IMLebanon

تحقيق IMLebanon: هذا هو سبب الزحمة في المطار… والـMEA تطلب “المعاملة بالمثل”

تحقيق سيرج مغامس:

قبيل عيد الأضحى المبارك شهد مطار رفيق الحريري الدولي زحمة بشرية غير مسبوقة ولا مثيل لها، إذ تجمهر المسافرون في صالة الإنتظار في المطار حيث وصلت الأرتال البشرية الى مسافات طويلة، فيما امتدت فترة الإنتظار الى ثلاث ساعات وأكثر بسبب كثرة رحالات الحج الى مكّة المكرمة تزامنا مع عيد الأضحى بالإضافة الى عودة المغتربين الى بلدانهم.

اذاً مطار بيروت إكتظ على مدى أسبوع بالمسافرين الذين علقوا فريسة الإنتظار بسبب سوء التجهيزات وعدم توسيعه من قبل المعنيين والمسؤولين، خصوصا أننا بتنا على أبواب العام 2018 فيما المطار لم يشهد لأي عملية ترميم أو توسيع منذ أكثر من 15 عاما بينما ازداد عدد السكان بشكل كبير بالإضافة الى عدد المغتربين، اذ ان المطار الذي كان مهيأَ لإستقبال 6 ملايين شخص في السنة أصبح يستقبل 9 ملايين ضمن إمكانات ضئيلة ومتواضعة ما قد يؤثر سلبا على المسافرين.

لكن هل من سبب آخر وراء هذا الإزدحام والإكتظاظ؟ وهل لشركات الطيران الأجنبية دخل في هذا الأمر؟ وما هو عدد تلك الشركات في لبنان؟ وماذا تقول الـMEA بشأن هذا الموضوع؟

3 أسباب أدت الى هذا الإكتظاظ

مدير الطيران المدني في لبنان محمد شهاب الدين يؤكد في حديث لـIMlebanon أن “ما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي خلال عيد الأضحى يعود سببه لعدم قدرة المطار على إستيعاب هذا الكم الهائل من المسافرين في آن واحد”. ويشدد على أننا “بصدد زيادة تجهيزات أمنية حديثة ولكن هذا الأمر لا يزال طور المناقشة في دائرة المناقصات”.

ويرجع شهاب الدين سبب الزحمة الكبيرة الى 3 أسباب:

أولا، الإزحادم حصل بسبب الحج فعدد المسافرين وصل الى 16 ألف شخص وجميعهم يريدون السفر في الوقت نفسه.

ثانيا، زيارة الحج الى النجف العراقية زادت أيضا من الإزدحام لانها تزامنت مع الزيارات الى مكّة.

ثالثا، المواطنون اللبنانيون الذين أتوا من بلدان الإغتراب يريدون العودة خصوصا أن المدراس في الدول الاجنبية تبدأ في أوائل أيلول.

لذلك هذه الأسباب الثلاث أدت الى هذا الضغط الكبير.

ويضيف شهاب الدين: “نسعى الى توسعة المطار لأنه مهيأ لإستقبال 6 ملايين شخص فيما نستقبل تقريبا 9 ملايين شخص، لذلك من الطبيعي ان نشهد إزدحاما كبيرا في المطار، وطبعا الناس ستتذمر من الوضع ولكن لا خيار آخر لدينا”.

الشركات الأجنبية مهمة في لبنان… وهل الـMEA قادرة على التعويض؟

وعما إذا كان بإمكاننا التخفيف من عمل الشركات الأجنبية وإعطاء المزيد من الرحالات الى طيران الشرق الاوسط الوطنية، يردّ شهاب الدين: “لا يمكننا فعل ذلك لانه مثلما تذهب الشرق الأوسط الى الدول الأجنبية فايضا شركات الدول الاجنبية يجب ان تأتي الى لبنان وإلا لن نعامل بالمثل ولن تحصل طيران الشرق الأوسط على إذن للتوجه الى تلك الدول، وهذا الأمر أشبه بعملية التبادل”.

ويضيف: انه “من الأصول أن يكون عندنا شركات أجنبية تأتي الى لبنان ولو حصل إزدحام فهذا طبيعي، ويهمنا ان تزداد الثقة بالمطار لانه عندما تتوجه الشركات العالمية الى لبنان فنحن نزيد الثقة ببلدنا أيضا، والمطار هو نقطة التواصل بين لبنان والخارج، والسؤال هو هل يمكن لشركة طيران الشرق الأوسط إستيعاب كل هذه الرحالات وهي لا تملك سوى 20 طائرة؟ فهي غير قادرة على تحمل أعباء سفر أكبر لكي نخفف من عدد الرحلات الاجنبية”.

ويكشف شهاب أن “عدد شركات الطيران الاجنبية التي تسافر من وإلى لبنان هو 60 شركة تقريبا موزعة من مختلف دول العالم، وحتى ان بعض الدول لديها أكثر من شركة تحط وتقلع من مطار رفيق الحريري الدولي”.

