IMLebanon

القمة العربية ترفع الصوت بوجه ايران!

 

 

إنطلقت أعمال القمة العربية الـ28 في البحر الميت في المملكة الهاشمية الأردنية، مع وصول القادة والزعماء العرب إلى مقر انعقادها باستثناء العاهل المغربي. وألقيت كلمات بالمناسبة بدأها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، فقال إنّ الأمة العربية تواجه تحديات أمنية ونزاعات مسلحة أدّت إلى أزمة إنسانية، لافتًا الى أنّ أطراف الصراع السوري لم تبذل الجهود المطلوبة لإنهاء الصراع وتثبيت وقف إطلاق النار.

وإذ رأى أنّ الصراع في اليمن كان سيهدد السلم الأهلي لولا الجهود العربية، رحّب عبد العزيز بالانفراج السياسي في لبنان من خلال انتخب رئيس للجمهورية. وأضاف: “علينا التصدي بحزم لمحاولات التدخل الأجنبي ببلادنا”.

بدوره، أكّد العاهل الأردني أنّ الإرهاب والتطرف من أهم التحديات التي تواجه العرب والمسلمين، داعيًا الى وجوب اتخاذ نهج شمولي لمكافحة الإرهاب، وإلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وقال: “سنتصدّى لأي محاولة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى”.

وأمل أن تقود مباحثات جنيف وأستانة إلى عملية سياسية تشمل كل مكونات الشعب السوري ووحدة الأراضي السورية. وطالب بوضع حلول تاريخية للتحديات التي تواجه الدول العربية لتجنب التدخلات الخارجية بشؤونها.

وقال أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط إنّ مهمة الجامعة هي توحيد مواقف الدول العربية، مشيرًا الى أنّ هناك قوى خارجية توظف المذهبية والطائفية لتقسيم هذه الدول.

ورأى أنّ إسرائيل تمعن في البناء الاستيطاني وأنّ النزاعات أدت إلى أوضاع إنسانية مأساوية، لافتًا الى أنّ مواجهة الأزمات الإقليمية تتطلب رؤى مشتركة بين الدول العربية. وقال: “نحتاج عقودًا اجتماعية جديدة لتحقيق تنمية بشرية تكافح التطرف”.

وكانت لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كلمة أكّد فيها أنّ الوقت حان لإنهاء القتال في سوريا، ورأى أنّ مكافحة الإرهاب هناك تتطلب الوصول أولا إلى حلّ سياسي.

كذلك أشار الى أنّ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعا الى إيقاف كل نشاطات الاستيطان الإسرائيلية لتحقيق السلام.

ولفتت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الى أنّ تحقيق السلام يحتاج تقاربا وتعاونا بين دول المنطقة. وأكّدت على استمرار الاتحاد بدعم الحكومة العراقية، موضحة أنّ الحل المنطقي الوحيد للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي هو حل الدولتين.

أمّا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، فأكّد على وحدة الأراضي اليمنية وأهمية التوصل لحلّ سياسي استنادًا للمبادرة الخليجية والقرارات الدولية. وقال: “يجب ألا تشغلنا الأزمات في المنطقة عن أهمية القضية الفلسطينية”.

كذلك، رأى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح أنّ ما يُسمى بالربيع العربي أطاح بأمن واستقرار المنطقة، لافتًا الى أنّ الأزمات في المنطقة ألقت بظلالها على الأوضاع الإنسانية، وقال: “نواجه تحديات جسيمة تتطلب الالتزام بنهج عربي مشترك. علينا أن نسمو على الخلافات التي لن تقودنا إلا لمزيد من الفرقة”. ورأى أنّ إسرائيل تقف حائلا أمام تحقيق عملية السلام.

وأبدى حرصًا على وحدة الأراضي الليبية، كما طالب إيران باحترام سيادة الدول وأسس حسن الجوار، وأضاف: “ندعم الجهود الدولية لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية”.

وفي رسالة ضمنية الى إيران، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: “للأسف نرى بعض القوى تستغل الظروف غير المسبوقة التي تمر فيها المنطقة، فتدخلت بشؤون الدول العربية، لذا يجب اتخاذ موقف حاسم ازاء تلك التدخلات ولن نسمح لاي قوى كانت أن تتدخل في شؤوننا وتفرض مناطق نفوذ في دولنا العربية”.

ورأى أنّ الحل السياسي للازمة السورية هو السبيل الوحيد القادر على تحقيق طموحات الشعب السوري والقضاء على الارهاب.

وأضاف: “نجدد التزامنا في دعم اليمن ومؤسساتها الشرعية وحريصون على تقديم العون الانساني. والعراق الذي يواجه بشجاعة الارهاب وقوى الظلام نجدد دعمنا له أيضًا. والمعركة التي يخوضها ضد “داعش” هي معركتنا جميعا”.

