IMLebanon

لا ترتكبوا هذه الأخطاء خلال مقابلات التوظيف

 

 

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:

يُؤسّس اللقاء الأول للإنطباع الأول الذي قد يُنجحنا أو يكون قاتلاً. طريقة اللباس، تسريحة الشعر، ملامح الوجه، الرشاقة، الأناقة، اللياقة، الصوت، ولغة الجسد… عوامل يدرسها بدقّة ويراقبها مَن يهتم بتوظيفكم. عندما تنافسون عشرات المرشحين لنيل وظيفة معيّنة لابدّ أن تعكسوا حسّاً مهنياً من النظرة الأولى، فربما “لن تحظوا بفرصة ثانية لترك انطباع أوّل جيّد”. لزيادة فرصكم في كسب الوظيفة تَعرض مدرّبة المهارات البشرية رغدة السعيد في حديث لـ “الجمهورية” أصول الشكل اللائق والتصرّف المناسب لخوض مقابلة عمل تُمهّد لفوزكم بالوظيفة.

أخطاء صغيرة يمكن أن تقود صاحب العمل إلى إقصائك من المنافسة، فبينما تتكدّس في وجهك عوامل لا تقوى عليها، منها تمتُّع منافسين آخرين “بواسطة قوية”، أو شكل خارجي أجمل منك قد يجذب صاحب العمل، إلّا أنّ مهارات التواصل واللياقة وترتيب المظهر يمكن اكتسابُها والاستفادة منها.

مواقف قاتلة

ها هي “رنا” تصل إلى مقابلة تَعِدُها بوظيفة تتمنّاها، مسجّلةً تأخير نصف ساعة عن الموعد المُتّفق عليه. هي تركض في المرآب حيث ركنت سيارتها وتنظر إلى ساعتها لاهثة.

تدخل بوابة الشركة مُحرَجة مِن تأخُّرها وقلقة من المقابلة ومن ردّة فعل مَن ينتظرها إذ تعلم في قرارة نفسها أنها ربّما نسفت فرصها في اجتياز هذا الاختبار الأول قبل أن يبدأ. في هذا الإطار تشير السعيد إلى أهمية الوصول إلى مكان إجراء المقابلة قبل الموعد بربع ساعة، على أن يدخله المتباري قبل خمس دقائق من الموعد.

أيضاً، تخيّل أنك في مقابلة عمل، وها هو هاتفك يرن بصوت عالٍ، فتَرتبك وتستعجل لخفت صوته وإقفاله، لتعتذر بعدها من مضيفك. حتّى لا تُحرَج وتقع في فخ عدم المهنية وتَظهر بصورة المُهمل والمُفتقد للياقة، أقفل هاتفك الخلوي تماماً، قبل أن تدخل أيّ مقابلة عمل، ومن الأفضل أن لا تتركه “Silent”، فقد “يرتج” لأوّل اتصال بك مُصدِراً أصواتاً مزعجة.

تجنّب هذه الأفخاخ

إن جعلوكَ تنتظر قبل دخول المقابلة فلا تفقد صوابك، وتُصبح هستيرياً. إن انتظرت ساعة من الوقت قبل دخول المقابلة وفعلت ذلك من دون أن تغادر أو تتأفّف سيَفهم القيّمون على المؤسسة أنّك قادر على التحمّل، وتتمتّع برغبة قوية في العمل. ولكن تشير مدرّبة المهارات البشرية، إلى أنه “ليس من الطبيعي أن تنتظر أكثر من ساعة”، فبعد مرور ساعة يمكنك أن تنسحب بلباقة.

لا تقبل أبداً دعوة مَن يُجري المقابلة إلى مشاركته بتدخين سيجارة حتّى لو أصرّ، وكنتَ مدخِّناً.

ولا تدع شيئاً يشتّت تركيزك أو نظرك خلال المقابلة، بل حافظ دائماً على اتصال العينين بينك وبين مضيفك. مثلاً إذا كانت المرأة التي تُجري المقابلة ترتدي حلقاً طويلاً وغريباً في أذنيها لا تتلّهى بالنظر إليهما، أمّا وإن دخل المكتب شخص آخر شكله غريب، لا تنظر إليه بتعجّب أو تُعلِّق على تصرفاته ومظهره.

قد يكون دخول هذا الشخص مُتفق عليه لفحص ردود أفعالك وقابليّتك على الاستمرار في عملك بوجود أيّ عامل قد يُشتّتك. لا تنشغل بأيّ شيء سوى بالنظر في عينَي مَن يُجري المقابلة، وبالإجابة برصانة محافِظاً على ثباتك.

