IMLebanon

5 سيناريوهات لتعامل أميركا مع أزمة كوريا الشمالية

 

تقرير “العربية”:

اعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس رداً على اختبار كوريا الشمالية لقنبلة هيدروجينية ان “أي تهديد للولايات المتحدة أو أراضيها، ومنها غوام ومنها حلفاء الولايات المتحدة، سيتم الرد عليه ردا عسكريا عظيما فعالا وساحقا”.

كلام ماتيس هذا تلى تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر “توتير”، بأن الرد الأميركي سيكون “بالنار و الانتقام” وبأن الولايات المتحدة تفكر بوقف كل التجارة مع أي دولة تتعامل مع كوريا الشمالية.

فما هي السيناريوهات والخيارات الأميركية للتعامل مع بيونغ يانغ وما هي التحديات التي تواجه واشنطن في تطبيقها؟

الحل العسكري

الحل العسكري ينقسم إلى احتمالين: حرب شاملة هدفها التخلص من نظام عائلة كيم وضرب أهم مواقع الترسانا النووية، وهو يسمى “سيناريو قطع الرأس”.

أما الاحتمال العسكري الثاني فيتمثل بضربات محدودة هدفها البعث برسالة إلى كوريا الشمالية بأن الولايات المتحدة جدية في ردها. لكن هذا السناريو “خطر وغير واقعي”، كما يقول تيموثي هيث، الباحث في “معهد راند” والمحلل السابق في قيادة منطقة المحيط الهادئ في وزارة الدفاع الأميركية. فلكوريا الشمالية قوات تقليدية موجهة نحو عاصمة كوريا الجنوبية سيول، التي يعيش فيها 25 مليون كوري، وأي رد من بيونغ يانغ سيؤدي إلى مقتل الآلاف منهم، بالإضافة إلى استهداف حوالي 30 ألف جندي أميركي متمركزين في كوريا الجنوبية، كما يقول هيث. بالإضافة إلى أن “أي حرب هناك ستؤدي إلى مشاركة الصين وروسيا وغيرهما من الدول”، كما يقول مارك فوكس، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لمنطقة المحيط الهادئ. فالصين ستضطر إلى التعامل مع ملايين الكوريين الشماليين الفارين من الحرب وستكون مسؤولة عن حل الأزمة الإنسانية التي ستعقب أي ضربة عسكرية.

احتمالية هذا الحل: ضئيلة.

2 – حرب إلكترونية

يقول هيث إن الولايات المتحدة قد تحاول استخدام فيروسات إلكترونية للتأثير على قدرة كوريا الشمالية على تطوير أسلحتها النووية، كما فعلت الولايات المتحدة وحلفائها ضد برنامج طهران النووي. لكن “كوريا الشمالية بلد معزول جدا وضربة إلكترونية تتطلب قدرة للوصول إلى مناطق تطوير الأسلحة النووية”، حسب هيث.

احتمالية هذا الحل: ضئيلة.

تطوير قدرات الردع والدفاع

قال ترامب إن الولايات المتحدة ستسمح لكوريا الجنوبية واليابان بشراء معدات عسكرية عالية التعقيد بكميات أكبر من العادة. هناك أيضا إمكانية، كما يقول هيث، نقل صواريخ نووية تكتيكية أميركية إلى كوريا الجنوبية، بدلا من الاعتماد على طائرات تحمل رؤوسا نووية تتمركز حاليا في جزيرة #غوام في المحيط الهادئ والتي تستغرق ساعات للوصول إلى كوريا الشمالية. لكن حسب هيث: “زيادة في عدد القنابل النووية الموجودة في شبه الجزيرة الكورية يزيد من الخطر واحتمالية التقدير الخاطئ، ولكن له أثر مباشر في تطمين سيول وهو رادع فوري لكوريا الشمالية”.

احتمالية هذا الحل: متوسطة.

العقوبات

غرد ترامب بأن الولايات المتحدة “تنظر.. في قطع التجارة مع أي دولة تتاجر مع كوريا الشمالية”. وفي هذا السياق، قال بروس كلينجر، وهو محلل سابق في الـ”سي. اي. ايه” إن قصد ترامب على الأغلب هو أن الولايات المتحدة “ستمنع الأشخاص والشركات والبنوك التي تتعامل مع كوريا الشمالية من التعامل مع البنوك الأميركية، وبالتالي ستقطع قدرتهم على استخدام النظام المصرفي الأميركي”. حيث إن الصين، وهي الشريك التجاري الأكبر لكوريا الشمالية، هي أيضا الشريك الأكبر للولايات المتحدة، ومن غير الواقعي قطع العلاقات التجارية معها. لكن كلينجر يقول إن هناك الكثير من البنوك الصينية التي تعرف وزارة الخزانة الأميركية عن تعاملاتها غير الشرعية مع نظام كيم بكوريا، ولكن لا يتم فرض العقوبات عليها لأسباب سياسية أو للضغط على بكين مستقبلا، ويتوقع أن يتم استخدام هذه العقوبات بصورة أكبر الآن. ويضيف كلينجر: “تم فقط استهداف بنك صيني واحد لتعاملاته مع كوريا الشمالية خلال أكثر من عقد”.

هناك أيضا احتمالية لاستهداف الوقود التي تشتريه كوريا الشمالية من الصين. رغم هذا، فتأثير مثل هذه العقوبات لن يكون كبيرا على كوريا الشمالية و”لن تردعها من إنتاج الأسلحة النووية”، كما يقول محلل وزارة الدفاع السابق تيموثي هيث.

احتمالية هذا الحل: عالية.

الديبلوماسية

انهارت أكثر المساعي الديبلوماسية الدولية جدية مع كوريا الشمالية خلال عهد الرئيس السابق جورج بوش بسبب إصرار كوريا الشمالية على تطوير أسلحتها النووية.

الآن، هناك بعض الأفكار الديبلوماسية التي تدعمها روسيا والصين تنادي “بالتجميد مقابل التجميد”، أي تجميد بينونغ يانغ لتطويرها لمزيد من الأسلحة مقابل تجميد الولايات المتحدة لتمارينها العسكرية مع كوريا الجنوبية. لكن بحسب هيث: “لا يمكن أن تسمح الولايات المتحدة للصين ولروسيا بالتحكم بعلاقتها مع حلفائها وشركائها”، كما أن تدريبات الولايات المتحدة العسكرية في منطقة شبه الجزيرة الكورية هي دفاعية، بينما صواريخ نظام كيم هجومية. رغم هذا، يقول الخبراء إن الديبلوماسية هي أفضل الطرق لتخفيف التوترات واحتمالية الحرب. ويقول المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية مارك فوكس: “يجب أن نعترف بأن الكوريين يمتلكون أسلحة نووية وأن نركز على الردع”.

احتمالية هذا الحل: متوسطة إلى ضئيلة.