IMLebanon

مشكلات صحّية تُصيب النساء أكثر من الرجال

 

 

 

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

هناك فوارق صحّية عديدة لدى كل من الرجال والنساء قد يتمّ تجاهلها غالباً أو عدم التفكير فيها. إنها الإختلافات الصحّية البيولوجية الواضحة مثل حقيقة أنّ الرجال وحدهم الذين يتعرّضون لسرطان البروستات، والنساء فقط يُصَبن بسرطان الرحم. لكنّ هناك أمراضاً أخرى تُطاول الجنسين، إلّا أنها تنتشر بين الإناث أكثر من الذكور، ما هي؟

إكتشفوا في ما يلي 6 مشكلات صحّية مختلفة تهدّد النساء بمستويات أعلى مقارنةً بالرجال، علماً أنّ عدداً كبيراً منها قد يستغرق تشخيصه الدقيق سنوات بما أنّ الأعراض قد تتداخل غالباً مع بعضها:

السيلياك

يعني هذا الاضطراب المناعي الذاتي الجيني أنّ الشخص يعجز عن هضم بروتين “Gluten” الموجود في القمح والشعير والجاودار، ما قد يُلحق الضرر بالأمعاء الدقيقة، لذلك يجب تفادي هذه المصادر مدى الحياة. أمّا في حال إستهلاك مأكولات تحتوي الـ”Gluten”، يُحدث الجسم إستجابة مناعية تهاجم الأمعاء الدقيقة، مُلحقة الضرر بالزغابات المعوية التي تعزّز إمتصاص المغذّيات.

عندها يعجز الجسم عن إمتصاص العناصر الضرورية له بشكل صحيح، لذلك يكون العلاج الوحيد إتّباع غذاء يخلو من الـ”Gluten”. عند إلتزام المريض بهذا الأمر، تتحسّن الأعراض في غضون أسابيع. يُشار إلى أنّ داء السيلياك يكون أكثر شيوعاً عند النساء مقارنةً بالرجال، بما أنّ 60 إلى 70 في المئة من المرضى المشخّصين به ينتمون إلى فئة الإناث.

متلازمة القولون العصبي

هذا الإضطراب الشائع يُصيب نحو 3,5 ملايين شخص في الولايات المتحدة، علماً أنّ 65 في المئة من الذين يشكون منه هم من النساء. السبب مجهول لكنه يؤثّر في الأمعاء الغليظة، مُسبِّباً التشنّج، والألم، والنفخة، والغازات، والإسهال، والإمساك باستمرار لمدة 3 أشهر على الأقلّ. تتم ملاحظته عموماً في أواخر المراهقة أو أوائل العشرينات مع أعراض تأتي ثمّ تذهب. بالنسبة إلى النساء، تكون علامات المرض غالباً مُزعجة أكثر قبل الدورة الشهرية.

متلازمة التعب المُزمن

عبارة عن إضطراب معقّد يتميّز بتعب شديد لا يمكن تفسيره من قِبل أيّ حالة طبّية أساسية. هذه المشكلة تُصيب النساء 3 إلى 5 مرّات أكثر من الرجال، خصوصاً لدى مَن تراوح أعمارهنّ بين 40 و59 عاماً. العارض الأساسي هو التعب، لكنه قد يتضمّن أيضاً أوجاع العضلات، وآلام الرأس، وفقدان الذاكرة أو العجز عن التركيز، ووجع ينتقل من مفصل إلى آخر من دون تورّم أو إحمرار، وتضخّم العقد اللمفاوية في العنق أو الإبطين.

كذلك هناك مضاعفات مُحتمَلة كالكآبة، والعزلة الإجتماعية، وقيود مفروضة على نمط الحياة. يجب أن يكون العلاج مُخصّصاً لكل مريض بما أنّ هذه المتلازمة تظهر بطرق مختلفة. لتخفيف الأعراض قد يتمّ اللجوء إلى مضادات الكآبة، أو الحبوب المنوِّمة، أو العلاج الجسدي، أو الإرشاد النفسي.

الأمراض المنقولة جنسياً

كل عام هناك نحو 19 مليون حالة جديدة من الأمراض المنقولة جنسياً في الولايات المتحدة التي تُصيب الرجال والنساء، إلّا أنّ الإناث يملن إلى التأثر بشكل أكبر وينتهي بهنّ الأمر بمشكلات أكثر خطورة. من بين تعقيدات الأمراض المنقولة جنسياً الأكثر جدّية نذكر مرض إلتهاب الحوض، والحمل خارج الرحم، والعقم، وأوجاع الحوض المُزمنة. من بين أسباب هذه الأمراض أنّ بطانة المهبل تكون حساسة أكثر من جلد العضو الذكري، ما يُسهّل غزو البكتيريا والفيروسات.

الخبر الجيّد أنّ النساء هنّ أكثر ميلاً إلى إستشارة الطبيب عقب تعرّضهنّ للأعراض مقارنةً بالرجال. فضلاً عن أنّ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV Vaccine) قد خفّض بشكل ملحوظ عدد حالات الثآليل التناسلية.

داء الذئبة

مرض إلتهابي مُزمن ينشأ عندما يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم نفسه وأعضاءه، وبالتالي يمكنه أن يُلحق الدمار في أيّ جزء كالجلد، والمفاصل. يمكن لأيّ شخص أن يتعرّض لهذا الداء، لكنه يُطاول النساء غالباً بنسبة 90 في المئة. تشمل الأعراض أوجاع المفاصل أو تورّمها، وآلام العضلات، وإرتفاع حرارة الجسم من دون سبب، وطفح على الوجه على شكل فراشة، وحساسية الشمس. سبب داء الذئبة غير معلوم، لكنّ الدراسات تقترح أنّ الجينات قد تلعب دوراً. قد يستغرق الأمر عدة أشهر أو سنوات لتشخيصه بسبب عدم وجود إختبار خاصّ به.

التصلّب المتعدّد

يُشير إلى مرض الجهاز العصبي المركزي الذي يؤثر في 2,1 مليون شخص عالمياً، وهو أكثر شيوعاً عند النساء بمعدل 2 إلى 3 مرات عن الرجال. 3 من أصل كل 4 أشخاص مشخّصين بالتصلّب المتعدّد هم من النساء. تتمّ ملاحظة معظم أعراض المرض بين 20 و40 عاماً، وقد تراوح بين تخدّر العضلات، والشلل، وفقدان الرؤية، ولا يوجد حالياً أيّ علاج.

ما يميّز هذا الداء أنه يهاجم المادة الدهنية المعروفة بالـ”Myelin” التي تعزل الأعصاب، على غرار نوع من البلاستيك الذي يغطي الأسلاك الكهربائية. مع زيادة تجريد الـ”Myelin”، تزداد حالة المريض سوءاً وصولاً إلى مرحلة تعجز فيها الأعصاب التالفة عن نقل الرسائل نهائياً.