IMLebanon

الفرعية حاصلة… والحسم خلال أيام؟

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّه في غمرة السجال السياسي والكباش الحاد بين فريقي مؤيدي اجراء الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس باعتبارها بديهية دستورياً، ورافضي خوض الاستحقاق لجملة عناصر يتصل بعضها بتخطي المهل المنصوص عليها اساسا في الدستور واشكالية اعتماد القانون الاكثري بعد اقرار النسبي وتكبّد مصاريف انتخابية غير ضرورية عشية الانتخابات العامة، تؤكد اوساط سياسية مطّلعة انّ الانتخابات حاصلة من دون ادنى شك، فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون مصّر على التزام الدستور ولا يمكن ان يقفز فوقه، خصوصا ان المقعد الشاغر في كسروان هو مقعده وابرز المرشحين له، صهره العميد شامل روكز في حين ان رئيس الحكومة سعد الحريري معني مباشرة بمقعدين شاغرين في طرابلس، الخزان الشعبي لتيار المستقبل. وتتوقع ان يطلب رئيس الجمهورية من الرئيس الحريري خلال اجتماع مرتقب بينهما، طرح الملف على طاولة مجلس الوزراء في جلسته المقبلة الخميس على الارجح، لاتخاذ موقف يحسم الجدل السياسي، ويتم تحديد موعد الانتخابات وتوقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة.

والى الاعتبارات الآنفة الذكر، تلفت الاوساط لـ”المركزية” الى انّ فرعية كسروان وطرابلس هي في جانب منها حاجة للقوى السياسية المعنية في المنطقتين كونها تشكل “بروفة” اساسية للانتخابات العامة ومختبرا لجسّ نبض الشارع، يصار في ضوئه الى توجيه بوصلة التحالفات في استحقاق الربيع. وتعتبر ان المعادلة المتحكمة بالمشهد الانتخابي الكسرواني تكاد تشبه الى حد بعيد تلك التي في طرابلس، حيث يقف مرشح قوي يحظى بتأييد شعبي واسع (العميد المتقاعد شامل روكز في كسروان والوزير السابق اشرف ريفي في طرابلس) في مواجهة قوى سياسية عدة تضم تحالف احزاب ومستقلين وعائلات، ما زالت تبحث عن الطريق الأضمن لاسقاط الخصم اثباتا لوجودها ولو اضطرت الى تقديم تنازلات موجعة، ذلك ان قيادة المعركة بحصان واحد قوي فيه من الضمانات ابعد بأشواط من خوضها بمرشحين يتقاسمون اصوات الناخبين وتصبح حظوظ فوزهم شبه معدومة.

وتبعاً لذلك، تنصب جهود الافرقاء السياسيين في كسروان لا سيما تحالف العائلات وحزب القوات اللبنانية الذي ما زال في طور درس خياراته بين دعم روكز او مواجهته، وبعض الاحزاب المستقلة، وفق الاوساط، على امكان الاتفاق على مرشح قوي مدعوم من تحالف عائلات كسروان التي تجزم الاوساط ان القوات لا يمكن ان تتخلى عنها لما لها من ثقل في المعركة الانتخابية في ايار المقبل، وتاليا لن تضحي بها لمصلحة مرشح حليفها، التيار الوطني الحر، وهي ستعتمد وفق ما يبدو معيار التحالفات بالمفرّق لا بالجملة نسبة للمناطق والحسابات الانتخابية لدى كل طرف.

وتشير الى انّ مشاركة رئيس حزب القوات سمير جعجع في مهرجانات جبيل الدولية مساء امس ودخوله جنبا الى جنب مع رئيس بلدية جبيل المستقيل زياد الحواط ورئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت افرام، حمل من الدلالات ما يكفي لاطلاق جعجع اشارة الضوء الاخضر للمعركة الانتخابية عبر تأكيد التحالف مع الرجلين بما يمثلان، واعطى مؤشرا الى طبيعة الشخصيات التي يصبو الحزب لترشيحها في الانتخابات العامة، وتشبه الى حد بعيد نوعية وزرائه في الحكومة.

وكما في كسروان كذلك في طرابلس بفارق الاسماء، حيث تفيد الاوساط ان اتصالات مكثفة تجري بين الاطراف السياسية الاساسية المعنية بشغور المقعدين العلوي بوفاة النائب الراحل بدر ونوس والارثوذكسي باستقالة النائب روبير فاضل، ذلك ان مصدر الخطر الحقيقي يتأتى من جانب ريفي الذي ما زال الطرابلسيون يعيشون على وقع المفاجأة التي احدثها في الانتخابات البلدية. ومع ان التكهن بطبيعة التحالفات ما زال مبكرا الا ان الاوساط تعرب عن اعتقادها ان الاجدى بتيار المستقبل التحالف مع الرئيس نجيب ميقاتي لمواجهة تيار ريفي الذي صعد السلم على ادراج شعبية “المستقبل” المتآكلة في المدينة بفعل سياسة الاعتدال في زمن التطرف.