IMLebanon

أيام صعبة تنتظر لبنان… و”حزب الله” يصعّد!

تقول مصادر سياسية مراقبة للوكالة “المركزية”، إنّ التباينات الاميركية ـ الروسية على كثرتها، لن تحول دون إبصار التسويات المرتقبة لأزمات المنطقة وعلى رأسها أزمتا سوريا واليمن، النور بحلول العام المقبل. وفي المرحلة الفاصلة عن ذلك “اليوم المنتظر”، لن يكون لبنان بمنأى عن المخاض الدائر حوله، بل سيتأثر به بقوة، على حد تعبيرها.

فعلى رغم اتخاذ حكومة استعادة الثقة “النأيَ بالنفس” عن صراعات المنطقة، شعارا، وقد أدرجته في بيانها الوزاري وهدفُها حماية البلد الصغير من ترددات ما يجري في محيطه، سيكون من الصعب تحييد الساحة اللبنانية عن مستجدات الاقليم، بحسب المصادر، بفعل ما يبدو “قرارا” اتخذه “حزب الله” باستخدام لبنان منصّة لتحسين حصّة محوره الاقليمي في الحلول التي تطبخ للمنطقة عموما ولسوريا خصوصا، ولحماية رأسه أيضا من “السيوف” الكثيرة التي تتهدده عسكريا وسياسيا واقتصاديا.

وعليه، تتوقع المصادر أياما لبنانية “صعبة” في المرحلة المقبلة، ذلك أن الضاحية قد تكثف ضغوطها لفرض التطبيع مع دمشق، خدمةً لنظام الرئيس بشار الاسد، لكن أيضا لمحاولة استثمار معارك الجرود سياسيا عبر التسويق لكون محور “الممانعة” انتصر ولإبعاد أي مساءلة لسلاحه وتكريس ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”، في سلسلة ممارسات ستخلّف، بلا شك، سجالات سياسية محمومة.

وفي وقت تشير الى ان “الحزب” سيحوّل لبنان الى صندوق بريد لتوجيه رسائل الى العواصم الدولية والاقليمية، مستفيدا من موقع البلد الصغير على الخريطة، على حدود سوريا والاراضي الفلسطينية المحتلة، تقول المصادر ان ما سيزيد المناخات المحلية “تلبّدا” أيضا هو تخوّف حزب الله من أن تُرسم التسويات العتيدة، على حسابه وتطيح رأسه أو تحوّله الى حزب سياسي عادي أعزل، في المرحلة المقبلة. وتحسّبا، سيبدي تشددا إضافيا في الداخل علّه ينجح في وضع الدولة التي سيحتمي بجناحيها، في “قالب” يناسبه هو.

وتقول المصادر ان “الحزب” يستشعر “ذبذبات” كثيرة غير مطمئنة تدفعه الى التصلب والتصعيد وعدم التراخي، وتجعل قلقَه مبررا ومشروعا، اذ تدل وقائع كثيرة الى انه سيكون في دائرة الاستهداف في قابل الايام. فالكونغرس الاميركي يقترب من اقرار رزمة عقوبات اقتصادية جديدة عليه، في الاسابيع المقبلة مبدئيا، هدفها تجفيف منابع تمويله. وما يفاقم تردداتها هو توجّهٌ لدى دول “مجلس التعاون الخليجي” لكن أيضا لدى دول الاتحاد الاوروبي، لتبنّي هذه العقوبات. وسيأتي “الخناق” المالي هذا، ليضاف الى كون “الحزب” مدرجا على لائحة الارهاب في أكثر من عاصمة دولية فاعلة.

في الموازاة، يضاعف الأميركيون والخليجيون حملاتهم على “الحزب” ويبدو أنهم وضعوا تقليمَ أظافره، على رأس أولوياتهم. ففي غضون أيام قليلة، صوّب وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ووزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، عليه، مشترطين على ايران، سحبه من الميادين العربية ووقف ممارساتها المزعزعة للاستقرار فيها عبر “الحزب”، اذا كانت طهران تريد فعلا ترتيب علاقاتها مع الرياض. ولما كانت الجمهورية الاسلامية تبدو، بحسب مواقف أكثر من مسؤول ايراني، راغبةً باعادة مد الجسور مع المملكة، يصبح السؤال “هل يمكن أن تضحّي بـ”حزب الله” لتحقيق هذه الغاية”؟