IMLebanon

الدهون… الحل الأنسب لتجميل البشرة!

كتبت جنى جبور في صحيفة “الجمهورية”:

تختلف خيارات العلاجات التجميلية المتوافرة كالبوتوكس والفيليرز، وتقنية العلاج بالبلازما الغنيّة بالصفائح الدموية (PRP)، والأخرى المعروفة بالميزوثيرابي. إلّا أنّ حقن الخلايا الجذعية التي شاع استخدامها منذ 8 سنوات في لبنان تبدو واعدةً جدّاً، خصوصاً أنّ نتائجها قد تدوم مدى الحياة. فما هي هذه الحقن؟ وما هي تأثيراتها على البشرة؟

تُعتبر الخلايا الجذعية، العلاجَ الواعد للكثير من المشكلات الطبّية المستعصية. هذا ما جذب اهتمامَ العلماء للبحث عن طرق لتفعيلها والحصول على نتائج عجائبية. ولم تقتصر هذه الطريقة على الامور الطبّية فقط، بل تعدّتها لتدخل في الأمور التجميلية.

وفي هذا السياق، كان لـ»الجمهورية» حديث خاص مع إختصاصي الأنف والأذن والحنجرة والجراحة والتجميل الدكتور إبراهيم الأشقر الذي استهلّ حديثه قائلاً: «الخلايا الجذعية هي الخلايا الأم القادرة على الانقسام والتكاثر وتجديد ذاتها، لتعطي أنواعاً مختلفة من الخلايا المتخصّصة، كخلايا العظم والجلد والعضلات. بمعنى آخر، باستطاعتها إعطاء أيّ نوع من الخلايا، من خلال انقسامها وتمايزها لتصبح ذات خصائص محدّدة».

ما علاقة الدهون بالخلايا الجذعية؟

هذه الميزات جذبت اهتمام العلماء والأطباء الذين عملوا على استخدامها لعلاج العديد من الأمراض المزمنة، التي لا يوجد لها علاج شافٍ حتّى الآن، كالسكري مثلاً. اضافةً الى ذلك، اجتاح العلاج بهذه الخلايا المجال التجميلي وسجّل نتائج مميّزة.

فما هو حقن الخلايا الجذعية ذو الفوائد التجميلية؟ يقول د. الأشقر إنّ «نظرية العلاج بالخلايا الجذعية على المستوى الطبي، تقتضي بإعادة اصبع مبتور لأيّ شخص، كما يمكنها إعادة ترميم الكبد في حال تدميره.

أمّا في ما يخصّ التجميل، فسابقاً كنا نلاحظ عند استخراج الدهن من جسم الانسان لوضعه في الوجه، الارداف أو الصدر مثلاً، التحسّنَ الملحوظ الذي كان يطرأ على المنطقة ككل، دون أن نعلم السبب، الى حين اكتشاف وجود الخلايا الجذعية المركّزة وبكثرة في الدهن.

على الاثر، بتنا نستخرج الدهن من أيّ مكان في جسم الانسان، رغم أنّ النوعية الافضل تتواجد في الرجلين، ونعمل على تنفيذ العلاج به وفق 3 طرق مختلفة؛ تعتمد الطريقة الاولى على استخراج الدهون ووضعها في الجلد مباشرةً، في الوجه أو الصدر أو في الارداف مثلاً.

أمّا الطريقة الثانية والتي تُعتبر نتائجها الافضل، فتقتضي على استخراج كمية كبيرة من الدهن، وتقسيمها الى قسمين، على أن يتمّ وضعُ قسم منهما في آلة تقوم باستخراج الخلايا الجذعية الموجودة في كمية الدهن هذه، واضافتها الى القسم الثاني من الدهون المستخرَجة، وبالتالي نحصل على دهن يحتوي على كمية مضاعفة من الخلايا الجذعية. والطريقة الأخيرة، تتميّز باستعمال الخلايا الجذعية المستخرَجة من الدهون، وحقنها في المكان المرغوب».

