IMLebanon

مواقف الرياض تحرف المشهد اللبناني في إتجاه جديد

سُجّل تصعيد في الموقف السعودي من “حزب الله” بلغ حدّ وصفه بحزب “الشيطان” على لسان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان الذي غرّد أمس على صفحته الرسمية عبر “تويتر” قائلا “ما يفعله حزب “الشيطان” من جرائم لا إنسانية في أمّتنا سوف تنعكس آثاره على لبنان حتما، ويجب على اللبنانيين الاختيار معه او ضده. دماء العرب غالية”.

وفي هذا الاطار، اوضحت مصادرمطّلعة للوكالة “المركزية”، “انّ الموقف السعودي حرف المشهد السياسي في اتجاه جديد ننتظر إنقشاع الرؤية لمعرفة ملامحه، بعد الحصول على اجابات عن تساؤلات عمّا اذا كان كلامه مجرّد موقف تعبيري ناتج عن “تشخيص” وتوصيف للواقع السياسي القائم، او ابعد من موقف رفضي لسياسات “حزب الله” انما رسالة سياسية في اتّجاهين داخلي وخارجي، الى “حزب الله” لها علاقة بالنظام السوري لناحية المحاولات التي يقوم بها لفكّ الطوق عنه اقليمياً، او الى ايران عشية الزيارة السعودية الى طهران لمناقشة قضية المقار الدبلوماسية والقنصلية السعودية فيها والقول لها “علاقتنا معك شيء ومع دورك الاقليمي و”اذرعتك العسكرية” في المنطقة شيء اخر”.

وتوقّفت المصادر “عند ما اعتبرته “توصيفا لافتا ومتقدّما” للسعودية لـ”حزب الله” بوصفه “حزب الشيطان”، وسألت “هل هذه التغريدة-الرسالة تعني بأن الوقت حان لفكّ “المساكنة” التي بدأت في لحظة معيّنة مع “حزب الله”، وان السعودية ستتعامل مع لبنان على قاعدة انه “قطر اخرى” بعد استقالة الرئيس سعد الحريري وحلفائه من الحكومة، وبالتالي فرض حصار على لبنان كما يحصل مع قطر راهناً؟ وماذا سيكون مصير الاستقرار الذي تحرص عليه السعودية في حال سلكت الامور في لبنان هذا الاتّجاه”؟

وكشفت “عن اتصالات لبنانية من قوى سياسية عدة مع جهات خارجية لمعرفة ابعاد موقف الوزير السعودي وما يحمل من مؤشرات، خصوصاً ان المواقف التي اطلقها خلال زيارته لبنان منذ ايام لا تخرج عن سياق “الكلاسيكية” لناحية تأكيد المملكة على اهتمامها بلبنان وبملفات المنطقة ورفض الدور الايراني، علماً ان زيارة السبهان كانت تحت عنوان “الدور السعودي في مواجهة الدور الايراني”.

ونتيجة لتغريدة السبهان، اعتبرت المصادر “اننا دخلنا في مرحلة سياسية شبيهة بمرحلة بدايات الثورة السورية، بحيث يُعاد فيها رسم مستقبل سوريا على وقع تصعيد في المواقف”، لافتةً الى “ان التغريدة تقطع الطريق على “الكلام التبشيري” حيال دخول المنطقة مرحلة جديدة على قاعدة تفاوض ايراني-سعودي يعمل على ترسيم مواقع النفوذ وحدودها لكل منهما، الا انها في الوقت نفسه تفتح الباب امام حوار بينهما، لكن تحت سقف الرفض السعودي لـ”الاذرع العسكرية” لايران في المنطقة”.