IMLebanon

باسيل يستنفر دبلوماسيا ضدّ توسيع مهام “اليونيفيل”… وانتخابياً!

كتب طوني أبي نجم:

أراد وزير الخارجية والمغتربين، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أن يلتقي عدداً من رؤساء تحرير المواقع الالكترونية، في لقاء تعارفي- سياسي امتد قرابة الساعة ونصف الساعة.

رسائل كثيرة أراد باسيل إرسالها، منها خارجي ومنها داخلي، لعل أهمها بالنسبة إليه التصدّي الدبلوماسي الذي قام به لما وصفه بالمحاولات الإسرائيلية لتوسيع مهام اليونيفيل، وهو اعتبر “أننا نجحنا في إجهاض المسعى الإسرائيلي، والتصويت سيتم الليلة (الساعة 3.00 فجر الخميس 31 آب بتوقيت بيروت) وأعتقد أننا مع الدول الصديقة أحطنا الموضوع كما يجب”.

موضوع توسيع صلاحيات اليونيفيل ليس الموضوع الطارئ الوحيد الذي أراد باسيل إيصاله في الجلسة الإعلامية، فهو أصرّ أيضاً على إيصال “رسالة انتخابية” حازمة قبل 8 أشهر من الانتخابات، ورداً على سؤال حول ما إذا كنا سنشهد تعديلاً لقانون الانتخاب الجديد قبل الانتخابات، ومفادها: “نحن قبلنا بالتمديد 11 شهراً على قاعدتين: السماح للبنانيين بالإقتراع في أماكن سكنهم، وهذا الموضوع له علاقة بالبطاقة الانتخابية الممغنطة، وموضوع الإصلاحات الانتخابية المتعلقة بالإنفاق الانتخابي. وإذا لم يتم احترام هذين البندين فليكن واضحاً أننا لن نسكت أبداًوسنطالب بإجراء الانتخابات فوراً”.

باسيل اعتبر “أننا أسقطنا كل الاتهامات بأننا نريد الإبقاء على قانون الستين رغم محاولات إغرائنا بأننا بتحالفنا مع “القوات اللبنانية” يمكن أن نفوز بكل المقاعد المسيحية، لكنني كنت خلال كل مرحلة دراسة القوانين أضع ليس فقط سنة 2017 أمام عيني بل أيضاً انتخابات الـ2037 والـ2053، وفي الـ2053 أكون لا أزال شاباً في الـ80 من عمري”!

 

 

اللقاء الذي حضره الزملاء: أنطوان كساب (موقع الـLBCI)، داني حداد (mtv)، ديانا سكيني (موقع “النهار”)، أندريه قصاص (lebanon24)، باتريك باسيل (موقع “التيار”)، جورج غرة (موقع lebanonfiles)، علاء خوري (موقع الكلمة أونلاين)، حسان الزين (موقع “المدن”) ورئيس تحرير موقع IMLebanon طوني أبي نجم، كان بدأ بنقاش مستفيض لما جرى في معركة جرود القاع ورأس بعلبك. في هذا الملف أطلق باسيل سلسلة اتهامات مبطنة لمن يعترضون اليوم على ما حصل: “نحنا قلنا إن ما حصل انتصار للجميع ولنقفل النقاش حول الموضوع فلا نضطر الى العودة الى من احتضن “جبهة النصرة” و”داعش” منذ اللحظة الأولى وأنا سمعتها من وزير خارجية عربي أن مسلحي “داعش” والنصرة في الجرود بالمئات اليوم ويمكن أن يصبحوا بالآلاف ويصلوا إلى بيروت ولنرى ماذا سيفعل حزب الله”.

