IMLebanon

سر العلاقات بين إيران وإسرائيل

كتب عوني الكعكي في صحيفة “الشرق”:

عندما وصل آية الله الخميني عام 1979 الى طهران قادماً من منفاه في باريس، كان أوّل عمل يقوم به هو إقفال السفارة الاسرائيلية في طهران واستبدالها بالسفارة الفلسطينية، ولم يكتفِ بذلك بل أطلق شعار “الشيطان الأكبر” وهو يعني هنا أميركا و”الشيطان الأصغر” وهو يعني إسرائيل. وذلك انسجاماً مع مبدأ “التقية” الذي يظهر شيئاً ويضمر شيئاً آخر.

منذ ثلاثين عاماً، لا يكاد يمر يوم واحد، إلاّ وتقوم أميركا وإسرائيل بتهديد إيران بضربة إن لم توقف العمل بالمفاعل النووي…

عشر سنوات من الاجتماعات والمفاوضات تكللت باجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائداً ألمانيا أدّى الى إرغام إيران على إيقاف مشروعها النووي ولم يحصل أي شيء.. والجميع يذكر كيف أنّ المفاعل النووي العراقي والمفاعل النووي السوري ضُربا..

وللعلم ونقلاً عن صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية، فإنّ حجم الاستثمارات المالية الاسرائيلية في إيران وصل الى 30 مليار دولار، وأنّ هناك مئتي شركة إسرائيلية تقيم علاقات تجارية وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة (الغاز والبنزين) داخل إيران..

من ناحية ثانية، يبلغ عدد اليهود الايرانيين الذين جاؤوا الى إسرائيل مئتي ألف يتلقون تعليماتهم من مرجعيتهم في إيران، الحاخام الأكبر يديد ياشوفط المقرّب من حكام إيران، خصوصاً الجعفري.. وهؤلاء لهم نفوذ واسع في التجارة والأعمال والمقاولات العامة، ولهم أيضاً نفوذ سياسي في قيادة الجيش اليهودي.

يبلغ عدد معابد اليهود في طهران مئتي كنيس.. بينما أهل السُنّة في طهران، والبالغ عددهم 25 مليوناً، غير مسموح لهم بالصلاة في مساجدهم، وليس لهم مسجد في العاصمة طهران وباقي المدن الكبرى..

وللعلم أيضاً فإنّ الحاخام أوريل داويدي هو حلقة الوصل بين إيران والحاخامات اليهود، في إسرائيل وفي أميركا…

وللعلم أيضاً وأيضاً، فإن من بين يهود كندا وبريطانيا وفرنسا، هناك 17 ألف يهودي إيراني يملكون شركات نفط كبرى وشركات أسهم، ومنهم أعضاء في مجلس العموم (اللوردات).. وتبيّـن أنّ إيران تستفيد من الايرانيين اليهود الذين يشكلون “لوبي يهودي – إيراني” بالضغط على الإدارة الاميركية لمنع ضرب إيران، مقابل تعامل مشترك بين إيران والشركات اليهودية…

ويوجد 12 ألف يهودي في الولايات المتحدة الاميركية، وهؤلاء يشكلون رأس حربة للوبي اليهودي ولقد استطاع عدد كبير من هؤلاء أن يكونوا أعضاء في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ.

أمّا الغريب العجيب أنّ هناك إذاعة داخل إسرائيل تبث، وتعتبر إذاعة إيرانية، تموّلها إيران وتدفع لها كامل مصاريفها..

ملاحظة جديرة بالإهتمام، انّ كبار حاخامات اليهود في إسرائيل إيرانيون، وتحديداً من أصفهان، ولهم نفوذ واسع داخل المؤسّسات العامة والجيش الإسرائيلي..