وأمل شهاب الدين أن “تتطور شركة الطيران الأوسط لكي تحصل على عدد رحلات أكبر، ولكن اليوم هذا الأمر غير وارد لأن أسطولها مؤلف من 20 طائرة، فهي تملك 15 طائرة تسيّر عليها الرحلات فيما تؤجر 5 طائرات أخرى”.

ويشدد على أن “الزحمة التي حصلت ليست بسبب شركات الطيران الاجنبية وإنما بسبب الرحالات الى النجف العراقية، والى مكّة المكرمة، بالإضافة الى عودة اللبنانيين الى مراكز عملهم في الخارج”.

ويوضح شهاب الدين انه “لدى عودة المسافرين لم نشهد زحمة كبيرة في المطار لأن عودتهم كانت أخف وطأة خصوصا أنهم لا ينتظرون في القاعة بل يخرجون من المطار ويتوجهون مباشرة الى سيارة الأجرة أو الى المرآب، من دون أن ننسى أنه لدى سفر المواطنين هناك تدابير أمنية يجب إتخاذها ما يؤدي إلى إزدحام”.

بالأسماء.. هذه هي الشركات الأجنبية في لبنان

إذاً، عدد شركات الطيران الأجنبية في لبنان يصل تقريبا الى 60 شركة وبعض الدول تملك أكثر من شركة طيران واحدة تسير رحالات لها من وإلى لبنان، وهي:

الخطوط الفرنسية، الخطوط الجزائرية، الملكية المغربية، الايطالية، بلافيا، الخطوط البريطانية، الخطوط الروسية، طيران البلطيق، الخطوط البلغارية، التشيكية للطيران، طيران كارغولوكس، الخطوط القبرصية، طيران الإمارات، الخطوط الاثيوبية، الاتحاد للطيران، فلاي دبي، الخطوط العربية، طيران الخليج، طيران سلوفاكيا، الخطوط الجوية الدولية هامبورغ، الخطوط العراقية، الخطوط الايرانية، الخطوط اليمنية، الجزيرة للطيران، الخطوط الجويه الصربية، أطلس غلوبال، الخطوط الكويتية، لوفتهانزا، الخطوط البولندية، الخطوط الالمانية، الخطوط الماليزية، مصر للطيران، الخطوط الجوية الأرمنية، الناصر للطيران، الخطوط النمساوية، طيران ناس، بيغاسوس، الخطوط القطرية، روتانا جت، الملكية الأردنية، تاروم، سمول بلانيت، الخطوط الجوية الاسكندنافية، السورية، خطوط جرمانيا، إيروفلوت، الخطوط السعودية، الخطوط التركية، الخطوط التونسية، طيران أوم، خطوط فيولينغ الجوية، الطيران العماني.

ما هو موقف شركة طيران الشرق الأوسط (MEA) من هذه الزحمة؟ ما هو عدد أسطولها؟ وهل تُعَامَل مثلما يُعَامِل لبنان الشركات الأجنبية؟

18 طائرة MEA الى 32 وجهة دولية… والقدرة على تطوير المطار متاحة

مسؤولة العلاقات العامة في شركة طيران الشرق الأوسط ريما ميكاوي تؤكد لـIMlebanon أن “أسطول شركة طيران الشرق الأوسط يتألف من 18 طائرة آرباص:5 A330  و 13 A320. وتسيّر الميدل ايست من قاعدتها الأم في مطار رفيق الحريري الدولي ـ بيروت، رحلاتها إلى 32 وجهة دولية في أوروبا والشرق الأوسط وغرب افريقيا.

وعن الفوضى التي شهدها مطار رفيق الحريري الدولي في الأسابيع الماضية، توضح ميكاوي أن “ما شهده المطار من زحمة في الأسابيع الماضية  يظهر عدم إمكانية المطار من استيعاب هذا العدد الهائل من المسافرين، فهو أعد لاستيعاب 6 ملايين راكب بينما يستقبل حالياً 9 ملايين مسافر. و عندما نقول بضرورة تحديد عدد الرحلات الأجنبية فإننا لا نغلق الباب أمام المنافسة بل لتجنب الازدحام الشديد الذي إنعكس سلباً على مستوى الخدمات وعلى راحة المسافرين”.

وتضيف انه”لا بد في القريب العاجل من تطوير أنظمة المطار القديمة جداً بموازنة 100 مليون دولار، خصوصا أن المطار يؤمن إيرادات للدولة تفوق 300 مليون دولار سنوياً. فكيف يمكن عدم صرف هذا المبلغ على هذا المرفق الحيوي بعد عشرين سنة من تشغيله؟ كما يجب الإسراع في إطلاق المرحلة الأولى من توسعة المطار وفق المخطط التوجيهي الذي تعده وزارة الأشغال العامة و النقل مع شركة دار الهندسة”.

