IMLebanon

ساندي تابت: هذه رسالتي للملكة الجديدة!

كتبت رنا أسطيح في صحيفة “الجمهورية”:

بعد أقلّ من شهر، تُسلّم ملكة جمال لبنان ساندي تابت تاجها إلى ملكة جديدة ستتربّع على عرش الجمال اللبناني، وذلك بعد سنة قامت فيها الملكة الشابّة بعدد كبير من النشاطات الإنسانية والاجتماعية وساندت فيها قضايا بارزة، تبدأ بمرض التوحّد لدى الأطفال وتمرّ بالشيخوخة ولا تنتهي لدى حقّ المرأة بالتعلّم والوقاية من العنف وأهمية تمكينها في المجتمع اللبناني… وفي حديث خاص لـ «الجمهورية» تكشف ملكة جمال لبنان ساندي تابت أبرز المحطات التي ستحتفظ بها بالذاكرة منذ لحظة الفوز في 22 تشرين الأوّل 2016، كاشفةً عن رسالتها الخاصة للملكة التي ستخلفها.

عندما تستعيد لحظة انتخابِها، تشعر ملكة جمال لبنان لعام 2016 ساندي تابت بأنّ الأمر كلّه كان أشبه بحلم، وأنّ الوقت مرّ أسرع ممّا كانت تتصوّر رغم أنّ كلّ لحظة فيه وُظِّفَت بشكل إيجابي ومنتج، لتكون الملكة متواجدةً كما شاءت لدعم القضايا التي تمسّها والتي تعتبرها ضرورة ملحّة في مجتمعنا.

لحظة لا توصَف

في هذا الإطار تقول: «أتذكّر لحظة التتويج، التي بدت لي في حينها خارجةً عن الزمن، كانت السعادة لا توصف وهي لحظة مفصليّة غيّرت الكثير في حياتي».

وعمّا تغيّر في الملكة الشابة بعد التاج واللقب، تقول: «لا شك في أنّ الفوز بلقب ملكة جمال لبنان يغمر أيَّ فتاة بمزيد من الثقة بالنفس، ولكن في الوقت نفسه بالمسؤولية، إذ نشعر معه أننا بحاجة لتحقيق الكثير والارتقاء الى ما يتطلّبه الأمر من نشاطات ومواقف لنخدم اللقب بأفضل صورة، ونوظّفه بشكل فاعل لدعم القضايا المحقّة، لا سيّما منها الإنسانية التي بحاجة دوماً إلى وجوه بارزة تسلّط عليها الضوء وتدفع نحو جعلها محطَّ اهتمام الرأي العام، سواءٌ لناحية التوعية أو لناحية البحث عن حلّ للمشكلات المرتبطة بها».

الملكة التي مثّلت لبنان في مسابقات الجمال العالمية، تتحدّث عن مشاركتها في برنامج Beauty with a Purpose ضمن مسابقة ملكة جمال العالم، وتروي: «في هذه المسابقة كان من المفترض أن نختار موهبة نقدّمها وقد اخترت حينها موهبة الرقص الشرقي وشاركت بمختلف فئات المسابقة وكانت تجربة رائعة بالنسبة لي وسعدت بلقاء الملكات من مختلف الجنسيات».

كان همّي ضحكتهم!

وعن نشاطاتها خلال فترة عهدها، تقول: «عندما فزت اخترت قضيّة التوحّد، وقد عملت عليها بشكل حثيث، فوضعت لائحة بالجمعيات المختصّة وزرتها وقمت بنشاطات كثيرة مشتركة مع هذه الجمعيات وكان كل همّي أن أرى الضحكة على وجوه هؤلاء الملائكة الصغار» .

وتضيف: «والحقيقة انني لم استطع أن أكتفي بقضية واحدة وأحببت أن ألقي الضوء على موضوعات اجتماعية أخرى مثل موضوع المرأة وقمت بأكثر من نشاط في هذا المجال وبالتعاون مع جمعيات مختلفة في لبنان، وجمعنا تبرّعات كثيرة تصبّ في هذا الإطار، كذلك أحببت زيارة مناطق مختلفة في لبنان والقيام بنشاطات فيها، ومنها مدينة بعلبك الساحرة وغيرها من مناطقنا الجميلة، وقد كانت سنتي رائعة وأنا سعيدة جداً بكلّ ما قمت به لا سيّما أنني تعاونت خلالها مع أكثر من 35 جمعية في لبنان».

على صفحات الملكة على السوشال ميديا تكتظّ الصور التي تفصّل فيها النشاطات التي قامت بها في مختلف المناطق اللبنانية ومع جمعيات متنوّعة الاتجاهات والاهتمامات.

