IMLebanon

تقرير IMLebanon: في اسبوعها العالمي… “الرضاعة الطبيعية” مشاكلها في لبنان وحوافز للامهات!

الأم التي لا ترضع طفلها لا تحبه سواء عن قصد أو عن غير قصد لان خط الدفاع الأول ضد الميكروبات والجراثيم والمناعة يبدأ في الرضاعة ومن دونها الطفل عرضة لشتى أنواع الأمراض الوبائية والتي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان. وهناك اعتقاد شائع أن جمال الثديين مهدّد بسبب الرضاعة وهذا خطأ يؤكد عليه أطباء النساء والتجميل.

إذا مشكلة “الرضاعة الطبيعية” هي مشكلة عالمية وليست مشكلة محلية فقط، Breast feeding week، “اسبوع الرضاعة الطبيعية العالمية” من 1 آب حتى 7 منه، للاضاءة على أهمية “الرضاعة الطبيعية” في مواجهة الرواج اللامحدود للرضاعة الصناعية، وابتعاد الكثير من الأمهات عن الرضاعة الطبيعية تحت عناوين عدة.

القابلة القانونية والمستشارة في “الرضاعة الطبيعية” ريتا قصيفي تحدثت لـIMLebanon عن أن “الرضاعة الطبيعية” هي الغذاء المناسب والأساسي لكل طفل، ففوائدها كبيرة:

تبعد الموت الفجائي عن الأطفال

تمنع الالتهابات وخصوصاً في الجهاز الهضمي

تقوي المناعة لدى الأطفال

تمنع الحساسية

تجنب “النصاحة” عند الأطفال

تبعد السكري

تحمي الرضاعة من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

تجنّب الأطفال دخول المستشفيات

يحتوي حليب الأم على مركبات عديدة تؤثر مباشرةً بشكل إيجابي على تقوية المناعة، ومنع الأمراض عن الأطفال.

يحمي حليب الأم من خطر الإصابة بالأمراض المعدية. وهذا يعود إلى العديد من المركبات الخاصة التي لا تتوفر في عبوات الحليب الصناعي “التجارية”.

 

وبحسب العديد من الدراسات الطبية، فإن المحصلة الإحصائية لهذه المركبات تنعكس بشكل ايجابي على الطفل، وقد لوحظ الفرق خصوصاً في مجال الأمراض المعدية في مرحلة الطفولة: كان الأطفال الذين حصلوا على الحليب الطبيعي أقل عرضة بخمس مرات للإصابة بالأمراض المعدية في الجهاز الهضمي.

كما أن إحتمالات إصابتهم بأمراض معدية في الجهاز التنفسي كانت أقل بنسبة 50% (وعند الإصابة بالعدوى، كانت مدة المرض أقصر بشكل كبير). وقلّت احتمالات إصابتهم بإلتهابات في الاذن الوسطى بمعدل مرة ونصف. كما تراجعت إحتمالات إصابتهم بإلتهابات في المسالك البولية.

تقلّل الرضاعة من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية في مرحلة الطفولة، إضافةً إلى تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من الأمراض السرطانية (اللوكيميا – سرطان الدم).

وتسهم الرضاعة، بطرق عدة، في تقليل الإصابة بعوامل الخطر التي تزيد من إحتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الشرايين التاجية في القلب، مستقبلاً.

كذلك، أظهرت معظم الدراسات وجود علاقة بين الرضاعة، وبين إرتفاع علامات إختبارات الذكاء (IQ) المختلفة في فترة الطفولة والمراهقة. إضافة إلى ذلك، أكدت العديد من الدراسات أن “الرضاعة الطبيعية” تعود بالفائدة على الأنظمة الحسية: فلقد كان تطور الأجهزة البصرية والسمعية لدى الأطفال الذين تم إرضاعهم، أفضل.

بمعنى أوضح تكوّن الرضاعة الطبيعية مناعة كبيرة للطفل. وتكوّن له بطاقة صحية مهمة للمستقبل.

الفوائد بالنسبة للأم

فوائد “الرضاعة الطبيعية” لها جانب مهم، فهي تساعد الأم على منع النزيف بعد الولادة، إضافة الى التقليل من الاصابة بسرطان المبيض والثدي، كما تقول قصيفي.

وتؤكد الدراسات الطبية أن من فوائد “الرضاعة الطبيعية”، تخفيف التوتر لدى الأم، تقليل احتمال الإصابة بالإضطرابات النفسية لدى الأمهات المرضعات، إبتداءً بالإكتئاب الخفيف وإنتهاءً بالإعتداء على الطفل أو إهماله. تعتبر الرضاعة عاملاً محفزاً لفقدان الوزن، وقد يكون ذلك نتيجة لحرق كمية كبيرة من السعرات الحرارية (حوالي 500 سعرة حرارية في اليوم) أثناء الرضاعة.

