IMLebanon

“حزب الله”: ننتظر ضوء الجيش ونستبعد المفاوضات!

يواصل الجيش اللبناني سياسة “القصف المتقطّع” على مواقع وتحرّكات ارهابيي تنظيم “داعش” في جرود رأس بعلبك والقاع وبلدة الفاكهة من دون ان يُحدد الساعة الصفر للمعركة.

هذا واستكمل الجيش اللبناني استعداداته لمنازلة الجرود-2. وبحسب المعلومات حشد نحو 10 آلاف جندي وضابط من كل الاختصاصات، وتم توزيع القطع الميدانية وإعطاء التعليمات والأوامر، بالتوازي مع استقدام الجرافات الثقيلة المصفّحة والمستلزمات الطبية واللوجستية الضرورية، إضافة إلى تحضير غرفة عمليات إعلامية لتزويد الصحافة بمجريات المعارك لحظة بلحظة.

على خط “حزب الله” الذي يستعد بدوره “لمساندة” الجيش في معركة الجرود-2، اوضحت مصادره لوكالة “المركزية” “انّ المقاومة جاهزة وتنتظر ان يُطلق الجيش الساعة الصفر لتتحرّك عناصرها الى جانب الجيش السوري من الاراضي السورية في اتّجاه مراكز “داعش”، لافتةً الى “انّ عناصر من قوّة النخبة واخرى عادية في الحزب ستتولى مهمة الاطباق على التنظيم”.

واشارت الى “انّ الميدان هو الذي يتحكّم بسير المعركة، فلا قاعدة محددة نتّبعها، تماماً كما حصل في معركة جرود عرسال”، واستبعدت “تقدّم خيار المفاوضات على الحسم العسكري، لانّ “داعش” بطبيعته وايديولوجيته لا يعترف بالتفاوض”، وشككت “بقدرات التنظيم، خصوصاً بعد “تكتيك” القصف المدفعي الكثيف المتقطّع الذي يعتمده الجيش اللبناني، وما سقوط بعض القذائف على اطراف القاع منذ ايام سوى تأكيد على انهيار معنوياتهم العسكرية وتراجعهم”.

من جهتهما، انجزت بلديتا رأس بعلبك والقاع استعداداتهما لمواكبة معركة تحرير جرودهما، على رغم “التقصير” الحكومي في الالتفاتة الى حاجاتهما اللوجستية والخدماتية الضرورية في حالات المعركة.

رئيس بلدية الرأس العميد المتقاعد دريد رحّال اكد لـ”المركزية” “ان الاوضاع في الرأس طبيعية، وكلنا ثقة بقدرات الجيش في تحرير جرودنا واستعادة اراضينا الزراعية التي حُرمنا منها لسنوات”، لافتاً الى “ان الاهالي يمارسون حياتهم في شكل طبيعي، لا بل انهم يُكثّفون زياراتهم لبلدتهم طيلة ايام الاسبوع دون الشعور بالخوف مما قد يحدث”.

واشار الى “ان استعدادات الجيش لخوض المعركة على قدم وساق، وهو استقدم المزيد من العديد من مختلف الالوية والافواج والعتاد الثقيلة، وعزّز تمركزه في سهل الرأس وعلى التلال”، موضحاً “ان الجيش يعتمد سياسة قضم مواقع “داعش”. فكلما سيطر على واحد يُنظّفه ويتمركز فيه تمهيداً لقضم موقع اخر”.

واوضح “ان لا ملاجئ في رأس بعلبك كما تقتضي حالات الحرب والمعارك”، متحدّثاً “عن نقص في العناصر البشرية في مركز الدفاع المدني، ومشكلة انقطاع التيار الكهربائي، خصوصاً اثناء الليل اضافةً الى شحّ المياه. فهذه من مقوّمات الصمود كي نبقى في ارضنا”.

واثنى رحّال على زيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى رأس بعلبك وترؤسه اجتماعاً للمجلس السياسي للتيار الوطني الحر في البلدة في رسالة دعم لنا”.

من جهته، اوضح رئيس بلدية القاع بشير مطر لـ”المركزية” “ان القاع جاهزة ومستعدة لمعركة تحرير جرودها”، لافتاً الى “اننا ننتظر تحديد الساعة الصفر لبدء المعركة، ونحن نشدّ على يد الجيش لتحرير ارضنا ومستعدون لندفع معه الثمن مهما كان غالياً، وهو بين اهله وناسه في القاع”.

وكما في رأس بعلبك كذلك في القاع، لا ملاجئ يحتمي بها الاهالي مع اشتداد المعارك، الا ان البلدية بحسب ما قال مطر “وضعت صفّارة إنذار لاطلاقها في حال حصول طارئ”.

واسف “لان بعض المسؤولين لا يستمعون لمعاناتنا ومناشداتنا، خصوصاً على صعيد الخدمات الانمائية الضرورية كالمياه والكهرباء”، مشيراً الى “ان اهالي القاع لم يقبضوا حتى الان تعويضاتهم في ملف التهجير في حين ان كل المناطق اللبنانية استوفت حقّها كاملاً. من المُعيب على الدولة عدم ختم هذا الملف بدفع حقوق القاعيين الذين يعانون اصلاً من تردّي الاوضاع الاقتصادية وعدم تصريف منتوجاتهم الزراعية”.

واكد مطر “اننا سنبقى في ارضنا، لكن على الدولة دعم صمودنا بتلبية حاجاتنا الانمائية الضرورية. التحرير لا يكون بالجيش فقط وانما بتأمين ابسط حقوقنا المعيشية والحياتية”.