IMLebanon

أهالي العسكريين: سنتابع ملف التحقيقات حتى النهاية

 

كتب خالد موسى في صحيفة “المستقبل”:

بعد ثلاث سنوات من الإنتظار المرير، وعشية الحداد العام على العسكريين الشهداء، وفي اليوم الذي لطالما انتظروه طويلاً لمعرفة مصير أبنائهم، عاد أهالي العسكريين الشهداء الذين كان يختطفهم تنظيم «داعش» الإرهابي إلى خيمة «الإنتظار والوجع» في ساحة رياض الصلح في نهاية اليوم الطويل والصعب الذي كانوا بدأوه بلقائهم قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة مروراً بلقائهم وزير الدفاع يعقوب الصرّاف وصولاً إلى لقائهم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي. عادوا إلى الخيمة التي كانوا ينتظرون عودة ابنائهم إليها سالمين غانمين محمولين على الأكتاف بدلاً من عودتهم شهداء بعد كل هذه السنوات من العذاب والقهر، بعدما تبلغوا «الخبر اليقين» من العماد عون بأن الجثث عائدة لأبنائهم. هذه الخيمة التي لطالما احتضنتهم طوال سنوات اختطاف أبنائهم والتي شهدت على وجعهم وآلامهم وجبل ترابها بدموعهم صيفاً وشتاء.

ومنذ عودتهم إليها، غصت الخيمة بالمتضامنين الذين أكدوا الوقوف معهم في هذه المحنة. وشدّد الأهالي في حديث إلى «المستقبل» على أنهم «سيتابعون ملف التحقيقات حتى النهاية وسيحاسبون كل من له علاقة بملف أبنائنا ومن تآمر عليهم»، مطالبين بـ «إعدام الإرهابيين عمر وبلال ميقاتي المتورطين في قتل ابنائنا والتنكيل بهم».

وحدها دمعة أم خالد، والدة الشهيد خالد مقبل حسن، بقيت تذرف من عينها طوال الوقت، وهي تنفث دخان سيجارتها. وفالت في حديث إلى «المستقبل»: «اليوم تسكّر بيتي، خالد كان وحيدي ومعيل العائلة، فلم يعد لي أحد بعد رحيل خالد»، مشيرة إلى أن «هناك كثيرين تآمروا على أبنائنا، فما ذنبنا نحن بعد كل هذا الوجع الذي عشناه، وطالما كان بعض المسؤولين في الدولة يعرفون بأن ابناءنا قتلوا منذ زمن بعيد، فلماذا لم يرحمونا ويخبرونا من قبل، هذا هو وجعنا وقهرنا اليوم».

من جهته، يؤكد حسن يوسف، والد العسكري الشهيد محمد يوسف، في حديث إلى «المستقبل» أن «الخيمة في هذه الساحة ستبقى ولن نزيلها قبل جلاء الحقيقة في ملف أبنائنا وقبل محاكمة جميع المتآمرين والمتورطين في هذا الملف الذي لن نتركه مهما كلف الأمر»، مشيراً إلى أن «جثامين العسكريين سوف تمر في ساحة رياض الصلح بعد الإنتهاء من المراسم التكريمية في وزارة الدفاع لكوننا أعطينا عهداً ووفاء لأبنائنا بأن هذه الخيمة ستبقى حتى تحريرهم».

وفي شأن لقاء الأهالي مع قائد الجيش، شدد يوسف على أنه «تم التأكيد من قبل قائد الجيش واللجنة الطبية التي كانت مكلفة إجراء فحوص الحمض النووي بتكليف من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ومتابعة حثيثة من قبل الرئيسين عون والحريري بأن هذه الجثث تابعة لأبنائنا الشهداء»، مشيراً إلى «أننا تقبلنا الأمر بفضل الله بكل فخر وعزة وكرامة وكان لدينا ثقة كاملة منذ البداية بقائد الجيش بأنه لن يكون هناك تحريف أو لعب بالملف وبالفحوص».

وشدد على «أننا طلبنا من قائد الجيش متابعة موضوع التحقيقات وكذلك موضوع عمر وبلال ميقاتي اللذين لهما دور كبير في ملف أبنائنا كونه رئيس هذه المؤسسة وهؤلاء العسكريون الشهداء ينتمون إليها»، مشيراً إلى أن «قائد الجيش وعدنا بمتابعة هذا الموضوع حتى النهاية من خلال الطرق القانونية».

وفي شأن اللقاء مع رئيس الحكومة، أوضح يوسف أن «الرئيس الحريري وعدنا بمتابعة ملف التحقيقات حتى النهاية، وأكد لنا بأن هذه القضية هي قضيته أيضاً، فكما تابع قضية والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولم يتنازل عنها منذ 12 عاماً سيتابع هذا الملف بإصرار وخطوة بخطوة بالتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولن يسمح لأحد بتسييس هذا الملف أبداً أو اللعب والمساومة به».

من جهته، شدد نظام مغيط، شقيق العسكري الشهيد إبراهيم مغيط في حديث إلى «المستقبل» على «أننا سنتابع ملف التحقيقات حتى النهاية وسنحاسب كل الأشخاص الذين تآمروا على أبنائنا»، مشيراً إلى أن «مطلبنا واضح وهو إعدام الإرهابيين عمر وبلال ميقاتي المتورطين بهذا الملف».

وأكد على أن «القاتل يجب أن يقتل ودماء أبنائنا غير خاضعة للمساومة عليها»، لافتاً إلى أن «العهد الجديد كما وعدنا وفى بوعده ولكن للاسف عاد أبناؤنا شهداء، لكن هذا العهد يعمل بجدية ولنا كامل الثقة فيه وبأنه لن يسمح بأن تذهب دماء أبنائنا هدراً وبأنه سيسعى إلى إحقاق الحق في هذه القضية».

وشدد على أننا «نريد أن يفرح الشهداء في قبورهم بأننا أخذنا حقهم ودولتهم أخذت حقهم من الإرهابيين الذين نكّلوا بهم طوال الفترة السابقة»، مؤكداً أن «مطلبنا محق ولا نتنازل عنه مهما كلف الثمن ونحن نعتزّ بشهدائنا الذين هم شهداء كل الوطن أيضاً».

وفي شأن يوم التشييع، أوضح مغيط أن «الساعة التاسعة صباحاً سيكون هناك تكريم في وزارة الدفاع ومن ثم سيصار إلى مرور الجثامين لبعض الوقت في ساحة رياض الصلح ومن ثم تنطلق الجثامين إلى مسقط رأسها لتزف كل منطقة شهيدها كما تحب، فهؤلاء شهداء كل لبنان وليسوا شهداءنا وحدنا».