وعن القضية الفلسطينية، قال: “إنّها قضيتنا الاولى والمركزية في قلب وعقل كل عربي. مصر سعت الى التوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية من منطلق مسؤولياتها تجاه القضية وتجاه الامة العربية. نجدد التزامنا بمواصلة السعي الى التوصل الى حل للقضية الفلسطينية انطلاقا من مبادرة السلام العربي. فالعمل العربي المشترك هو أساس الحلّ لكل أزماتنا”.

ورأى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أنّ الاختلاف في الرؤى العربية كان له آثار سلبية على أزماتنا، معتبرًا أنّ جمود عملية السلام يعود للتعنّت الإسرائيلي وسياسات الاستيطان، وأنّ حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ودعا الى إجبار النظام السوري على تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بإيصال المساعدات إلى المحاصرين، لافتًا الى أنّه حوّل الثورة السلمية إلى حرب أهلية.

وتابع: “ندعم حكومة الوفاق الوطني في مواجهة خطر الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى ليبيا. كما ندعم الحكومة الشرعية في اليمن واستئناف الجهود السياسية للوصول إلى حل”.

وأشار الى أنّ الحل السياسي في ليبيا أن يشمل كل الأطياف السياسية من دون إقصاء، وختم: “ندعم العمل العربي المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار”.

بدوره، لفت الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى أنّه إذا أرادت اسرائيل أن تكون شريكًا في المنطقة فعليها التخلّي عن فكرة أنّ الأمن يأتي باستحواذ مزيد من الارض. وقال: “أظهرنا على الدوام مرونة عالية وتعاملنا بايجابية مع جميع المبادرات والجهود الدولية لحلّ القضية الفلسطينية. نحذّر اسرائيل من تحويل الصراع القائم من صراع سياسي الى صراع ديني. نعمل على انهاء الاحتلال وتحقيق اهداف شعبنا في الحرية عبر الوسائل الديبلوماسية وعلى نيل مقعد لفلسطين في الجمعية العامة للامم المتحدة. فالقدس تدعونا جميعًا لنصرتها وزيارتها تأكيدًا على حقنا فيها”.

وأضاف: “حددنا منتصف أيارالقادم لإجراء الانتخابات المحلية في فلسطين، فالوضع على الارض في فلسطين لا يخفى على أحد فإنّ تطبيق حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام. ونرحّب بأي جهد يبذل لمكافحة الارهاب لما يشكله من خطر على الامن والسلم في العالم”.

وكانت كلمة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دعا فيها الى توحيد الجهود العربية لمواجهة الارهاب والتطرف، لأنّ الارهاب يمثل الخطر الاكبر على الأمن القومي العربي والمصالح الحيوية للبلدان العربية.

وقال: “نجدّد الدعوة الى اليمنيين للجنوح نحو الحل السياسي للازمة، فالوضع المتردي في اليمن يشكل مبعث قلق وانشغال للجميع”.

ولفت الى أنّ الازمة السورية أثبتت أنّ الخيار العسكري لا مكان له ولا مناص من التسوية السياسية، مبديًا أسفه لغياب دور عربي فاعل في مسار الحل السياسي في سوريا.

وأوضح أنّ الامة العربية بتاريخها المجيد قادرة على النهوض من جديد ولا يمكن أنّ يتحقق ذلك من دون تخليص المنطقة من أزماتها وإيجاد الحلول اللازمة، فمن غير المقبول أن تبقى منطقتنا رهينة الاوضاع المتردية وتداعياتها الخطيرة فنحن مؤتمنون على مصالح بلداننا”.

ورأى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أن العاصفة التي ضربت المنطقة أصابت الجميع، معلنًا عن استعداد لبنان للمساعدة في إعادة مدّ الجسور، وإحياء لغة الحوار بين جميع الدول الشقيقة.

وقال: “لم آتِ إلى هنا ناصحًا ولا مرشدًا، إنما جئت متسائلاً، فربّما نجد في وجداننا الإجابات اللازمة، و سأدع وجداني يخاطب وجدانكم، لعلنا نستفيق من كابوس يقضّ مضاجعنا”.

واضاف: “كم كنت أتمنى أن أقف أمامكم لأحدّثكم عن إنجازاتنا، ولكن، مع الأسف الشديد، إن أصوات الانفجارات ومشاهد القتل تطغى على أي موضوع آخر”، سائلاً: ” من ربح الحرب؟ من خسر الحرب؟”.

وتابع” الجميع خاسرون، الجميع قتلى، الجميع جرحى، الجميع متألّمون، الجميع جياع يتسوّلون لقمة العيش”، مؤكدًا ان الجميع معني بما يحصل، ولا يمكن أن نبقى بانتظار الحلول تأتينا من الخارج، كما قال.

وشدد رئيس الجمهورية على ان بيانات الاستنكار والإدانة لم تعد كافية، داعيًا الجامعة العربية، الى إنقاذ إنسانها وسيادتها واستقلالها وثرواتها، وإستعادة دورها ومهمتها.

