IMLebanon

باسيل: الواقع السياسي سيتغيّر بعد 20 حزيران!

لم يقطع رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل الأمل بعد في الوصول الى قانون جديد، إلّا أنه ألمحَ الى انّ عدم الوصول الى القانون من الآن وحتى نهاية ولاية المجلس الحالي في 20 حزيران يعني انّ لبنان مقبل على واقعٍ سياسي جديد، من دون أن يُفصح ما هو هذا الواقع، جازماً بأنّ قانوناً انتخابياً جديداً سيُقرّ آنذاك.

وقال باسيل في حديث لصحيفة «الجمهورية» إنّ الواقع السياسي سيتغيّر بعد 20 حزيران، وكلّ من يَعتقد انّ أساليبه ستجرّ البلد نحو الستين أقول له: «لن يكون بعد 20 حزيران إلّا قانون جديد غير الستّين، ولن يستطيع أحد التعامل معنا بالتهديد، هم يضيّعون الوقت والفرصة باعتقادهم أننا سنَقبل أو سنتنازل.

لا فراغ، لا تمديد، لا ستّين، ولن نعود الى الواقع السياسي نفسه، بل سنكون امام واقع جديد تتغيّر فيه المعطيات السياسية الداخلية في البلد. فالمعطى الذي يَحكمنا ويمنعنا من إنجاز قانون سيتغيّر.

وقال باسيل: سجّلوا ما سأقوله: هناك وقائع سياسية تحصل لا تعلمها الناس خصوصاً انها تعيش وسط تشويش وأخبار مغلوطة، فالبلد بأجمعه يعيش وسط أجواء الطائفية ونحن وحدنا قلنا إننا مستعدون للذهاب الى دولة مدنية علمانية في القانون الانتخابي وفي كافة القوانين، الّا انّ احداً لم يواكبنا بل اتهمونا بالطائفيين.

لا يريد الشيعي ولا السني ولا الدرزي ان يمس أحد بمقاعده او نوّابه، واذا اتى المسيحي ليطالب بصحة التمثيل، ليس عنه فقط بل لكل المكوّنات، يتهم بالطائفية. نحن لم نقل مرة اننا لسنا مع النسبية علماً انّ جميع القوانين التي طرحناها بداخلها نسبية.

وقد طالبنا بما يسمّى «بالضوابط» على النسبية، لأنه تبيّن لنا خلال النقاشات وجود نوايا مبيتة تحتّم ان يكون هناك ضوابط على النسبية، فالرهانات خاطئة جداً وسيبقى أصحابها يضيّعون الوقت والفرصة باعتقادهم أننا سنتنازل.

واضاف باسيل: برأيي لم يُرفض القانون لأنّه يعتمد معيارا واحدا، بل بسبب نتيجته. ولأنّ الغبن اكثر عند المسيحيين، «التصحيح متعثر ويصبح طائفياً!»… اريد أن اسأل عندما تقرّ بالخصوصية الدرزية وتوافق على دائرة واحدة للشوف وعاليه احتراماً لهذه الخصوصية، الّا يسمّى الامر «طائفية»؟

انا اقول لا، ليست طائفية لأنّ نظامنا هكذا. عندما تقول انك تريد 6 دوائر معناها انك تخصّص الدروز من دون غيرهم. والمطلوب تخصيص كل الفرقاء وليس الدروز وحدهم. فالمعيار واحد. الامير طلال ارسلان يقول انه يريد الشوف، بعبدا، عاليه دائرة لأنه يريد جمع الدروز ضمن دائرة واحدة فيصبحون اقوى، أجد انّ هذا الكلام منطقي خصوصاً بنظام النسبية لأنها توحّد وتجمع قوتهم، ومع ذلك يتم تخصيص فئة من الدروز بمراعاتهم.

والسؤال لماذا لم يتم تخصيص المسيحيين ايضاً ومراعاتهم؟ لماذا لا يعمل على تخصيص العلويين ومراعاتهم؟ وكذلك الامر لماذا لا نراعي السريان وتخصيصهم؟

واعتبر باسيل ان المقولة التي توحي بأننا نفبرك القوانين لتأمين الثلث المعطّل مع القوات اللبنانية للتحكّم في انتخابات الرئيس المقبل ساقطة لأنّ المجلس الجديد لن يدوم حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة. ثانياً، أنا «أوعَى» بكثير من أن أدخل في حسابات رئاسية قبل 6 سنوات من حصولها. وأنا متأكد انّ قانون الانتخاب أهمّ من رئاسة الجمهورية. فهو الذي يؤمّن الاستقرار السياسي في البلاد والمجتمع. وثالثاً، ليس لك حق ان تمنع فريقاً سياسياً من التفكير مع أفرقاء آخرين بأن يكون لديهم «ثلث» في البلد وخصوصاً في هذه الحكومة، «مين ما كان مع مين ما كان لديه «الثلث» هل لك الحق أن تمنعهم ؟

وتابع: التيار اليوم لديه علاقة عميقة مع القوات اللبنانية، ومع تيار المستقبل. وعلاقة معمّقة مع «حزب الله». وأنت لا يمكنك منع أحد من هؤلاء تشكيل «ثلث» او «اثنين» بين بعضهم. هناك ثلاث ثلاثات في المجلس النيابي، وهناك قوىً أساسية كبيرة من الطبيعي أن تتلاقى مع بعضها.

كما انه لن يكون ولا يجب ان يكون للتيار الوطني الحر وللقوات اللبنانية اختزال للمقاعد المسيحية… لا يجب ولن يكون لديها قدرة على الأمر، ومن صحة الحياة السياسية ان يكون لدى المسيحيين هذا التنوع، الذي نتمنّى ان ينعكس على بقية الطوائف.

في المقابل نحن نريد ان يكون هناك قوة موحّدة لدى المسيحيين عوض التشرذم، ولا يمكن تطوير الحياة السياسية في البلد من دون تكتلات سياسية، ونحن دفعنا ثمنها. ونسأل لماذا في الطائفة الشيعية، وحسناً فعلوا، تطوّروا في هذا الاتجاه؟ وهل في الاقطاع السياسي مستقبل لأولادنا؟ امّا بالنسبة الى البيوتات السياسية التي تتطور في عملها السياسي وتذهب باتجاه تكتلات، فحسناً تفعل.

خذ مثلاً حزب الكتائب فأنا لا انظر اليه بأنه حزب «الجميّل» بل حزب الكتائب، ولا الى المردة بأنها حزب فرنجية، بل حزب المردة. تبقى الآن مسؤولية الأحزاب وعملها المؤشّر الأساسي عن مدى قدرتها وعزمها على الانتشار وتثبت أنها قادرة على أن تتعَصرن سياسياً، اما اذا بَقيت في تقوقع مناطقي او جغرافي فتقع المسؤولية عليها اذا لم تستطع الإنتشار. أمّا أن نضع زعيم العيلة او الضيعة على مستوى الوطن فيما تفكيره حدود الضيعة فالأمر لا يقنعني.

وأوضح باسيل: مرَرنا مع حزب الله في خلافات داخلية، نقِرّ بأنّ لها أثرها على الناس وليس علينا، بمعنى أننا نرى نحن دوماً أنّ الأولوليات والاستراتيجيات تعلو على التكتيكيات في كلّ شيء، إنّما عند الناس تخوّف لأنك تتخوّف من عدم مواكبة الناس لك مجدّداً كما تريد أنت في البعد الاستراتيجي.