حالات الإستعمال

وأضاف: «تُستعمل هذه الطرق، في حال كان الشخص يعاني من حروق في الجسم، فتتحسّن حالة جلده الى حدّ 90 في المئة. كما يمكن إجراء الحقن في الوجه، للتخلّص من الاسوداد تحت العينين، ومن أجل علاج الندوبات الناتجة عن الحبوب، ولاستعادة شباب البشرة وإبعاد شبح الترهّل عنها، اضافةً الى دورها في تحسين اماكن تمزق الجلد.

ولكن من المهم أن يعلم الجميع، أنّ هذه الطريقة، ليست بممحاة تمكننا من التخلص من المشكلة الموجودة نهائياً، وحتّى الآن لا تصنع العجائب بل تحسّن المشكلة بنسبة مرتفعة جداً، فتكون النتيجة واضحة وفعالة».

هل الحقن مؤلمة؟

تختلف حقن الخلايا الجذعية عن حقن وطرق التجميل الاخرى، فهي لا تشبه بعملها الميزوثيرابي أو العلاج بالبلازما (PRP)، بحيث تُعتبر هذه الطرق بمثابة فيتامينات تفيد الوجه شرط القيام بها باستمرار للمحافظة على النتيجة.

أمّا عن تفاصيل العلاج بالخلايا الجذعية، فيشرح د. الاشقر «يتم الاجراء في العيادة تحت التخدير الموضعي، وهو غير مؤلم عادةً، ولكنه يختلف حسب قدرة الشخص على تحمّل الألم. تأخذ العملية حوالى ساعتين لاستخراج الدهن واعادة حقنه، ولكن فعلياً لا يتعدّى العمل على المريض نصف الساعة».

الكلفة

الى ذلك، ظهرت في الفترة الأخيرة حالات ترتكز على جعل الخلايا الجذعية تتكاثر للحصول على نتائج مذهلة، إلّا أنّ هذه الخطوة غير آمنة خصوصاً وأنّ تكاثرها قد يحمل العوارض الجانبية الخطيرة.

ويوضح «حقن كمية محدّدة لا يحمل أيّ عوارض جانبية. وقد يظهر في بعض الحالات بعض التورّم على المكان التي طبقت فيه الحقنة، ولكنّ هذا يتعلق أولاً بالكمية التي تمّ وضعها في الجلد، وثانياً بنوعية جلد المريض (لاسيما الجلد الرقيق).

أمّا النتيجة، فتظهر بعد الحقن مباشرةً، ويستمر التحسّن بالظهور لمدة شهر أو اثنين، ويبقى لمدة طويلة جدّاً. وتجدر الاشارة، الى أنّ الكلفة المتوسطة لهذا الاجراء تراوح بين الـ2000$ والـ5000$، بحسب الطريقة المعتمدة ومنطقة العلاج».

لا تدعوا أحداً يغشّكم!

الى ذلك، من المهم فهم أنّ الخلايا الجذعية حتّى الآن لا تصنع المعجزات كما يروج لها بعض التجار، من هنا أهمية أنّ لا يقع المرضى في هذا الفخ التجاري. ويشدّد د. الأشقر «يسوّق البعض للحبوب والحقن التي يدّعون أنها تحتوي على هذه الخلايا، وهنا يهمني أن أوضح للجميع أنّ الخلايا الجذعية هي خلايا حيّة لا يمكن أن تكون موجودة في هذه الوسائل، فلا تدعوا أحداً يغشّكم كي يحقق الأرباح.

ولكنّ المبدأ النظري لهذه الخلايا هو فعلاً مذهل، وفي السنوات المقبلة ستُظهر الأبحاث والدراسات ذلك. حتّى الآن يمكننا أن نستفيد من هذه الخلايا من خلال تحسين المشكلة بنسبة عالية، على أن نتمكّن لاحقاً من التخلّص منها من جذورها.

وأخيراً، يهمنّي أن أنصح الجميع بعدم القبول بأيِّ علاج يرتكز على جعل الخلايا الجذعية تتكاثر، كي لا يحدث ما لا تُحمد عقباه. كما أنّ المخوّلين تقديم العلاج التجميلي بالخلايا الجذعية هم اختصاصيّو التجميل والجلد، والعلاج الطبي بواسطتها يقتصر على اختصاصيّي الدم والمختبرات».