IMLebanon

مستشار “الجبهة الوطنية” لـ”الجمهورية”: ننتظر المفاجآت.. والماسونية تحاربنا

كتبت مي الصايغ في صحيفة “الجمهورية”:

حتى الساعة لا يزال المرشّح الوسطي إلى الإنتخابات الرئاسية الفرنسية ايمانويل ماكرون الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي، وبفارق يزداد اتساعاً، ومنحه آخرها 61,5 في المئة من نوايا التصويت، مقابل 38,5 في المئة لمارين لوبن. غير أنّ مستشار «الجبهة الوطنية» إيلي حاتم لا يستبعد حدوث مفاجأة الأحد تُناقض الإستطلاعات، على غرار ما جرى في الإنتخابات الرئاسية الأميركية و»البريكست» في بريطانيا.إستطلاعات الرأي لا تُصيب دائماً، وما شهدناه مع فوز الرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة، وخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي أبلغ دليل على ذلك في نظر المحامي الفرنسي من أصل لبناني، مُتوقعاً لـ لوبن ان تصبح سيدة الإليزيه، في ظلّ ارتفاع حظوظ فوزها.

ويعتبر حاتم في مقابلة هاتفية مع «الجمهورية» أنّه في حال تأكّدت إمكانية امتلاك ماكرون لـ»حساب خارجي في جزر الباهاماس»، فإنّ ذلك سيكون له انعكاسات كبيرة على نتائج التصويت في الإنتخابات الرئاسية، مُذكّراً بما حدث للمرشح السابق في الدورة الأولى فرنسوا فييون.

ويقول: «من الطبيعي أن ينفي ماكرون هذه الإتهامات في إطار دفاعه عن نفسه، ولكنّ التجارب تظهر لنا أنّ اي فضيحة ستسلك مجراها القانوني لإثبات صحتها ام لا».

ويرفض حاتم الإقرار بأنّ أداء لوبن لم يكن على المستوى المأمول، عازياً تعليق والدها بأنّها كان يجب ان تكون اكثر قوة، إلى كونه يطمح إلى «الكمال في كل شيء». والجدير بالذكر أنّ حاتم التقى مارين لوبن خلال دراسته القانون في باريس عام ١٩٦٥، ابنة مؤسس الجبهة الوطنية الفرنسية، والتي عرّفته إلى والدها، ليصبح بعد ذلك صديقاً ومستشاراً للشؤون السياسية الدولية له.

وحاتم الذي تأثر منذ الـ19 من عمره بأفكار الناقد السياسي الفرنسي شارل موراس القومية، يرفض بشكل قاطع وصم «الجبهة الوطنية» بالتطرّف، معتبراً أنّها حركة محض قومية.

ويتّهم وسائل الإعلام بمحاولة «شَيطنة» الجبهة الوطنية، في ظلّ حديث بعض المحلليين السياسيين عن مأزق الفرنسيين، واعتبار أنّهم لا يملكون إلّا الاختيار بين الطاعون أوالكوليرا (ماكرون- لوبن).

ويرى أنّ التوقعات بإمكانية مقاطعة التصويت ووضع ورقة بيضاء مَردّه خيبة الأمل من كل السياسيين.

ويقول: «إنّ غالبية الفرنسيين لديهم استياء من السلطة الحاكمة Establishment، ومن الرأسمالية»، لافتاً إلى أنّه «بخلاف نسبة المشاركة الكبيرة في الدورة الأولى، يرجّح ان يتراجع الإقبال على التصويت في الدورة الثانية، إذ انّ الاثنين المقبل يعتبر فرصة رسمية، وبالتالي يفضّل بعض الفرنسيين عدم قطع إجازتهم للإدلاء بأصواتهم».

ويشدد على أنّ الجبهة الوطنية تقوم بكل جهدها لتحفيز الناخبين على المشاركة في ظلّ دعوة الأحزاب المنافسة لها، ولا سيما اليسار، إلى المقاطعة.

ويرى أنّه «من الطبيعي ان يؤيّد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما ماكرون، فهو يفضّل التعاطي مع المؤسسة الحاكمة أي القوى الكبرى التي تتلاعب في العالم، وتسيطر على كل الشعوب، ويقف وراءها، جمعيات سرية مثل الماسونية»، مُستنكراً موقف مرجعيات اليهود والبروتستانت والمسلمين برفض التصويت لمصلحة لوبن.

ويقول: «الماسونية تربطها علاقة خاصة بالصهيونية العالمية والبروتستنات، والإخوان المسلمون في مصر لا يقومون بأيّ عمل لمصحلة الإسلام بل يعملون لخدمة الشبكات الماسونية العالمية، وهم يعملون جميعاً لمصلحة العولمة التي تسيطر على العالم، في حين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعمل لمصلحة عودة سيادة الدول، ولذلك نجد محاولات لإضعاف الفريق الذي يتفق مع مقاربة روسيا».

ويشدد حاتم، الذي عمل ايضاً كمستشار الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي، على أنّه «لم يعد هناك وجود للإتحاد السوفياتي، اليوم نتعامل مع روسيا كحليف وليس كعدو، وعلى فرنسا ان تتعود ان تكون الفريق الذي يقوم بالمصالحة وليس صبّ الزيت على النار». ويذكّر بأنّ لوبن ترفض التدخلات في القضايا العربية التي أدت الى تشرذم هذه الدول.

ويقول: «لوبن لا تؤيّد الرئيس بشار الأسد، ولا الزعيم الراحل معمر القذافي، لكنّها ترفض التدخل الغربي في هاتين الدولتين وتفكيكهما، ونتائج هذا التدخل زاد موجة المهاجرين إلى اوروبا»، معتبراً في المقابل أنّ «التدخل الروسي في سوريا جاء بناء على طلب الدولة السورية ووفق قوانين الأمم المتحدة».

وحاتم الذي انخرط في السياسة منذ سن المراهقة، سبق وعمل محامياً للرئيس السابق امين الجميّل في باريس. وهو صديق مقرّب من الرئيس اللبناني ميشال عون، وهو يشكّل مثالاً حيّاً على انّ للبناني قرصاً في كل عرس، وسطوع نجمه بقوة منذ بدء السباق الرئاسي في «أمّنا الحنونة» لا يخرج عن هذه القاعدة.