IMLebanon

تحقيق IMLebanon: نصرالله يطرح معادلة ألماسية جديدة… والأحزاب المسيحية تردّ

 

تحقيق IMLebanon:

فجّر أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله مفاجأة مدوية خلال خطابه بالأمس عندما أعلن أن المعادلة الذهبية جيش وشعب ومقاومة أصبحت ألماسية وأضيف إليها الجيش العربي السوري و”يلي بدو يزعل يزعل”. كلام نصرالله جاء بعدما كان يتحدث عن معارك الجرود أكان في رأس بعلبك والقاع أو في معركة عرسال التي خاضها الحزب.

يبدو أنه بنظر السيد نصرالله أنه لولا هذا الرباعي “جيش، وشعب، ومقاومة، والجيش السوري” لما كنا انتصرنا على الإرهاب.

ولكن هل علينا القبول بهذه المعادلة؟ وما السبب وراء شكر الجيش السوري وضمّه الى المعادلة؟

دقائق مرّت حتى أصدر “تيار المستقبل” بيانا ردّ فيه على نصرالله، وجاء فيه: “لقد بشر الأمين العام لـ”حزب الله” ببزوغ معادلة رباعية إقليمية جديدة، حققت الكسوف المرتقب للمعادلة السائدة، وقد تفتح مع الأيام الباب أمام بزوغ معادلة خماسية وسداسية، يقرر “حزب الله” ضم الجيش الإيراني إليها محملا بالحشد الشعبي العراقي وتنظيم أنصار الله الحوثي في اليمن”.

وأضاف “المستقبل”: “لا نستغرب المواقف المستجدة لـ”حزب الله، ولكن نؤكد موقنا المبدئي بحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والدولة، ونجدد وقوفنا وراء المؤسسة العسكرية الوطنية المكلفة حصرا ورسميا بحماية الحدود وتطهير الجرود من التنظيمات الإرهابية”.

ولكن بعد ردّ “تيار المستقبل”، كيف علقت الأحزاب المسيحية على هذه المعادلة الجديدة؟ وهل ستقبل بها؟

سعادة: “حزب الله” يفرض المعادلات على اللبنانيين

عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” النائب سامر سعادة يؤكد في حديث لـIMlebanon أننا “نحن لم نقبل بالمعادلة الأولى فكيف الحال في المعادلة الجديدة؟ خصوصا أنه بالنسبة لنا لا دولة تقوم بلبنان إلا إذا كان هناك جيش واحد على الأراضي اللبنانية، والتنازل الأساسي الذي حصل عند المعادلة الأولى جيش وشعب ومقاومة كنا ضده تماما”.

ويضيف: “المعادلة الجديدة تمر بسياق الخطة الأساسية لـ”حزب الله” وهي وضع يده على الدولة اللبنانية، واليوم رأينا التنازلات الى أين أوصلتنا، وفائض القوة الموجود لدى الحزب دفعه للإعتبار بأنه أقوى من الدولة، ودفعه الى فرض معادلة جديدة على الدولة والمواطنين اللبنانيين من دون استشارتهم”.

جنجنيان: المعادلات المركبة لا تعنينا

من جهته، يشدّد عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب شانت جنجنيان في حديث لـIMlebanon على أن “المعادلات المركبة أكانت ثلاثية أو رباعية أو خماسية فحن غير معنيين بها، وما يعنينا كـ”قوات لبنانية” الشرعية اللبنانية فقط لا غير ومن دون أي رديف”.

ويلفت الى أن “الجيش اللبناني أثبت في معاركه في جرود رأس بعلبك والقاع أن السلاح الشرعي هو السلاح الوحيد القادر على حماية لبنان واللبنانيين، ولو تُرك للجيش اللبناني المجال أن يخوض معركة عرسال لما كان تكبد الخسائر التي تكبدها حزب الله”.

غاريوس: لنصرالله ظروفه

من ناحيته، يشير عضو كتلة “التغيير والإصلاح” النائب ناجي غاريوس، في حديث لـIMlebanon إلى أنه “في الوقت الحاضر لا يزال مبكرا أن يعطي رأيه سياسيا بالمعادلة الجديدة التي تطرق إليها نصرالله”. ويضيف: “عندما تنهتي المعركة في الجرود يمكنني التعليق على المعادلة الجديدة، خصوصا أن هناك قسما كبيرا ولا يستهان به في لبنان لا يعترف بالحكومة السورية أو بالنظام السوري، وبالوقت الحاضر من المبكر جدا أن نحدد رأينا من هذه المسألة”.

