IMLebanon

جعجع: ساعة عودة النازحين دقت!

“تماماً كما لم ننتظر قرارا من أي طرف خارجي لدى استقبالنا النازحين السوريين، لن نتتظر الآن اي قرار لإعادتهم الى مناطق واسعة في بلادهم باتت اليوم آمنة”، الموقف لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يجزم، في حديث للوكالة “المركزية”، أن مسألة بهذا الحجم “سيادية” بامتياز وتعود الكلمة الفصل فيها الى الحكومة اللبنانية فقط لا غير. أما ترجمة القرار الذي يأمل “الحكيم” اتخاذه “رسميا” قريبا، ونقلُ “العودة” من الورق الى أرض الواقع، فله آلية واضحة في معراب، تتجسد في “إرسال الحكومة اللبنانية رسالةً الى الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تبلغه فيها موقفها بضرورة إطلاق قطار اعادة النازحين الى بلادهم، فيُصدر هو تعليماته للادارات والمؤسسات الدولية المعنية للتعاون مع الحكومة اللبنانية والتفاهم معها على “خطة” العودة بشقها اللوجستي والتقني. في المقابل، أي تواصل مع النظام السوري من شأنه “عرقلة العودة”، وفق رئيس القوات، ذلك “ان أكثر من 80% من النازحين السوريين من معارضي النظام”.

“حان وقت عودة النازحين الى بلادهم”، يقول جعجع مضيفاً: “نحن كنا في طليعة من تعاطف معهم واهتمّ بهم وقارب ملفّهم بإنسانية عالية. لكن لبنان لم يعد قادرا اليوم على تحمل تبعات النزوح، لا اقتصاديا، ولا أمنيا. البنى التحتية باتت مهترئة، الكهرباء والمياه في حال يرثى لها تماما كما حال الطرقات المزدحمة بشكل مخيف، فيما المزاحمة السورية في سوق العمل أيضا اتخذت أبعادا خطيرة. الى ذلك المخاطر الامنية تزداد، فالاجهزة الامنية والعسكرية قامت بعمل جبار خلال السنوات الست الماضية، لكن لا ندري الى اي مدى هي قادرة على إبقاء الوضع تحت السيطرة في ظل البراكين المشتعلة في المنطقة. وبالتالي، لا مصلحة لأحد لا في الداخل ولا في الخارج بكسر ظهر لبنان”.

ويتابع: “إذا أخذنا في الاعتبار هذه الحقيقة من جهة، وتوقفنا من جهة ثانية عند المساحات الآمنة الموجودة اليوم في سوريا والتي تبدو مرشّحة لمزيد من التوسع في المرحلة المقبلة. أكان في جنوب سوريا وفي شمال غربها حيث السيطرة للأتراك وفي شمال شرقها حيث النفوذ الاميركي، علما ان كلا من هذه المناطق تبلغ مساحته 5 مرات مساحة لبنان، يتبين لنا ان العودة باتت ضرورية وممكنة”. وعليه، يضيف جعجع: “سنتقدم الى الحكومة اللبنانية في الاسابيع القليلة المقبلة بمشروع لتتخذ قرارا سياديا باعادة النازحين. فنحن لم ننتظر قرارا من أي طرف خارجي لدى استقبالنا النازحين السوريين، لن نتتظر الآن اي قرار لإعادتهم الى مناطق واسعة في بلادهم باتت اليوم آمنة”.

ويقول جعجع: “رؤيتنا تقوم على ان “ترسل الحكومة رسالةً الى الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تبلغه فيها موقفها بضرورة إطلاق قطار اعادة النازحين الى بلادهم، فيُصدر هو تعليماته للادارات والمؤسسات الدولية المعنية للتعاون مع الحكومة اللبنانية والتفاهم معها على “خطة” العودة بشقها اللوجستي والتقني”. لكن ثمة من يقول ان الامم المتحدة قد لا تساعد في تحقيق الهدف بناء على تجربة اللجوء الفلسطيني؟ يرد جعجع “ثمة فرق جوهري بين الملفين. ففي حال النزوح السوري، القرار لبناني صرف، وجل ما ستطلبه الحكومة من المنظمة الاممية هو التعاون معها في ترتيبات العودة، فنحن لا ننتظر قرارا من الامم المتحدة، بل هي ذراع تساعد في تنفيذ القرار اللبناني وترجمته على الارض. وفي أسوأ الاحوال، اذا لم تتعاون، فإن الحكومة سترتب الوضع بنفسها مع النازحين لتحقيق العودة.

ويرى جعجع ان التواصل مع حكومة بشار الاسد “يؤخر لا بل يعطّل امكانية عودة النازحين. خصوصا ان 80% منهما سيرفضون العودة اذا ما نسقت مع النظام كونهم هربوا من بطشه. لذلك يجب تجنب اي تعاطٍ مع النظام”. ويلفت الى السياق الى مجموعة نقاط يجب التوقف عندها في هذه المسألة، منها ان بشار الاسد لم يعد موجودا عمليا والمناطق التي تحسب لصالحه في سوريا هي في الواقع تحت السيطرة الايرانية، فمع من نتعاطى ونتعاون؟ داعيا الى التحسب من امكانية عزل لبنان عربيا ودوليا اذا تواصل معه، فيما لن تؤتي هكذا خطوة بأي نتائج عملية.

وردا على سؤال، يتوقع رئيس القوات ان يتم التفاهم في المرحلة المقبلة على ورقة لبنانية موحدة وخريطة طريق رسمية مشتركة لتحقيق العودة. ففي تقديره، من يدعون الى التواصل مع الاسد، يعرفون ان مطلبهم لا يؤدي الى اعادة النازحين وهم يحاولون توظيف ورقتهم لتحسين وضعية النظام. الا انهم مع الوقت وبعد أن يتيقنوا رفض الغالبية لما يناشدون به، سيسيرون في التوافق الذي نبحث عنه.

وعما اذا كانت مقاربتهم للقضية واحدة مع “المستقبل”، يقول “لدينا تصور مشترك نعم، سنعمل على وضع خطوطه العريضة وعلى بلورة تفاصيله في المرحلة المقبلة، لكننا نلتقي ان وقت العودة حان في ظل المناطق الآمنة، وأن الحكومة بالتعاون مع الامم المتحدة قادرة على تحقيق الهدف، وأن يجب تجنب تسييس الملف”.