IMLebanon

شجِّعوا أولادكم على تناول الفطور قبل المدرسة

 

كتبت سينتيا عوّاد في “الجمهورية”:

العام الدراسي على الأبواب والأهالي يحضّرون كل اللوازم المدرسية لأولادهم من كتب، أقلام، حقائب وملابس… لكن، لسوء الحظّ يتمّ غالباً إهمالُ جوانب عديدة مهمّة يمكن أن تؤثّر مباشرةً في أداء التلميذ الأكاديمي! فإلى جانب إختبارات أساسية مرتبطة بصحّة النظر والسمع، يجب على كل أمّ وأب التأكّد من حصول ولدهما على وجبة الفطور التي تلعب دوراً كبيراً في معدل علاماته طوال هذه الفترة. كيف؟ إليكم أبرز الحقائق العلمية التي يجب عدم غضّ النظر عنها إطلاقاً!من المُحتمل أنكم مللتم سماع الخبراء يشدّدون على أهمّية تناول الفطور الذي يُعتبر أهمّ وجبة غذائية خلال اليوم. لكن من السهل جداً الإمتناع عن الأكل صباحاً خصوصاً في ظلّ الإنهماك في ارتداء الملابس وتحضير الحقيبة أو حتى التأخّر في الإستيقاظ. يُقدّر أنّ 12 إلى 34 في المئة من الأولاد والمراهقين لا يحصلون على وجبتهم الصباحية.

وفي هذا السياق، شدّدت إختصاصية التغذية، راشيل معوّض، على “أهمّية أن يشجّع الأهالي أولادهم على تناول الفطور يومياً وأن يكون صحّياً لتلقّي العناصر الغذائية الضرورية لأجسامهم، وأيضاً الإفادة من الأمور التالية:

إستمداد الطاقة

إلى جانب النوم وممارسة الرياضة، يُعتبر الفطور من أفضل الوسائل لاسترجاع النشاط. إنه يشكّل فرصة ممتازة لتعزيز الحيوية من خلال تناول الكربوهيدرات الجيّدة كالخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، والشوفان، والفاكهة.

لفطور يضمّن طاقة مُستدامة، يُنصح بمزج الكربوهيدرات مع البروتينات، كالفاكهة واللبن، ورقائق الذرة المصنوعة من الحبوب الكاملة مع الحليب. تأكّدوا أنّ الفطور هو أفضل طريقة لمحاربة النوم في الصفّ!

تعزيز التركيز

وجدت الأبحاث أنّ الحصول على فطور صحّي يحسّن أداء الدماغ، خصوصاً التركيز والذاكرة. هذا أمر أساسي لاستيعاب معلومات جديدة وحفظها، والتمكّن من حلّ المسابقات.

تحسين العلامات

تبيّن أنّ الطلاب الذين يتناولون الوجبة الصباحية يكون أداؤهم الأكاديمي أفضل. ليس من المعلوم بعد سبب ذلك، ولكنّ العلماء يعتقدون أنّ الفطور يمدّ الجهاز العصبي بالمغذّيات الأساسية لرفع قوّة الدماغ. كذلك قد يكون التفسير أنّ الأكل صباحاً يمنع الجوع الذي قد يتعارض مع الأداء الأكاديمي، والسلوك، والثقة بالنفس.

وزن صحّي

يعقتد المراهقون أنّ حذفَ الفطور يُعتبر طريقة جيّدة لتفادي السعرات الحرارية وخسارة الوزن، لكنّ العكس هو الصحيح. الأولاد الذين يتفادون الأكل صباحاً تميل أوزانهم إلى أن تكون أعلى مقارنةً بنظرائهم الذين يحصلون على الفطور بانتظام. فضلاً عن أنّ الذين يتناولون وجبة صباحية يميلون إلى اختيار مأكولات صحّية أكثر خلال اليوم، الأمر الذي قد يؤثر إيجاباً في الوزن والصحّة على المدى الطويل”.

خيارات ذكيّة وسريعة

وأشارت معوّض إلى أنّ “العديد من الأولاد قد يلجأون غالباً إلى تناول الحلويات، وهذه عادة سيّئة جداً يجب وضع حدّ لها. يمكن فتح شهيّتهم على المأكولات الصحّية من خلال التحضير لهم أطعمة بشكل مُبتكر كرسم وجه مُبتسم بواسطة توست من القمح الكامل مع الجبنة ومزيج من الخضار، وتناول معهم الأطعمة ذاتها لحثّهم على التصرّف بالمثل…”.

وأكّدت أنّ “الفطور لا يحتاج إلى ساعات من التحضير، إنما يمكن الإستعانة بخيارات عديدة صحّية وسريعة ولذيذة كرقائق الذرة المصنوعة من الحبوب الكاملة مع كوب من الحليب، أو توست أو خبز مصنوع من الحبوب الكاملة مع البيض أو الجبنة أو اللبنة ومجموعة خضار، أو كوب من اللبن مع فاكهة طبيعية”، داعيةً إلى “الحدّ من عصير الفاكهة المعلّب لاحتوائه نسبة عالية من السكر وافتقاره إلى الألياف، وبدلاً منه تقديم الفاكهة الكاملة والحرص أيضاً على تفضيل المياه واعتبارها المشروب الأول والأهمّ لترطيب جيّد يعزّز التركيز”.

أهمّية السناك

ومن جهة أخرى، أفادت خبيرة التغذية أنّ “معدة الأولاد تكون أصغر مقارنةً بحجم معدة البالغين، لذلك لا تكفيهم وجبة واحدة فقط طوال اليوم، إنما عليهم دعم الفطور بسناكات صحّية (فاكهة، وخضار، ورقائق الذرة المصنوعة من الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم) كل 3 أو 4 ساعات كحدّ أقصى لاستمداد الطاقة والتركيز، ومنع الجوع واللقمشة والإتجاه نحو الأكل غير الصحّي كالوجبات السريعة والتشيبس”.

وختاماً لفتت إلى أنّ “تشجيع الأولاد على تناول وجبة صباحية صحّية يومياً لن يُفيدهم فقط على الصعيد الدراسي، إنما سيبني لديهم أيضاً عادات غذائية صحّية تدوم مدى حياتهم”.