IMLebanon

8 آذار “تبهّت” إنجاز الجيش… “الثلاثية” إلى غير رجعة؟

تقول مصادر سياسية قيادية في قوى 14 آذار للوكالة “المركزية” إنّ مفاعيل الانتصار العسكري الذي يقترب الجيش اللبناني من تحقيقه ضد “داعش” في جرود رأس بعلبك والقاع، لن تنحصر مع سكوت المدافع وإعلان قائد الجيش العماد جوزيف عون انتهاء الحرب على التنظيم الارهابي، بل ستبقى أصداء الإنجاز “النظيف” الذي سطّرته أو تكاد المؤسسة العسكرية، تتردّد بقوة على الساحة الداخلية وستفعل فعلها في الحراك السياسي برمّته في المرحلة المقبلة.

المصادر تشير الى انّ ما حصل في الجرود منذ اطلاق العماد عون معركة “فجر الجرود” السبت الماضي، سيؤسّس لدينامية لبنانية جديدة ستدفع في اتجاهها القوى السيادية كلّها، شعارها الاساس “حصرية السلاح” بيد الجيش اللبناني واعتباره الحامي الوحيد للحدود وللامن اللبنانيين. فالمعركة التي خاضها أثبتت قدراته العسكرية واللوجستية وأهليّتَه لخوض أيّ حرب أو مواجهة والخروج منها منتصراً، وشكّلت الرد القاطع على كل ما كان يُحكى همسا او علنا عن أن عتاده وعديده لا يخوّلانه فتح معركة او صدّ هجوم.

وانطلاقا من مجريات الجرود أيضا، تضيف المصادر، ستتكثف الضغوط لطيّ صفحة معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” الى غير رجعة، واستبدالها بثلاثية “الشعب والجيش والدولة”. فالتطورات الاخيرة لا سيما في جرود عرسال، دلت، بما لا يقبل الشك، الى انّ لا إجماع محلياً على سلاح “حزب الله”، فيما اصطفّ الشعب اللبناني بكل أطيافه وتلاوينه السياسية والمذهبية والطائفية والمناطقية، من دون استثناء، خلف الجيش في معركة “فجر الجرود”.

من هنا، لا بدّ من ايلائه وحيدا، مهمّة الدفاع عن لبنان، مع إعادة قرار الحرب والسلم الى كنف الدولة حصرا، خصوصاً بعدما التقت القوى السياسية كلّها على الاشادة بالقرار السياسي الذي كان مفقودا في السنوات الماضية ومنع الجيش من تحقيق الانتصارات، والذي بات متوافرا اليوم مع العهد الجديد، وأطلق يد المؤسسة العسكرية لحماية لبنان وأعطاها الضوء الاخضر للقيام بكل ما تراه مناسبا وضروريا لتحقيق هذا الهدف.

غير انّ الحملة السياسية المرتقبة لن تتوقف عند هذا الحد، دائما بحسب المصادر، بل ستشمل أيضاً مطالبات بنشر الجيش على الحدود الشرقية والجنوبية لحمايتها وضبطها ومراقبتها ومنع أي تسلّل أو تحركات مسلحة، عبرها. وفي هذه الخانة، يصب الموقف الذي أطلقه رئيس الحكومة سعد الحريري خلال جولته بين رأس بعلبك وعرسال حيث أعلن ان الجيش هو المسؤول عن حماية الحدود وهذه وظيفته وفي ذلك مصلحة لبنان، مؤكدا “ان الجيش سيرفع قريبا العلم اللبناني على الحدود مع سوريا”.

وبما انّ القوى التي تدور في فلك حزب الله و8 آذار، استشعرت الرياحَ السياسية التي ستهب بعد انتصار الجيش والتي لا تسير وفق ما تشتهي سفنها، تتابع المصادر، تم الإيعاز الى حلفاء “حزب الله” بضرورة اطلاق حراك مضاد يخفف من وهج إنجاز المؤسسة العسكرية ويضعف ارتداداته المحلية. ويبدو أنّ أولى خطوات “الردّ”، ستكون بتكثيف النشاط على خط بيروت – دمشق في المرحلة المقبلة، ذلك انّ هذه الزيارات من شأنها خلق ضجة وأخذ وردّ سياسيين على الساحة الداخلية، بما يشيح الانظار عن انتصار الجيش اللبناني وتداعياته، تختم المصادر.