامر سيساعدنا في الوصول الى تحقيق رقم عالمي، فهي لا تقوم بأي مجهود إضافي من دون ان ننسى انها تقول الارقام بسرعة خيالية”.
عبدو يوضح ان “مدرسة القلبين الأقدسين في طرابلس وعائلتها تساعدها جدا وتقف الى جانبها خصوصا ان موهبتها نادرة جدا ولا يمكننا إهمالها ونأمل بتحقيق الأفضل”.
فهل تحظى ريم بدعم مطلوب من المسؤولين لتنمية موهبتها ام تبقى المبادرات الفردية سيدة الموقف؟