IMLebanon

عيد الجيش غداً يجمع أركان الدولة للمرة الأولى منذ الشغور الرئاسي

كتبت كارول سلوم في صحيفة “اللواء”:

كثيرة هي المشاهد التي تمر كشريط، يطبع أيام الدراسة والتمارين العسكرية في المدرسة الحربية بحلوها وشقائها. مشاهد يستعرضها الملازم المتخرج في فريق سلاح المدفعية في 30/9/1958 وقتها، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم، وذلك أثناء تقليده السيوف للضباط المتخرجين في الأول من اب من العام 2017. قد يقف الرئيس عون، فيستذكر أولى خطواته في مجال الدفاع عن لبنان، ومعها جميع مراحل التدريبات اليومية والقاسية برفقة رفاق توجهوا إلى الاختصاصات العسكرية الأخرى، كما يستذكر التوجيهات والمهام الأولى.

غداً الثلاثاء، يعود الاحتفال بنسخته الرسمية إلى هذه المدرسة بعد غياب 3 سنوات بفعل الشغور الرئاسي، ويضفي حضور الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزاف عون المشهد المتكامل للسلطة التي تملك الموقف الموحّد حيال الجيش في معركته لمواجهة الإرهاب وحماية المواطنين والنازحين السوريين على حدّ سواء على الحدود.

225 ضابطاً من مختلف الاسلاك يخلعون قبعاتهم ابتهاجاً بالمناسبة، وسيتسنى لضباط دورة المقدم الشهيد صبحي العاقوري الذي استشهد أثناء تأدية واجبه في معركة نهر البارد، ان يشهدوا فرحة الانتصار على الفراغ بانتخاب الرئيس عون تحت شعار «بمجدك احتميت»، اما عيونهم فتبقى شاخصة على المهام التي ستوكل إليهم، بعدما باتت المؤسسة التي ينتمون إليها هي الرقم الصعب في زمن التحولات والانقسامات.

وعندما تطأ قدما رئيس الجمهورية المدرسة الحربية، ستعود به الذاكرة إلى ثورة العام 1958 في عهد الرئيس كميل شمعون وإلى حادثة إنزال القوات الأميركية على شاطئ الأوزاعي، وستطرق ذكريات التضحيات العسكرية باب عقله وقلبه، حاملة معها الكثير والكثير من الأحداث واليوميات المتنوعة في ذاك الوقت.

اذاً يعود احتفال تقليد السيوف إلى تميزه المتعارف عليه منذ سنوات، في الشكل، مشاركة سياسية من مختلف المكونات، وضيوف من حزبيين ودبلوماسيين وكبار الأمنيين وبرنامج وضعته قيادة الجيش، وتدابير مشددة في الأمن والسير، مقاعد للرسميين وأخرى لذوي الطلاب المتخرجين.

اما في المضمون، فهناك الخطاب الذي يوجهه رئيس الجمهورية مباشرة للضباط الجدد، وهو خطاب جديد يضاف إلى خطابات القسم وذكرى الاستقلال وغيرها من الخطابات إلى اللبنانيين.

المعلومات التي تقاطعت من أكثر من مصدر تفيد ان المشاركة الرئاسية سيكون لها وقعها على الضباط الذين يدركون ان النجوم التي تكلل اكتاف البزة العسكرية لم تأتِ عبثاً وهي الدافع الاول نحو الواجب.الاجماع السياسي على دور الجيش سينعكس في هذا الاحتفال. وتلفت مصادر مطلعة لـ «اللواء» الى ان الحديث عن معركة الجيش المقبلة ضد الارهابيين محطة رئيسية في الخطاب، في حين ان ما حصل في عرسال واجراءات الجيش لن يغيب عن الكلمة.

وتقول مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية لـ «اللواء» ان الكلمة الرئاسية قيد الإنجاز حالياً، والثابت فيها التأكيد على دور الجيش والقوى الامنية الاخرى في المحافظة على الاستقرار الامني في البلاد، والاشادة بما حققته في مكافحة الارهاب من خلال المواجهات المباشرة مع المسلحين ومن خلال العمليات الاستباقية التي نفذت.

وتشير الى ان الرئيس سيتناول التطورات الاخيرة على الحدود اللبنانية – السورية ويؤكد على أهمية تحرير الارض من الإرهابيين وعلى جهوزية الجيش ودوره في استعادة السيادة اللبنانية على كل شبر، مؤكدة انه سيعرض ايضاً لأهمية تضامن اللبنانيين في هذه المرحلة والتفافهم حول مؤسساتهم الامنية والدستورية، والثقة الدولية المتجددة بلبنان من استعادة المؤسسات الدستورية لمسؤولياتها في الحفاظ على البلاد. وعلم انه سينبه الى المخاطر التي تحدق بلبنان وتتطلب وعياً وعدم الدخول في خلافات جانبية تصرف النظر عما هو أهم.

وأفيد ان الرئيس عون سيسلم سيفين الى كل من طليعي الدورة السابقة والدورة الأسبق، فيكون المجموع 227 سيفاً ويسلمهم إياها يداً بيد.

< اعلن تلفزيون لبنان انه سيتم بث حفل عيد الجيش مباشرة من المدرسة الحربية، ابتداء من الساعة الثامنة من صباح غد الثلاثاء في الاول من آب، الى جميع القنوات التلفزيونية المحلية، وعبر ABU وEBU لكل الوكالات العربية والاجنبية في لبنان.

< ابرق رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الى كل من الرئيس عون ووزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش مهنئاً بحلول العيد الـ72 للجيش اللبناني، ومنوهاً بما قاموا به ويقومون من انجازات لتمتين المؤسسة العسكرية والتي حققتم فيها لجيشنا حضوراً مميزاً ضمن ثوابت الحق.

ولفت الى اننا اليوم أمام مرحلة خشوع في هذه المناسبة، امام دم عريق تعود ان يبذله الجيش اللبناني رخيصاً في سبيل الوطن وعزته وحريته واستقلاله، واذا كان من ثمن في هذه الذكرى فهو ان تتحقق آمالنا المعلقة عليكم بالتفافنا المخلص حول الجيش لتتمكنوا من احقاق دولة القانون والمؤسسات التي هي ضمانة للجميع.