بالأرقام… هذا هو عدد رحلات الـMEA مقارنة مع الشركات الأجنبية

وعما إذا كانت تُعَامَل شركة طيران الشرق الأوسط مثلما يُعَامِل لبنان الشركات الأجنبية، كالحصول على عدد كاف من الرحلات الجوية، تشرح ميكاوي أن “مجموع عدد رحلات الـ”ميدل إيست” يشكّل نحو 39% من رحلات مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، كذلك الأمر بالنسبة إلى عدد المقاعد المعروضة للشركة والتي تبلغ نحو 3،5 مليون مقعد، من أصل نحو 10 مليون مقعد، أي أن حصة الشركة من عدد المقاعد المعروضة هي 35%”.

وتشير الى أننا “نؤيّد الأجواء المفتوحة والشركة مستعدة للمنافسة ونطالب أن يكون لنا إمكان الدخول إلى أسواق الغير كي نتمكّن من المنافسة. فأهلاً وسهلاً بالجميع، ولكن ليسمحوا لنا أيضاً بزيادة رحلاتنا إلى أسواقهم، أي بضرورة المعاملة بالمثل عند الحاجة”.

وتكشف ميكاوي بالأرقام ما هو عدد رحالات الـ”ميدل إيست” أسبوعياً:

– 22 رحلة إلى الإمارات العربية المتحدة، فيما تسيّر الشركات الاماراتيَة 65 رحلة في الأسبوع.

– إلى قطر 8 رحلات أسبوعياً وشركاتها تسيّر 28 رحلة.

– إلى العراق 21 رحلة أسبوعياً وشركاته تسيّر 28 رحلة.

– إلى تركيا 14 رحلة أسبوعياً وشركاتها تسيّر 46 رحلة.

– إلى ألمانيا 7 رحلات أسبوعياً وشركاتها تسيّر 18 رحلة.

وتشرح ميكاوي: “يقول البعض إن فتح الأجواء من شأنه أن يزيد عدد السيّاح إلى لبنان، فيما الواقع يبين حتى الآن أن الشركات الأجنبية تأتي إلى سوق بيروت لتأخذ المسافرين إلى بلدانها. على سبيل المثال، في العام 2016 كان سوق طائرات النقل العارض ناشطاً، نقل نحو 300 ألف مسافرا، كانت حصّة الـ”ميدل إيست” منها 15 ألف مسافر فقط أي بنسبة 5%، هل هؤلاء المسافرون سيّاح جاءوا إلى لبنان؟ أو سيّاح لبنانيون سافروا إلى الخارج؟ طبعاً لم نشاهد سائحاً أجنبيا أو لبنانيا قصد لبنان على متن طائرات “شارتر” بل العكس هو الصحيح”.

هذه هي خطة التطوير… و15 طائرة جديدة في 3 سنوات

أما بالنسبة لخطط الـ”MEA” لتطوير عمل الشركة، تؤكد ميكاوي أن “طيران الشرق الأوسط تركّز على تحقيق نمو مطرد إضافة الى تعزيز أرباحها، بالتناغم مع تقديم خدمة فاخرة للغاية إلى مسافريها. لذلك تسعى الشركة دائما الى تطوير اسطولها الجوي، فنحن اليوم نشغّل أحد أهم الأساطيل الجوية في العالم، حيث أنٌ معدّل عمر الطائرات هو 5 سنوات ونصف السنة مزودّة بأحدث التجهيزات.

وقد قامت الشركة بتوقيع عقد طلب لشراء طائرات جديدة صديقة للبيئة سيتوالى استلامها خلال السنوات القادمة كما يلي:

العام 2019: 5 طائرات A321 NEO.

العام 2020: 3 طائرات A321 NEO + طائرتين A330 أو B787.

العام 2021: 3 طائرات A321 + طائرتين A330 أو B787.

ومواكبة لمتطلبات العصر قامت الشركة بما يلي:

1- افتتاح مركز الطيران التشبيهي لتدريب الطيارين في أكاديمية بيروت للطيران.

2- افتتاح مركز الشحن الجوي الجديد الذي يتمتع بمواصفات عالمية بحيث أصبحت عملية معالجة الشحن تتم وفق أعلى المعايير الدولية والأمنية المعتمدة عالمياً.

3- تأسيس شركة Cedar Executive التي تهدف الى استثمار النقل الجوي العارض بين لبنان والخارج لنقل رجال الاعمال والشخصيات الرسمية.

4- تجديد و تحديث صالة السيدرز  Cedar Lounge تماشياً مع متطلبات العصر.

وتشدّد ميكاوي على أن “الشركة الصغيرة في حجمها، ولكن الكبيرة في سمعتها وتاريخها وعراقتها، أثبتت أنها  قادرة على مواكبة التطورات في عالم الطيران وعلى التجدد الدائم والتطور والمنافسة عبر تقديم أفضل الخدمات بأفضل الأسعار وفي أصعب الظروف”.