IMLebanon

من الـ”لا” الى الـ”نعم” (بقلم بسّام أبو زيد)

 

كتب بسّام أبو زيد:

قال “حزب الله” كلمته ومشى.

قال بالنسبية وترك لبقية الأطراف السياسية أن تتقاتل على عدد الدوائر. واللافت، وكما سلم الجميع بتمسكه بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، سلموا بتمسك الحزب بالنسبية، حتى أن غلاة معارضة هذا النظام بدأوا بالتراجع تباعا عن رفضهم التام لما كانوا يعتبرونه خطا أحمر.

بالنسبة لتيار المستقبل كان من المستحيل القبول بالنسبية الكاملة في ظل السلاح، إلا أن هذه المقولة سقطت وانتفى الحديث عنها علنا على الأقل، وأصبح النظام النسبي الكامل مقبولا لدى الرئيس سعد الحريري تحت عنوان التضحية من أجل لبنان.

النائب وليد جنبلاط وكما وصل إلى قناعة أن “لا حول ولا قوة” في مسألة انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، تمددت هذه القناعة لتصل إلى قانون الانتخاب، فأصبح الاقتناع بالنسبية أمرا ممكنا إنطلاقا من إرث الشهيد كمال جنبلاط وما كان ينادي به في هذا الإطار، وصولا إلى أخذ بعضا من هواجسه بعين الاعتبار ما حتّم تقسيم محافظة جبل لبنان إلى قسمين كجزء من تسوية قبول النائب جنبلاط بالنسبية.

تبقى “القوات اللبنانية” التي اعتبرت النسبية الكاملة خطرا على لبنان والتعايش والفعالية المسيحية، ولكن هل تعود القوات اللبنانية عن هذا التوجه إذا وجدت بالفعل ضمانات جدية؟

في هذه الضمانات بداية أن يستمر الموقف الموحد بينها وبين “التيار الوطني الحر” من مسألة قانون الانتخابات وأن تكون هناك تحالفات في إطار “المصيبة بتجمع”، أي تحالفات انتخابية مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، باعتبار أن الانتخابات ستكون مفتوحة أمام أكثر من لائحة مغلقة في حال جرت وفق النظام النسبي الكامل.

تريد “القوات” أيضا أن تخوض هذه الانتخابات وفق دوائر متوسطة يتراوح عددها بين 10 إلى 15 دائرة، وهي ترفض أن يقتصر الأمر على المحافظات التقليدية حيث بالفعل يذوب الصوت المسيحي في معظمها بقوة الصوت المسلم، هذا بالإضافة إلى أن “القوات اللبنانية” تضع أيضا التضحية في سبيل لبنان وكما الرئيس سعد الحريري في أولى أولوياتها.

في الخلاصة والتجربة المتكررة أن الكثير من الوقت يضيع في جدالات ونقاشات سياسية عقيمة ما يجعلها مضيعة للوقت، فكل القوى السياسية أصبحت تدرك أن ما يطرحه “حزب الله” هو الوحيد القابل للتنفيذ، وإن لم ينفذ سيبقى المشكل السياسي قائما، لذلك فإن القبول السريع بما يطرحه هذا الحزب هو مكسب للوقت وتوفير لمشاكل وأزمات، علما أن هذا الحزب لا يقفل أحيانا التفاوض على بعض التفاصيل وهي مهمة أيضا بالنسبة لباقي الفرقاء إذا عرفوا كيف يفاوضون وكيف يتحالفون وكيف يجدون المخارج رغم أنهم يبدأون بـ”لا” كبيرة وينتهون بـ”نعم” أكبر.