أما في ما خصّ دعم أطفال التوحّد والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وهي القضية الأولى التي تبنّتها تقول: «هذه القضية تعني لي الكثير لأنني أشعر أنّ هذا الموضوع لا يحظى بالاهتمام الكافي على المستوى الرسمي، ويجب إيلاؤه أهمية أكبر ودعمه من قبل الدولة لأنّ لهؤلاء الأطفال احتياجات يجب تلبيتها ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع، وثمّة صحافة كتبت أنّ سبب اهتمامي بأولاد التوحّد هو أنّ أخي يعاني من التوحّد، ولكن ذلك غير صحيح فهو لديه تأخّر في النطق وليس توحّد».

العمل المسرحي

وتفتخر الملكة الشابّة بتجربة مميّزة خاضتها خلال هذه السنة من خلال مشاركتها في عمل مسرحي إلى جانب الكاتب والمخرج والممثل المسرحي المعروف جورج خبّاز، حيث تقول: «التجربة كانت رائعة ضمن مسرحية «مش مختلفين» في قصر المؤتمرات في ضبية، وذهب ريع المسرحية لدعم جمعية «أكسوفيل» التي تُعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة».

ومع اقتراب موعد تسليم التاج تقول ساندي: «أشعر أنّ الوقت مرّ بسرعة وكنتُ أتمنّى لو أنّ باستطاعتي أن أضيف شهوراً أكثر وأكثر لأقوم بكثير من الأمور بعد ولكنّ نشاطاتي لن تتوقف بالتأكيد مع نهاية ولايتي».

تجربة غنيّة

وعن مشاعرها إزاء نهاية عهدها تقول: «سعيدة وحزينة في الوقت نفسه، ولكنني أدرك جيداً أنّ كل الامور في الحياة تنتهي وكل سنة ستتعاقب صبية جديدة على حمل اللقب والتاج وأنا أتمنى كل التوفيق لمَن ستكون ملكة جمال لبنان لعام 2017 وأتمنى أن تكون سنتها موفّقة ومثمرة».

وتضيف: «عندما حصلت على اللقب كنت أبلغ العشرين من عمري فقط وفي هذه السن الصغيرة، تحمّلت مسؤولية كبيرة وأوقفت دراستي الجامعية في مجال الاقتصاد، لكي أستطيع أن أقوم بمهام الملكة على أكمل وجه ولا شك أنّ التجربة كانت غنيّة جداً بالنسبة لي وأنا فخورة وسعيدة بكل ما قمت به».

الجمال ليس كافياً لوحده

وعمّا إذا كان الجمال له الاولوية بالنسبة لها خصوصاً بعد حملها لقب ملكة جمال لبنان، تقول: «الجمال لا شك مهم ولا يمكن أن نتغاضى عن هذه الحقيقة، ولكنه غير كافٍ لوحده ويجب أن يكتمل بالثقافة والعلم ولهذا أنا عازمة على العودة لنيل شهادة دراسات عليا في مجال الاقتصاد بعد تسليم التاج».

وعن جمال ساندي نفسها والذي شكّل مسألة أخذ ورد على السوشال ميديا بعد انتخابها وكان محطّ آراء متضاربة، تقول: «لو أردتُ أن أردّ على ما حصل لكنتُ قرّرت أن أصرّح حول الموضوع وأعطي موقفاً، لا سيّما أنّ اليوم لكلّ إنسان منصّته الخاصة على السوشال ميديا والتي يستطيع من خلالها أن يعلن عن موقف يريده أو يوصل فكرة، وبالنسبة لي كان خياراً شخصياً بألّا أردّ، لأنّ الجمال نسبي ولا يمكن أن يتّفق كلّ الناس على شخص واحد أو معايير واحدة».

وعمّا إذا كانت تعتزم دخول مجال التقديم أو التمثيل أسوةً بملكات سابقات، تقول: «تلقيت عروضاً عدّة خاصة في مجال التمثيل ولكنني ما زلت أفكّر ما هي الخطوة التي ستكون الأنسب لي».

التاج ثقيل!

وتختم المكلة الشابة حديثها بالقول: «كانت هذه السنة جميلة جداً بالنسبة لي وقد اختبرت حلوَها ومرَّها وأنا آخذ الأفضل من كل تجربة أمرّ بها في الحياة، ولهذا سعيت لإعطاء أفضل ما عندي للقب الذي حملته وبلدي الذي مثّلته بفخر والقضايا التي أخترت أن أدعمها وأتبنّاها، وسعيت أن أترك أثراً وبسمةً لدى كل شخص التقيته وأقول للملكة الجديدة أنّ التاجَ ثقيل ليس فقط بوزنه بل بالمسؤولية التي تأتي معه فابذلي قصارى جهدك لحمله بفخر، وكما أنّ التاج مرصّع بالجواهر والماس، كوني مثل جواهره حجرةً ثمينةً ونادرةً فلا تشبهي سوى نفسك وقدّمي الأفضل لبلدك ولكل الناس الذين يشجّعونك ويحبّونك».