تقلل الرضاعة من خطر الإصابة بسرطان المبيض والثدي وتسهم في منع وتأخير الإصابة بتخلخل العظام. وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

فترة الرضاعة

يجب على الأم البدء بارضاع الطفل منذ الساعات الاولى بعد الولادة بحيث تعزز الرضاعة العلاقة بين الأم والطفل، كذلك تمنح الطفل الكميات الغذائية التي يحتاجها لتقويته وحمايته، كما تقول قصيفي.

فالأطفال الذين أرضعتهم أمهاتهم لستة أشهر على الأقل كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، حتى بعد أن بدأوا بتناول الطعام العادي.

كما أن إحتمالات إصابتهم مثلا بإلتهابات الأذن المتكررة في السنة الأولى أقل بمرتين، فضلا عن أن مدة المرض لديهم تكون أقصر بمرتين حتى سن السنتين، وتكون إحتمالات بقائهم في المستشفى للعلاج في مرحلة الطفولة أقل أيضاً.

 

الهدف من التوعية

أولا، على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها الشركات التجارية لكي تضمن احتواء الحليب الصناعي على جميع مركبات الغذاء الأساسية التي يحتاج إليها الطفل، إلا أنها لم تستطع الإقتراب من القيمة الغذائية المتوفرة في حليب الأم.

وهذا نظراً لأن حليب الأم يحتوي على جميع المركبات الغذائية التي يحتاجها الطفل، حتى أن الأمهات اللواتي يعانين من سوء التغذية يكون الحليب لديهن كاملاً، عادة، على صعيد قيمته الغذائية، الأمر الذي لا يمكن التأكد منه وضمانه عند تلقي الطفل الحليب الصناعي.

ثانياً، التوفير الإقتصادي، حيث يعتبر الحليب الصناعي مكلفاً، إذ أن الأهل يضطرون إلى إنفاق الكثير من الأموال من أجل توفيره للطفل، الأمر الذي يمكن تفاديه عن طريق اللجوء إلى “الرضاعة الطبيعية”، وبالتالي الهدف من الحملة اليوم محاربة الدعاية الرائجة للحليب الاصناعي، ناهيك عن أن عملية “الرضاعة الطبيعية” التي تعطي الطفل الغذاء اللازم، تقلّل بذلك إصابة الطفل بأمراض كبيرة مما يمنع دخوله إلى المستشفى أو زيارة الطبيب، الذي سيكلّف الأهل المزيد من المال.

اعتقاد خاطئ…

بعض الأمهات يتوقفن عن “الرضاعة الطبيعية” في نية منهن للمحافظة على صدرهن من الترهل، وهذه عادة خاطئة لدى الكثير منهن، بحسب ما أكد رئيس قسم الجلد في مستشفى جبل لبنان روي مطران لـIMLebanon.

مطران أشار إلى أنه في حال “رضعت الأم أو لم ترضّع”، فإنّ الصدر سيبقى كبيراً على الحالتين، وبالتالي فإن عدم الترضيع لن يمنع ترهل الثديين، بل أن كسب الوزن سيؤدي إلى ترهل البطن والثديين خلال الحبل.

قصيفي من جهتها، أكدت ان “الرضاعة الطبيعية” لا تؤثر على ترهل الثدي انما كسب الوزن خلال الحمل يؤثر على الثديين.

الطبيب النسائي جورج ابي طايع شرح لـIMLebanon ان من الأسباب التي تمنع الام عن “الرضاعة الطبيعية” بادئ ذي بدء هو التعب بعد الولادة، إلا اننا كأطباء ومستشفيات نشجع على الرضاعة الطبيعية وشرح فوائدها على الطفل وعلى الام. حتى انه تم ايجاد فرق استشارية متخصصة تواكب الأم حتى بعد خروجها من المستشفى الى البيت للاهتمام بها على مستوى الرضاعة خصوصا، والمشاكل التي قد تطرأ.

أبي طايع اكد ان اكثر ما يمنع المرأة أو الأم عن الرضاعة هو العمل. فالمرأة العاملة تواجه صعوبة في المؤسسات التي تعمل فيها من الاهتمام بطفلها، وتقديم كل احتياجاته، خصوصا ان المؤسسات في لبنان لا تتوفر فيها كما في الخارج أماكن تسمح للأم بأن “تسحب حليبها” وتضعه في اماكن معقمة، وكي تقوم بترضيع الطفل.

حوافز للام

 يركز كل من أبي طايع وقصيفي على ضرورة خلق مساحة في العمل والمؤسسات للأمهات كي يستطعن “سحب حليبهن” أي “الرضاعة الطبيعية”، فكانت دعوة للوزارات المعنية التنبه لهذا الموضوع، وسنّ قوانين جديدة تفرض على مؤسسات العمل: المحافظة على موقع الأم في العمل أثتاء غيابها بسبب الرضاعة الطبيعية”. انشاء غرف خاصة في المؤسسات يتيح للأم القيام بعملية الرضاعة للطفل.