يكرر باسيل أن وظيفته ليس أن يبرر ما يفعله “حزب الله” أو أن يدافع عنه. يقول بجرأة: “أختلف مع “حزب الله” حول ما بعد الحدود، ولكن فلنذكر أن الجيش وللأسباب المعروفة لم يفعل شيئاً لمواجهة الإرهابيين في الجرود، ما اضطر أهل القاع ورأس بعلبك بمختلف انتماءاتهم لمطالبة “حزب الله” بالتدخل. هل يمكننا أن نتنكر لواقع أن “حزب الله” واجه أكثر من محاولة لتمدد الإرهابيين؟ هل يمكننا أن ننكر أنه قدّم شهداء؟ هل تصدقون كل الروايات القائلة بأن “داعش” هي صنيعة “حزب الله” والنظام السوري؟ هذه الروايات تصلح للأفلام ليس أكثر”.

ورداً على عدد من الأسئلة حول الصفقة التي أدت إلى ترحيل مسلحي “داعش”، يصرّ باسيل على أن ما حصل كان الأفضل للبنان. ويؤكد أن “حزب الله أجرى مئات المصالحات في سوريا فهل سيعجز في هذه المرة مع “داعش”؟ وهل تظنون أن النظام السوري استعاد كل المناطق بالقتال؟ لقد استعاد قسما كبيراً من المناطق بالمصالحات التي أجراها هو و”حزب الله”.

يكشف باسيل أنه طلب من كل مسؤولي “التيار الوطني الحر” أن يتوقفوا عن انتقاد الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام والوزير سمير مقبل “لأن القرار لم يكن يوماً لديهم بل ثمة قرار اكبر منهم”. ورداً على سؤال يضيف: “هل أخفى الرئيس سعد الحريري أنه غطّى حرب نهر البارد في حين أنه لم يغطِّ استمرار الجيش في حرب عرسال في الـ2014؟”

النازحين هاجس أساس

ملف النازحين يقلق وزير الخارجية منذ سنوات ولا يزال يحمل همّه، وهو كما يقول يطرحه في كل المحافل الدولية ومع السفراء الذين يلتقيهم. ينتقد تيار المستقبل من دون أن يسميه، لأنه رفض أن يتصدى لهذا الملف في السابق كما اليوم. يشرح: “هل يوجد أي مسؤول لبناني يقول علناً أنه يرفض عودة النازحين السوريين؟ طبعاً لا، ولكن عندما نصل إلى اتخاذ أي قرار لا نجد من يساندنا على الإطلاق. أرسلت كتباً عدة إلى رئيس الحكومة بهذا الشأن لكنه إلى اليوم لم يدرجها على جدول الأعمال، فماذا يجب أن نفهم؟”

ويذكّر باسيل اللبنانيين كيف “أننا أطلقنا موجة لطرح ملف عودة النازحين قبل حوالى الشهرين، ولكن المسار توقف لأن ثمة قراراً من الخارج يمنع اليوم. هذا الملف يمكن أن نحل حوالى 70% منه كلبنانيين فيما إذا اتفقنا داخلياً لكننا للأسف لا نتفق. ولكنني أعوّل على الإعلاميين ليبقى الملف مطروحاً لأنه ملف أساسي، ولأن النازحين أتوا عمليا بالإرهاب أيضاً إلى لبنان”.

