IMLebanon

14 آذار بحلة جديدة… فهل تبصر النور؟

ذكرت الوكالة “المركزية” أنّه في ظل المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد مع طي صفحة القانون الانتخابي بنجاح، من جهة، والاجتماع التشاوري الذي استضافه القصر الجمهوري وأثمر “وثيقة بعبدا 2017” وهدفها تفعيل العمل المؤسساتي والنهوض بالاقتصاد من جهة ثانية، تبدو الخريطة السياسية المحلية مقبلة بدورها نحو “تنقيح” حيث من غير المستبعد ان تشهد اصطفافات جديدة أو قديمة – جديدة قد تبصر النور على أبواب الانتخابات النيابية المرتقبة في أيار 2018.

فوفق معلومات “المركزية” لم يتطرق السحور الذي أقامه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على شرف رئيس الحكومة سعد الحريري الخميس الماضي في معراب، الى ملفات الساعة محليا واقليميا ودوليا فحسب، بل طُرحت خلاله أيضا إمكانية إحياء فريق 14 آذار السياسي الذي تشتت على مدى السنوات الماضية، لكن بحلّة جديدة وبشعارات حديثة تواكب التحديات التي يواجها لبنان اليوم. ففيما وُضع “سلاح حزب الله” على الرف وأقرّ الجميع بأن حلّه مرتبط بحسابات اقليمية لا داخلية فقط، “مواجهةُ الارهاب والتطرف” باتت تشكل الهم الاول ليس فقط محليا انما في المنطقة والعالم. من هنا، يصلح “الاعتدال” و”محاربة الارهاب بكافة أشكاله” ليكونا عنوانا جديدا يلتمّ تحته مجددا شمل الفريق الآذاري، إضافة الى شعار “السيادة” الذي يبقى الحفاظ عليها همّ 14 آذار الاول. وتشير المعطيات الى ان الحريري تخوف من أن تُفهم هذه الخطوة وكأنها موجهة ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو حريص على تحالفه معه ومع فريقه السياسي، الا ان رئيس القوات رأى العكس، واعتبر ان الجبهة المفترضة قد تكون رافعة للعهد، لا سيما وان عناوينها لا تتعارض مع عناوينه بل ان هذه الشعارات تلقى تأييد أطراف سياسيين لا يدورون في فلك 14 آذار.

وفي وقت لم ينته سحور معراب بأي قرار نهائي في هذا الشأن، توضح مصادر معراب لـ”المركزية” “ان 14 آذار هي 14 آذار، عنوانها العريض الشراكة المسيحية-الاسلامية، ولا وجود لما يُسمّى “نيو 14 آذار”. فـ14 آذار كفكرة لها علاقة بحرية وسيادة واستقلال لبنان لا تزال قائمة، لكن حصل ما يُشبه “تعليقا” للاشتباك الذي كان قائماً بين فريقي 8 و14 آذار، واي عودة الى هذا الاشتباك معناه “خربطة” التحالفات او التفاهمات التي نشأت بعد إنجاز استحقاق الرئاسة”. وتشير الى “ان هذا الموضوع ليس مطروحاً، خصوصاً بعدما اتّفقت الأطراف على “ربط النزاع” في القضايا الكبرى خدمةً للاستقرار الذي يجب ان يوظَّف لخدمة المصالح الحياتية للمواطنين، في انتظار تبلور المشهد الاقليمي، فنتمكّن بعد ذلك من حلّ أزمة السلاح وتعزيز مشروع الدولة”.

على أي حال، ودائما في إطار التبدلات المرتقبة على الساحة المحلية، لا تستبعد اوساط سياسية عبر “المركزية” تكثيف الاتصالات بعيدا من الاضواء للتقريب بين “القوات” و”المردة” بجهد من حليف مشترك للطرفين، كما تتحدث عن مساع يبذلها الرئيس امين الجميل مع عدد من الاحزاب والشخصيات المستقلة، ومع أطياف في المجتمع المدني أيضا، لا تزال في بداياتها، لانشاء جبهة سياسية جديدة تخوض الاستحقاق النيابي المرتقب جنبا الى جنب. وينشط على الخط نفسه الرئيس نجيب ميقاتي الذي يعدّ منذ اليوم عدته للانتخابات النيابية بمروحة اتصالات موسعة تشمل رؤساء جمهورية وحكومات سابقين قد تساعده في تشكيل لوائح في أكثر من منطقة لا سيما في بيروت، في وجه لوائح الحريري. وستبيّن الاشهر المقبلة ما اذا كانت هذه الحركات ستتكلل بالنجاح ام لا.