IMLebanon

لا تطبيع ولا بلّوط (بقلم ملكار الخوري)

كتب ملكار الخوري

كعادته، يرسل “حزب الله” إشارات يتفاوت وضوحها، بحسب مقتضيات المرحلة ومدى إستعجاله لتحقيق نتائج؛ آخرها الزيارة المرتقبة لوزيره في الحكومة، وزير الصناعة حسين الحج حسن إلى سوريا.

“محاولة للتطبيع”، “خروج عن الإجماع الحكومي”، “خرق للإتفاقات التي قامت الحكومة على أساسها”، “التسبب بخروج لبنان عن الإجماع العربي حول سوريا”، “ضرب مبدأ عمل المؤسسات”… وغيرها من التحليلات، إستفاض أهل الإختصاص والخبرة، كذلك الطارئين، في عرضها وتمحيصها.

ولأنّو ما حدا أحسن من حدا، وبعد في الحكي بس ما عليه جمرك في لبنان، هاكم نظرية تضاف على ما سبق.

ليس هدف الزيارة أي مما ورد أعلاه. بكل بساطة، يعلن “حزب الله” وبوضوح أن الوقت قد حان للإنتقال إلى الجمهورية الثالثة.

الحزب من خلال وزيره، لم يكلّف نفسه عناء مراجعة الحكومة بخصوص زيارة يقوم بها وزير إلى سوريا، ويعلنها رسميةً، بل ضرب بعرض الحائط كل ما سبق منذ قيام الجمهورية الثانية. بمعنى آخر، إن إعادة توزيع الصلاحيات التي تمت بموجب إتفاقية الطائف، أي إنتقال السلطة الإجرائية من رئيس الحكومة إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، لم تعد صالحة ومناسبة.

لتوقيت خطوة الحزب دلالتها. فهي أتت بعد معركة جرود عرسال، وإستثمارها إعلامياً وسياسياً في “بيع الحماية” للمسيحيين، وإعلان قسم كبير من المسيحيين أنفسهم أهل ذمّة. يعني حان وقت “تقريش” العمل الميداني والسياسي دستورياً.

معترضون أنتم، يا أهل السياسة والأحزاب، على هذه الزيارة؟ حسناً، أنا مثلكم. مع فارق بسيط هو أنّي لم أكن يوماً في السلطة أو من صنّاع القرار.

عوض الإستنكار واللطم، أخبرونا مذا فعلتم لمنع هذا الواقع السياسي الحالي والذي أعطى، أقلّه في الداخل، القدرة لـ”حزب الله” على القيام بما يقوم به؛ وماذا ستفعلون عندما سيزور الوزير حسين الحج حسن سوريا؟

طبعاً لا شيئ (مفيد، وعملي)، بإستثناء تهديدات كرتونية، وقعها على الحزب كمثل ولدٍ هُدِّدَ بتغطيس أنفه وأذنيه باللبن وتَركه في غرفة الجرادين؛ فكانت له الجرأة بأن يجيب مهدّده: يلّا تفضّل.

والسلام.