لا يمكن أن تمرّ جلسة مع وزير الخارجية والمغتربين من دون أن يُطرح ملف الكهرباء، ويبدو في هذا الإطار أن الوزير باسيل كمن لم يغادر وزارة الطاقة والنفط يوماً. يعتبر باسيل أن “طروحاتنا انتصرت اليوم، وأقصى ما فعلوه هو أنهم أخّروا التنفيذ حوالى 5 أشهر ليس أكثر. المشكلة أن أكثرية الذين يتحدثون في هذا الملف لا يفهمون فيه شيئاً. أحد الوزراء (في إشارة ضمنية إلى نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني) حين يتحدث في ملف الكهرباء في اجتماعات الحكومة نضحك عليه جميعاً، ثم يخرج إلى الإعلام ليتحدث كمن يفهم في الملف. مجلس الوزراء أخذ القرارات المناسبة، وستكون هناك كهرباء قبل الانتخابات النيابية حكماً، مع العلم أننا كـ”تيار” لا نستفيد انتخابياً من هذا الموضوع. الخطة موضوعة منذ أيامي في وزارة الطاقة وعرقلونا منذ الـ2010. أتينا بالبواخر لحين إنجاز المعامل على البرّ، فعرقلوا إنجاز المعامل على البرّ، وحاولوا مجدداً عرقلة البواخر تحت شعارات واهية. الشركة التركية هي الأفضل وحصلنا على الأسعار الأفضل منها بموافقة مجلس الوزراء سابقاً. وحين أتينا بالشركة التركية كانت الوحيدة التي تصنّع المعامل العائمة (البواخر) بانتظام. أرسلت وفداً يومها إلى الولايات المتحدة لمقابلة مسؤولي شركة أميركية فتبيّن أنهم لم يصنّعوا بعد اي باخرة، لكنني أبقيت ملف الشركة الأميركية للضغط على الشركة التركية لتخفيض الأسعار، كما ألزمت رئيس الشركة بتوقيع تعهد قانوني بدفع غرامة 25 مليون دولار في حال تبيّن أنها دفعت عمولة في هذا الملف”.

لماذا لم نخصص الكهرباء لنوفر على الخزينة؟ يجيب باسيل: “لأننا نبني المعامل بكلفة أقل من القطاع الخاص، ولأن كلفة الكهرباء سترتفع عندها”.

اليونيفيل والاستنفار الدبلوماسي

يصرّ وزير الخارجية على استعراض المواجهة الدبلوماسية التي خاضها ضد مساعي إسرائيلية كما يقول لتوسيع صلاحيات اليونيفيل. يقول: “بعد انتهت “داعش” يحاولون الضغط اليوم من بوابة اليونيفيل. أجرينا استنفاراً دبلوماسياً لتطويق المساعي الإسرائيلية، ونجحنا مع الدول الصديقة في إجهاض تلك المساعي. التصويت سيتم فجر الخميس 31 آب في مجلس الأمن، وتمكنّا من الإحاطة بالموضوع كما يجب، وسنبقي على استنفارنا الدبلوماسي قائماً”.

ولماذا لا نستفيد من نجاح الـ1701 في الجنوب لنطلب توسيعه ليشمال الحدود الشرقية والشمالية؟ يجيب باسيل: “نرفض التفريط بسيادتنا. علينا ان نفخر بان جيشنا حرر حدودنا الشرقية ووضع العلم اللبناني على الحدود. لماذا علينا أن نطلب اليونيفيل؟”

وعن العلاقة مع الأطراف السياسية، وفي طليعتها “حزب الله” وتيار المستقبل و”القوات اللبنانية”، أكد باسيل أن الأمور تسير بحسب “القطعة” وتتبدل بحسب الملفات. لكن ما كان لافتاً تأكيده أكثر من مرة أنه قال ويقول لـ”حزب الله” أن التوافق معه هو ضمن الحدود اللبنانية وأنه غير معني بما يقوم به خارج الحدود ولا يوافق عليه.

ملاحظات على هامش اللقاء:

  • نظمت مستشارة الوزير باسيل الإعلامية الزميلة ألين فرح اللقاء بنجاح، وكان اللقاء الجامع الأول لباسيل مع المواقع الإلكترونية.
  • أظهر باسيل أنه يفتقد للياقات الدبلوماسية في التعاطي مع الإعلاميين إذ لجأ إلى الاستهزاء أكثر من مرة خلال اللقاء وحاول السخرية من أسئلة صحافية بشكل لا يليق بوزير خارجية.
  • كلام باسيل في أكثر من موضوع أعطى انطباعاً بأن العلاقة مع تيار المستقبل تمرّ بمرحلة متوترة، كما أنه لم يوفر ضمنياً “القوات” من بعض الغمز الواضح، رغم تأكيد الزميلة الين فرح بعد اللقاء أن باسيل مصر على كل تحالفاته وأنه لن يقبل بعودة أي علاقة الى الوراء.