IMLebanon

أين المعالجة الجدّية للأزمة مع الكويت..؟

 

بوادر الأزمة الصاعقة التي تُهدّد العلاقات اللبنانية مع الكويت، لم يتم التعامل معها، من قبل الأوساط الرسمية، بما تستحق من جدّية، وما تتطلبه من معالجة ديبلوماسية ذكية وقديرة، على تجنّب الأسوأ للعلاقات الأخوية بين البلدين.

العلاقات التاريخية بين لبنان والكويت، تتجاوز بصلابتها رياح الأزمات العابرة، نظراً لأواصر العلاقات العائلية والتجارية بين البلدين، من جهة، إضافة للمواقف التاريخية المتبادلة في دعم كل دولة للأخرى.

لبنان كان أوّل بلد عربي أدان الغزو العراقي للكويت في آب 1990، والكويتيون، قيادة وشعباً، يحفظون هذا الموقف الذي اتخذه الرئيس سليم الحص في اليوم الأوّل للغزو، وقبل صدور أية ردة فعل من العواصم العربية والدولية.

والكويت كانت دائماً إلى جانب لبنان في حروبه وأزماته وملماته، وما أكثرها، تساعد على تضميد الجراح، وتسعى للتقريب بين اللبنانيين، وتساهم في بناء المدارس والمستشفيات، وفي مختلف مشاريع البنية التحتية.

وما زال اللبنانيون يذكرون بالخير الدور الإيجابي الكبير الذي قام به سمو الأمير صباح الأحمد في إطفاء نيران الحرب اللبنانية، والتمهيد لمؤتمر الطائف، أواخر عام 1989، حيث كان بصفته وزير خارجية الكويت، رئيساً للجنة الحوار العربية المنبثقة عن القمة العربية، حيث نجح في عقد جلسات حوار في الكويت مع مختلف الأطراف والمرجعيات اللبنانية.

مواقف الكويت المشهودة في دعم لبنان، والتمويل الكويتي السخي لعشرات المشاريع في لبنان، يفرضان على لبنان الرسمي والشعبي الوقوف إلى جانب دولة الكويت الشقيقة في تصدّيها لخلية العبدلي التي خططت وحاولت ضرب استقرار الكويت، وتعريض أمن الكويتيين للخطر، وذلك بمشاركة عناصر من «حزب الله»، وبتشجيع ودعم من إيران.

اللبنانيون متمسكون بقواعد العلاقات الأخوية والسليمة مع الكويت، ولن يرضوا الانسياق وراء مغامرات تخدم الأجندة الإيرانية، على حساب مصالحهم الوطنية والقومية!