IMLebanon

23 آب 2017 (بقلم ملكار الخوري)

 

كتب ملكار الخوري:

عندما يتخطى المرء إغراء المديح والكلمات المنمّقة والمنتقاة بعناية تسلب طابعها العفوي، يغدو التعبيرعن قناعاته الشخصية أمراً سهلاً.

يطلّ 23 آب هذه السنة، وطعم الحسرة على ما كان قد أوشك أن يتحقق – الدولة القوية – يزداد مرارة سنة  تلو الأخرى. دعك من إحتلام الكثر على مواقع التواصل الإجتماعي حول مصادفة دحر الجيش اللبناني للإرهابيين في جرود القاع، وذكرى إنتخاب البشير، كدليل عافية، أو كدفع معنوي “لمتابعة المسيرة”. لعل المؤسسة العسكرية هي الإستثناء الوحيد، عندما لا يُثقل كاهلها بِغُلّ السياسية، في حالة حالة الدولة-اللاقوية.

لطالما عادت ذكرى 23 آب كleitmotif   آسر، في عمل موسيقي كلاسيكي رديء، ترانا مرغمين لسبب أو لآخر على سماعه كاملاً، وبشكل متواصل. وقد شكّل هذا ل leitmotif واحدة من ركائز صبر من أخذوا على نفسهم التركيز بإنتظار نهاية هذه الحلقة المفرغة.

أزعم أن التشبيه أعلاه، قد بقي صالحاً إلى سنة خلت؛ عندما أُسقِط، وبالضربة القاضية، منطق الدولة لصالح مأسسة المساومات “الشلمصطية” تمهيداً لدسترتها.

23آب  2017، لم يعد الأمر وقف على رداءة العمل الموسيقي، بل زاد في الطين بلّة تشويش الحضور، حضور أقرب إلى مجموعة عروضات سيرك تُنَفَّذُ دفعة واحدة في الحلبة.  وحتى من كان منهم الأكثر إلتزاماً بسلوكيات الحضور، تراه، قد بدأ بتبادل الحديث مع جارٍ له، وإن بقليل من الحياء.

23آب 2017، لم يعد لبنان وطناً، بل صار “بلد”؛ لم يعد يشبهني وكثر.

لم يعد الوطن الذي ولدت فيه، وهو لن يكون نفسه حين سأدفن فيه، أو الأرجح عندما سأموت.