IMLebanon

تحقيق IMLebanon: بالأرقام… ما حقيقة تحسن الوضع السياحي هذا الصيف وهل توقفت الخسائر فعلاً؟

 

يشهد لبنان حركة سياحية ناشطة هذا الصيف والدليل هي الزحمة التي يشهدها مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بالإضافة الى نسب تشغيل الفنادق التي إرتفعت عن العام الفائت وكذلك نسبة تأجير السيارات.

هذه الحركة الجيدة نسبيا يمكن لأي مواطن لبناني أن يلاحظها عندما يتنقل على الطرقات خصوصا عند ساعات الليل، إذ ان الإزدحام المروري واضح حتى ساعات متأخرة من الليل وليس فقط في نهاية الأسبوع وإنما طيلة أيامه، لكن هذه الزحمة تثلج صدور اللبنانيين نسبياً بعد معاناة في السنوات الماضية من أزمات إقتصادية أسبابها سياسية كانت تنعكس سلبا على الواقع السياحي في لبنان.

لكن ما حجم هذا التحسن؟ وهل يعوض التراجع الذي عانينا منه طوال سنوات؟

65% نسبة إشغال الفنادق والتحسن غير ملحوظ

نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يؤكد في حديث لـIMLebanon أن “نسبة تشغيل الفنادق في لبنان تحسنت عن العام الفائت ولكن التحسن غير ملحوظ إذ إزداد فقط بنسبة 20%، وإذا أردنا أن نقارن الحركة السياحية مع السنوات التي كان فيها لبنان ناشطا ومزدهرا فلا نزال بعيدين جدا عنها خصوصا أن قطاع الفنادق والشقق المفروشة خلال موسم الصيف كان يشهد نسبة تشغيل تتخطى الـ85% ولكن اليوم النسبة تصل الى 65% وهذا الأمر يعني أننا لا نزال ضعفاء”.

ويلفت الى انه “إذا كان في موسم الذروة وموسم الإصطياف تصل النسبة الى 65% فهذا يعني أننا خلال السنة نعمل بنسبة 40% وهذه النسبة لا تجني الأرباح بل تخسر القطاع خصوصا أننا اليوم على موعد مع ضرائب جديدة، وللأسف بعد كل ما عانينا منه من أزمات إقتصادية وسياسية وأمنية لم نجد أي تحفيز جدي أو خطة إقتصادية فعلية للنهوض بالقطاع السياحي وكل ما رأيناه هو زيادة في الضريبة، مع العلم أن الموضوع الأول هو الإستقرار السياسي لأن كل الباقي نملكه، وكل ما علينا فعله هو أن ننأى بأنفسنا عن كل القضايا المحيطة بنا كي تتحسن الأمور”.

نسبة تشغيل السيارات وصلت الى 95%

من جهته، يؤكد رئيس نقابة أصحاب وكالات تأجير السيارات السياحية والخصوصية محمد دقدوق في حديث لـIMLebanon أن “المغترب اللبناني والمقيم اللبناني في الصيف عادة ما يكون وراء تشغيل نسبة 80% من السيارات أما الخليجيين والأجانب فلا تتجاوز نسبتهم الـ10%”. ويضيف ان “هذا العام الحركة إرتفعت عن السنوات الفائتة ووصلت نسبة التشغيل الى 95% للسيارات الصغيرة و90% للسيارات الكبيرة، والفضل يعود للمغترب اللبناني الذي يستأجر السيارات لفترة طويلة”.

ويكشف دقدوق أنه “في العام 2011 كان أسطول السيارات مؤلفا من 15 ألف سيارة، أما عامي 2015 و2016 فإنخفض العدد الى 8 آلاف و9 آلاف سيارة، ولكن هذه السنة شهدنا إرتفاعا جديا في عدد السيارات إذ وصل الى 11 ألف سيارة ما يؤشر الى أن القطاع بدأ يتعافى ونأمل أن نصل الى 15 ألف سيارة مجددا، لان النسبة مقبولة جدا بشكل عام”.

