IMLebanon

الحريري منزعج ويتجاهل مشروع “نور الفيحاء” لأسباب سياسية

 

كتبت دموع الأسمر في صحيفة “الديار”: حين وقف الرئيس سعد الحريري في الجلسة النيابية الاخيرة لمساءلة الحكومة للرد على مداخلات النواب وكانت ابرزها مداخلة الرئيس نجيب ميقاتي الذي اسهب في شرح مسألة الكهرباء ومتسائلا عن مصير مشروع (نور الفيحاء) الموقوف في ادراج وزارة الطاقة، استغربت اوساط طرابلسية ما قاله الرئيس الحريري حيال هذه المسألة حين قال: “ان لبنان يحتاج الى خطة طارئة لتأمين 800 ميغاواط وبأي وسيلة سريعة بهدف تأمين الطاقة بصورة مستدامة ومن لديه اقتراح بديل عليه ان يتقدم به ونحن جاهزون لدراسته”.

استغربت اوساط طرابلسية هذا الكلام الصادر عن رئيس حكومة يدرك ان في ادراج وزارة الطاقة مشروعا حيويا لطرابلس والجوار والشمال كله تقدم به الرئيس ميقاتي منذ تشكيل الحكومة وهو مشروع كفيل بتأمين 200 ميغاواط ويوفر طاقة كهربائية للشمال ويحسن التغذية في مناطق لبنانية اخرى تستفيد حاليا من كهرباء لبنان.

هذه الاوساط تساءلت عما اذا كانت لدى الرئيس الحريري جدية في تأمين الطاقة الكهربائية لطرابلس والشمال او هناك نيات مبيتة حيال ذلك، وزاد في الاستغراب والتساؤل دعوته “من لديه اقتراح التقدم به ونحن جاهزون لدراسته” فيما مشروع نور الفيحاء ينام في ادراج وزارة الطاقة منذ عشرة اشهر مستوفيا كل الشروط التقنية والقانونية ولا يحتاج الا الى سحبه من الادراج وادراجه في اول جلسة وزارية لاقراره وخلال مدة لا تتعدى ستة اشهر الا وتنعم حينها طرابلس ومعها الشمال بـ 24 ساعة كهرباء…

في رأي هذه الاوساط ان تجاهل هذا المشروع الحيوي اسبابه سياسية وهذا ما افصح عنه بعض المسؤولين الى الرئيس ميقاتي الذي حمل الملف الى رئيس الجمهورية شارحا تفاصيله، بل ان تجاهل الرئيس الحريري لمشروع الرئيس ميقاتي – حسب الاوساط – ان سببه واحد هو ان راعي هذا المشروع ومؤسسه هو الرئيس ميقاتي فقط وهذا ما ازعج الرئيس الحريري الذي وقف عاجزا حيال حجم هذا المشروع لسببين:

اولا – ان امكانات الرئيس الحريري المادية لم تعد تسمح بتأسيس مشروع حيوي بحجم (نور الفيحاء).

ثانيا – لان الرئيس ميقاتي كان سباقا في اطلاق هذا المشروع وسباقا في ازالة جملة عراقيل وعصي وضعت في دواليبه ورغم ذلك تخطاها الرئيس ميقاتي لكن جرى تنويم المشروع في ادراج وزارة الطاقة دون مبرر.

اضافة الى ذلك فان اوساط الحريري خشيت في حال نجاح المشروع وقبل الاستحقاق الانتخابي النيابي ان يستثمر في الانتخابات لان القواعد الشعبية سوف تتلمس الفارق بين من وعد فوفى، وبين من وعد كثيرا ولم يف بوعد واحد… وهي مسألة مؤثرة جدا لدى الاوساط الشعبية.

كما من شأن ذلك ان يخرج المشروع الكهربائي الآخر الذي تحدث عنه اللواء ريفي واعلانه مؤخرا استعداده للتعاون الانمائي مع الرئيس ميقاتي بمسألة انماء طرابلس ومصالحها الخدماتية التي اعتبرها فوق كل المصالح الخاصة.

يرى مصدر سياسي ان ازمة الكهرباء كما مشاريع انمائية عديدة جرى حشرها بالسياسة لاعتياد التيار الازرق توظيف كل شأن سياسيا واستثماره في خدمة مصالحهم وانه لولا هذه السياسة لكانت طرابلس اليوم في مصاف المدن المتقدمة، بدءا من الافراج عن الاموال المقررة لانماء طرابلس والتي لم تبصر النور حتى الآن فقط لانها احد مقررات حكومة الرئيس ميقاتي ووصولا الى اطلاق ورش النهوض بمرافق طرابلس الحيوية في المرفأ والمعرض والارث الثقافي وشبكة المواصلات وشبكات مياه الشرب النظيفة..

وحسب المصادر ان فاعليات اقتصادية واجتماعية ونقابية قررت يوم امس السبت اتخاذ خطوات ضاغطة للافراج عن مشروع (نور الفيحاء) لانه من غير الجائز حرمان المدينة وكأنها تعاقب سياسيا لان مزاجها تغير وانقلب على من ورط طرابلس واهلها في حروب عبثية وازمات لا تزال المدينة تعاني حتى الآن من آثارها.