ويشدد على أن “السيد نصرالله لديه ظروفه ونحن نعلم أنه سبّاق بهذه الأمور ومن الممكن أن يكون على حق، ولكن حتى الساعة هذه الأمور لا تزال عالقة خصوصا بعد الخلاف في الحكومة عما إذا كانت الوفود اللبنانية التي توجهت الى سوريا هي رسمية أم لا، والمشكلة هي أن الحكم مختلط بين السلطة والمعارضة والمواقف لا تتلاقى دائما وتضيع الأمور بالمواقف”.

كل وزير فاتح على سحابو” وننتظر ردّ الحكومة

وفي ما يخص توقيت هذه المعادلة “الألماسية” وعما إذا كان هدفها إعطاء الدعم للجيش السوري وفرض أمر واقع على الشعب اللبناني، يرّد سعادة بالقول: “لا أحد يشكك بدعم “حزب الله” للنظام السوري خصوصا بعدما أرسل شبابا لبنانيين لدعم وحماية هذا النظام الذي لم يرحم اللبنانيين، أما بالنسبة لزيارة عدد من الوزراء لسوريا للوقوف الى جانب النظام فنحن بإنتظار الحكومة أن توضح موقفها من هذه الزيارة، واليوم نرى آراء مختلفة لجميع الوزراء إذ ان كل وزير “فاتح على حسابو” لذك على الحكومة أن تعلن موقفها من كل تلك الأمور الشاذة”.

ويلفت الى أن “هدفنا ليس التهجم على الحكومة أو العهد، بل هدفنا الأساس هو بناء وطن نعيش فيه جميعنا، ويكون مخطئا من يفكر أننا نتمنى فشل هذه الحكومة، بالعكس نحن نعيش في هذا الوطن وضحينا وقدمنا شهداء لكي يبقى لبنان على الصورة التي نحن نريدها، بلد ديمقراطي وحرّ ومستقل وخال من الفساد، ونوجه رسالتنا لأركان 14 آذار ونقول لهم أن السياسة الكبرى لا تنفصل عن السياسة الصغرى، واليوم لدينا قضية كبرى وهي إعادة النهوض ببلدنا”.

صخرة نهر الكلب شاهدة على فشل المعادلات

أما جنجنيان، فيؤكد أن “عشرات المعادلات والجيوش والإمبراطوريات مرّت على لبنان وحاولت البقاء فيه فلفظها التاريخ من صفحاته وصخرة نهر الكلب خير دليل على ذلك والذي انتصر هو الكيان اللبناني، ونأمل أن يكون هناك وعي كاف لكل الأفرقاء كي لا نقع في المشاكل السابقة لان الوحدة اللبنانية هي الأهم”.

وأمل أن “تنتهي الحرب والمأساة في سوريا بأقرب وقت ممكن لكي يعودوا النازحين الى بلادهم خصوصا أن هذا النزوح يؤثر سلبا على لبنان وتحديدا الإقتصاد الللبناني”.

إتصالات مع النظام السوري؟

من جهته، يرى غاريوس أنه “على الأفرقاء الإتفاق على الأمور الداخلية ومنها مشكلة مزارعي التفاح، فالمعابر كلها مقفلة مع سوريا فيما المعابر مفتوحة بين الأردن وسوريا، فهناك من لا يريد فتح المعابر، فكيف يمكننا ان نحل المسألة؟ لذلك يجب أن يكون هناك إتفاق بالحد الأدنى بين البلدين، بين وزيري الخارجية، ووزيري الإقتصاد والسفراء لكي نعالج هذه المسألة، وعلى الأمور ان تتحرك بهذا الإتجاه، ولكن الدول الكبرى التي تحرك الأمور هي التي تؤثر على اتخاذ القرار”.

ويشير الى أننا “قد نشهد إتصالات مع النظام السوري وهذا الامر يمكن ربطه بمجيء الوفود السعودية والإيرانية الى لبنان ما قد يبشر بإتفاق معيّن وفي النهاية نحن ندفع ثمن سياسات الدول الكبرى”.

ويؤكد غاريوس أنه “بعد تحرير الجرود علينا أن ننظر الى الأمور الداخلية وتحديدا المشاكل الإقتصادية من أجل إنماء المناطق النائية والجرود واعطاء الحوافذ للناس لكي يبقى اللبناني بأرضه وننهض بالبلاد”.