الخسائر توقفت ولكن…

وفي ما يخص واقع الفنادق وعما إذا كانت الخسائر قد توقفت مقارنة مع السنوات السابقة، يشرح الأشقر أنه “عندما تكون نسبة التشغيل ضعيفة تتراجع الأسعار تلقائيا بفعل المضاربة ما يؤثر على القطاع، وتراجع نسبة التشغيل تؤدي إلى إنخفاض في المداخيل”، مضيفاً “نحن نشكي من الواقع لأننا مررنا بخمس سنوات كانت الأمور متأزمة جدا خلالها من دون أن ننسى الفراغ الرئاسي، فالوضع كان مزرياً جدا والخسائر تراكمت خلال هذه السنوات “وإبرة” اليوم لا تكفينا لكي نبدأ بتعويض الخسائر، فنحن نحتاج الى نسب تشغيل أكبر لكي نبدأ بتغطية الخسائر التي تكبدناها في السنوات الأخيرة لأننا وصلنا الى تعثر لقسم كبير من الفنادق”.

ويشدد الأشقر على أنه “على الرغم من الإستقرار الأمني الذي نتمتع به بين الدول المحيطة وبعض الدول الأوروبية حركتنا السياحية بطيئة بسبب بعض الخطابات التي تهاجم الدول الخليجية ما يؤثر سلبا على لبنان”.

إستقرار أمني على الرغم من بعض المناكفات

من ناحيته، يشدد دقدوق على أنه “في ظل الظروف القائمة والموجودة في البلاد والمنطقة بشكل عام فإن لبنان يشهد أكبر نسبة استقرار في المنطقة بغض النظر عن الجو الإعلامي وبعض المناكفات السياسية في مختلف الملفات، فلبنان مستقر أمنيا بنسبة كبيرة وهذا الأمر ينعكس إيجابا على السياحة، ولكن علينا ألا ننسى الإستقرار السياسي الذي يساعد بشكل عام على إعطاء صورة إيجابية عن وضع البلد”.

البعض “يهشّل” الخليجيين

ويقدم الأشقر إحصاء بالارقام يقارن بين نسب تشغيل الفنادق فيها بين العامين 2010 و2016، ويقول: “في العام 2010 بلغ رقم الخليجيين الذين دخلوا إلى لبنان 333 ألف خليجي، ومعدل مدة إقامتهم هي 10 أيام، ما يعني أنهم يقدمون 3 مليون و300 ألف ليلة منامة في الفنادق.

في العام 2016 دخل الى لبنان 330 ألف بين عراقي، وأردني ومصري، وهؤلاء معدل إقامتهم 3 ليال، ما يعني أنهم ينتجون مليون ليلة إقامة في الفنادق. فالفارق واضح وهو مليونان و300 ألف ليلة، وهذا الأمر يغيّر معادلة نسبة التشغيل في الفنادق ويغيّر معادلة الأسعار، عدا عن أن الخليجي يتمتع بإمكانية إنفاق في الأسواق أكثر بكثير من غيره ويحرك الأسواق التجارية وكل المرافق السياحية في لبنان”.

ويشدد الأشقر على أن “العمود الفقري للسياحة في لبنان والتي تعطي إعادة النهوض التي تعرّفنا عليها بعد العام 2006 وبعد 7 أيار 2008 هي السياحة الخليجية، فكل دول العالم تتقاتل على إستقطابهم الى دولهم بينما نحن نقوم “بتهشيلهم” لأسباب سياسية معروفة”.

أسعار منخفضة… والموسم ينتهي في منتصف أيلول

أما دقدوق، فيقدم شرحا مفصلا بالارقام عن موسم الصيف والمدة التي ستستمر فيها حركة تشغيل السيارات ناشطة، ويشير الى أن “الموسم بدأ في 20 حزيران 2017 وكانت البداية موفقة جدا وسيستمر الموسم حتى 10 أو 15 أيلول 2017، وبعد هذه المدة نشهد إنحدارا تدريجيا في نسبة التأجير، متوقعاً “أنه من نصف شهر أيلول حتى نهاية شهر كانون الأول ستكون حركة التشغيل مقبولة وبنسبة 50%، خصوصا أن مرحلة رأس السنة مدتها قصيرة ولا تتعدى الأسبوع”. ويلفت دقدوق إلى أن “الأسعار تتفاوت بحسب نوع السيارات وكبرها ولكن يمكن لأي مواطن أو مغترب أو سائح أن يستأجر سيارة بـ20$ لليوم ويرتفع السعر تدريجيا مع إختلاف نوع السيارة وحجمها”.