IMLebanon

هل يصبح ماكرون رئيسًا لفرنسا؟ (بقلم بديع قرحاني)

 

كتب بديع قرحاني

أسبوع يفصلنا عن الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في فرنسا، “الأم الحنون”. معظم الناس في فرنسا وفي العالم العربي اعتاد دائماً الحديث عن الاشتراكيين وعن اليمين،  واليمين المتطرف، سواء الأب او الابنة! الا ان نتائج الجولة الاولى لهذه الانتخابات اوصلت شابا ليس ليس مدعوما من اي حزب كبير في فرنسا، سواء الاشتراكيين او اليمين، في رسالة واضحة من الشعب الفرنسي العريق بديمقراطيته انه ان الاوان للتغيير وكسر تسلط الأحزاب السياسية التقليدية التي حكمت فرنسا لعشرات السنيين التي لم تخلو من العديد من الفضائح السياسية والمالية.

فرنسا اليوم قالت كلمتها في الجولة الاولى وستقولها في الجولة الثانية ومن المتوقع ان يفوز ماكرون بفارق كبير مع مرشحة اليمين المتطرف، وربما سيتكرر مشهد شيراك ولوبن الأب ، حيث فاز شيراك بفارق ٨٠ بالمئة عن لوبن، وبالرغم من المحاولات والسمسرات السياسية التي تحول لوبن اللعب فيها مع اليسار المتطرف الذين كما وصفهم وليد جنبلاط:”بالانتهازية والوصولية لدرجة الارتزاق”.

الأهم بالنسبة لنا في العالم العربي هو الموقف الواضح لأي مرشح للرئاسة الفرنسية وفي خطاب هو الأقوى للمرشح ماكرون حول الهوية والهجرة: “يقارن بين أخوين فرنسيين أصليين ينتميان إلى داعش قاما بأعمال إرهابية ضد فرنسا، وبين محمد الطراد ملياردير سوري من بدو الرقة وصل إلى فرنسا طالباً صغيراً عمره ١٧ عاماً من ثم أصبح واحداً من أهم رجال الأعمال الفرنسيين بفضل مثابرته و جهده الشخصي”.

ماكرون يقول ليس بالضرورة إذا كنت مولوداً في فرنسا و درست فيها وعشت فيها أن تحبها، وكذلك ليس بالضرورة إن أتيت فرنسا لاجئاً فقيراً معدوماً أنك لن تكون فعالاً ومؤثراً في مستقبلها”، اضافة الى موقفه من القضية السورية ومن بشار الاسد والتعهد بملاحقته كمجرم حرب، كل هذا الكلام يعطي انطباعا واضحًا أنّ ماكرون الشاب هو شخص منفتح الى أبعد الحدود وصارم الى ابعد الحدود في مواجهة الارهاب والانظمة المجرمة وسيكون محافظا ومؤتمنا  على علاقة بلاده بالدول الصديقة وبصورة خاصة لبنان منفتحًا على كل طوائفه ومذاهبه. ففوز ماكرون هو فوز لفرنسا أولا ولأوروبا ثانيًا والعالم العربي ثالثا، وفوز لكل الشباب الراغبين في التغيير والأحد المقبل سوف نحتفل جميعا بفوز الرئيس ماكرون رئيساً لفرنسا.