IMLebanon

تحولات سعودية؟

 

اشارت صحيفة “الديار” الى ان تأكيد السيد حسن نصرالله ان «التحرير الثاني» بات مسألة وقت ليس الا، امر تسلم به دوائر دبلوماسية في بيروت، وهي ترى ان كل الاطراف الداخلية والخارجية بدأت في تحضير الارضية للتعامل مع المرحلة اللاحقة، واذا كان محور المقاومة يقف على «ارض صلبة»، فان الفريق اللبناني في المحور الاخر مصاب بارتباك شديد نتيجة الموقف الاميركي «الرمادي» والملتبس حيال واقع معركة الجرود، وكذلك حيال التحولات السعودية المرتقبة في ظل الحديث المتقدم عن تقارب محتمل مع ايران، وقد جاءت زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان الى بيروت لتزيد الغموض حول هذا الملف، خصوصا انه قدم ايجابات ملتبسة حيال هذا الامر لرئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع…

ومع تأكيد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الدبلوماسيين الإيرانيين والسعوديين سيزورون الرياض وطهران بعد انتهاء موسم الحج، وقيام روسيا بلعب دور الدولة الراعية للتقارب بين البلدين، تعتقد الاوساط الدبلوماسية نفسها، ان للسعودية مصلحة كبيرة للتقارب مع ايران في هذه المرحلة لاسباب عديدة اهمها تمرير خطة توريث وليّ العهد محمد بن سلمان، وهذا يقتضي تخفيض بؤر التوتر الداخلية والخارجية… وما يقلق الطرف اللبناني موقف السعودية في سوريا في ظل المعطيات التي تشير الى استعداد الرياض للقبول باستمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة…

وفي هذا السياق، سمع رئيس الحكومة كلاما واضحا من اوساط دبلوماسية غربية في بيروت، يفيد بأن الحرب الأهلية في سورية توشك على الانتهاء، مع الاقرار بأن تحالف الأسد، حزب الله، إيران وروسيا هو الطرف المنتصر… لكن المشكلة أن الولايات المتحدة وبضغط من اسرائيل لم تعد اولويتها حزب الله في لبنان، بل باتت تقبل في الوقت الراهن بطلب «متواضع» يمنع فقط تكريس ظاهرة «حزب الله 2» في هضبة الجولان، لكن المشكلة ان قدرة واشنطن على التأثير في سورية محدودة، وبعد القضاء على «داعش» ستترك الولايات المتحدة سورية منطقة نفوذ روسية… ووفقا للمعلومات فان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو اخفق في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطرد إيران وحزب الله من سورية، وهذا الامر يفسرما قصده السيد نصرالله بقوله مساء امس بان للمقاومة الكثير من المهام المقبلة وتريد الانتهاء سريعا من معركة الجرود، وهذا ما يفسر ايضا حالة الارباك وعدم التوازن في مواقف رئيس الحكومة الذي خفض من وتيرة التصعيد مع حزب الله، ويحاول في هذه الفترة «الرمادية» التراجع خطوة الى «الوراء» تحسبا لنجاح التسوية الايرانية – السعودية…