سَيْر المقابلة

يدخل المتقدّم إلى الوظيفة بخطوات واثقة مكتب مَن سيُجري المقابلة، يمدّ يده ليسلّم على هذا المسؤول، ويحرص على تواصل العينين. يستمر التواصل بالعينين طوال فترة المقابلة. إذا كنتَ تُحدّث شخصَين أو أكثر وزِّع نظرك إلى عينَي جميع المحيطين بك.

لتجنّب الإرباك والإحراج والخجل الذي قد ينتج عن نظرك طوال الوقت في عينَي مَن يُحدّثك، تطرح مدرّبة المهارات البشرية حيلة تؤمّن لك راحة نفسيّة أكبر، وتكمن في النظر بين عينَي الشخص الآخر، أو تحديداً بين الحاجبين، فلو نظرت إلى هذه النقطة سيبدو وكأنك تنظر إلى العينين.

تذكّر أن ترتدي قناع الثقة بالنفس خلال المقابلة، حتّى لو كنتَ خائفاً. أوحي لمَن يُحدّثك أنّك واثقٌ من نفسك تماماً، هذا يعطي انطباعاً جيداً عنك. تمرير مزحة خفيفة خلال المقابلة قد يكون مستحَبّاً لكسر الجليد، ولكن إحذر “أخد الوجّ” ومؤالفة المسؤول عن انتقاء الموظّف الجديد.

بالنسبة للغة الجسد، إجلس تاركاً كوعكَ في مستوى خصرك، لا ترفع يديكَ فوق مستوى المكتب وأنت تؤشّر خلال الكلام، ولا تضعهما أبداً فوق مكتب مَن يجري المقابلة.

الرجل

يُفضَّل أن يرتدي الشاب بذلة غامقة (كحلي، رمادي…)، أي بنطلون وجاكيت من اللون نفسه يُنسّقهما مع ربطة عنق في المقابلة الأولى، أما التخلّى عن ربطة العنق واختيار جاكيت وبنطلون من لونين مختلفين مع قميص، فجيد لثاني أو ثالث مقابلة، في الشركات التي لها تُعنى بالاتصالات أو الانترنت… حتّى لو كان الموظفون في المؤسسة المعنية يزاولون عملهم يومياً مُرتدين “الجينز”، لا يتبع المتقّدم إلى الوظيفة أسلوبهم في اللباس. ولا يجلس الشاب أبداً واضعاً رجلاً فوق رجل.

المرأة

في حال تتمتّع الفتاة بشعر طويل يُستحسَن أن ترفعه عن وجهها. تختار بدلة بسيطة، ويُفضَّل أن تكون غامقة في الشتاء، تنسّقها مع قميص فاتحة. علماً أنّ البدلة تمنح المرأة “لوكاً” رسمياً حتّى لو كانت فاتحة أو حتّى بيضاء. إذا اختارت ارتداءَ تنورة فلا تكون فوق الركبة، بل على الركبة أو تحتها، وتعتمد دائماً “اسكربينة مسكّرة” من الأمام. بالنسبة للأكسسوارات توضح رغدة السعيدة أنّ عددها لا يجب أن يتعدّى الـ15 وتتألف من الإسكربينة، الحقيبة، الأقراط، الساعة، الخاتم، الحزام… على أن تكون بسيطة وناعمة.

مثلاً إن اختارت السيدة وضع أقراط في أذنيها، لا تختارها طويلة جداً أو تُصدر صوتاً خلال تحركها. إلى ذلك تعتمد المرأة طالبة الوظيفة ألواناً مريحة للعين، خصوصاً بالنسبة للمكياج الذي تختاره خفيفاً. ويحرص المتقدّم أو المتقدّمة إلى الوظيفة على عدم اعتماد رائحة عطر قوية، قد تُزعج مَن يقود المقابلة.

السيطرة على التوتر

من الطبيعي أن يشعر المرشّح إلى الوظيفة بالتوتّر والخوف قبل إجراء المقابلة، فنيله هذا المنصب قد يُغيّر حياته. وتتحدّث مدرِّبة المهارات البشرية رغدة السعيد عن أهمية تدريب أنفسنا على إجراء مقابلات العمل حتّى نتقن التعامل معها ونزيد خبرتنا وثقتنا بأنفسنا.