واكد على ان دور الجامعة اليوم هو إعادة لمّ الشمل العربي، وإيجاد الحلول العادلة في الدول الملتهبة، لتحصين الوطن العربي في مواجهة تحدّيات المرحلة، مشيرًا الى ان لبنان ينوء تحت حمل نتائج ازمة المنطقة.

واضاف: “نحاول مدّ يد المساعدة، ولكن، عندما يتخطّى المطلوب طاقتنا، نغرق في أعبائه ويصبح خطراً علينا”، لافتًا أن تخفيف بؤس النازحين وتجنيب لبنان تداعيات الازدياد المضطرد في الأعداد المشاكل المترتبة عليها، لن تكون إلّا بعودتهم الآمنة الى ديارهم.

واعتبر ان المرحلة مصيرية، ولا تواجه إلاّ بأصحاب العقول النيّرة، والقلوب الكبيرة، القادرة على تخطّي التفاصيل لمصلحة الوطن العربي برمّته، معلنًا ان ان لبنان في ما له من علاقات طيّبة مع جميع الدول الشقيقة، يبدي استعداده للمساعدة في إعادة مدّ الجسور، وإحياء لغة الحوار، مضيفًا: “نحن كلبنانيين، عشنا حروباً متنوّعة الأشكال، ولم تنته إلاّ بالحوار، وان إنّ خطورة المرحلة تحتّم أن نقرّر اليوم وقف الحروب بين الإخوة”.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن السعوب العربية تتطلع الى قادتها اليوم، وعلى القادة تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات اللازمة، ويجب  منع التدخل الخارجي في قرارات الدول العربية، مضيفًا: “لا يمكن أن تعيش أي دولة آمنة بمفردها، ولا تكتمل فرحتنا بهزيمة داعش الا بهزيمة الارهاب في كل الدول العربية”.

وأكد على أهمية وضرورة تعزيز الثقة بين المواطن والجامعة العربية، وتحقيق الاستقرار وانهاء الخلافات والنزاعات الجانبية والاستقطابات الاقليمية.

ولفت الى أن موقف العراق واضح اتجاه الثوابت والقضايا الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وقال “ادعو الى موقف عربي اتجاه اي تجاوز للسيادة الوطنية للعراق، وعدم السماح به واعتبار ذلك خط أحمر، في علاقتنا مع الدول”.

وبشأن الحرب على داعش قال العبادي: “لولا التوحد العراقي لما استطاع العراق الحاق الهزيمة بداعش، وأن الجيش العراقي مرحب به على كل الاراضي العراقية”.

وأشار إلى عملية الخداع التي قام بها داعش عندما ادعى أنه يمثل الاسلام، رغم أن التنظيم الاراهابي قتل الناس من جميع الأديان وكل الطوائف، وأن جرائم التنظيم شملت كل الطيف العراقي.

أما الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي فقد راى أن نهج الرئيس المخلوع صالح أفسد كل مناحي الحياة اليمنية.

وأضاف ن إيران تغزي الإرهاب في المنطقة العربية، داعيا إلى استراتيجية عربية موحدة لمواجهة التحديات.

وأشار هادي إلى أن الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح دمرا النسيج الاجتماعي اليمني.

وقال: “تنازلنا كثيرا في المفاوضات ليس ضعفا بل حرصا على بلادنا”. مشيرا إلى أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح استخدمت السلاح ضد اليمنيين بأوامر إيرانية”.

واضاف: ” الحوثيون دمروا اليمن بإيعاز من إيران التي هي الراعي الأساسي للإرهاب هي وحزب الله”.

واكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج أن عدم التزام مجلس النواب باتفاق الصخيرات قوض صلاحيات الحكومة، مضيفًا: “حان الوقت لإيجاد توافق عربي بشأن ليبيا”.

ودعا الى لبناء جيش ليبي موحد لمواجهة الأزمات التي تعاني منها البلاد.

وقال رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلي: “لا بد من التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي وذلك بالتكاتف لمواجهة الإرهاب”.

وقال رئيس السودان عمر البشير “لسنا بحاجة للتأكيد ان التحديات السياسية والامنية والاقتصادية تحتم علينا مضاعفة الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك”، معتبرًا انه من الضروري ان تخرج القمة بقرارات من شأنها توحيد الكلمة ورص الصفوف لانهاء الازمة التي عصفت بالبلدان العربية.

واضاف :” اقترح عقد قمة ثقافية عربية لتعزيز التعاون العربي لمكافحة الارهاب”، معتبرًا ان لا بديل عن حل الدولتين وتحقيق المصالحة الفلسطينية.

ودعا الحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس هادي لتحقيق السلام والاستقرار، مجددًا من جهة آخرى موقفه بضرورة انهاء معاناة الشعب السوري من خلال التوصل الى حل سلمي يحافظ على وحدة سوريا شعبا وارضا.

وتابع: “نتابع ظاهرة الارهاب الغاشم راجين ان تتوحد جهودنا في التصدي له ونؤكد تعاوننا مع الاسرة الدولية”.