IMLebanon

تحقيق IMLebanon: بعد نقله الى قرطبا هذا ما كشفه الأب ناجي أبي سلّوم لموقعنا

 

ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بخبر إنهاء مهام مدير مدرسة دير ميفوق الأب ناجي أبي سلوّم وذلك بعد تسلمه كتابا رسميا من الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية المارونية تبلغه فيه انه ستم نقله الى دير تابع للرهبانية في قرطبا.

هذا القرار وقع كالصدمة على اللبنانيين ورواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين تعاطفوا وتضامنوا مع الأب أبي سلّوم، فيما بعض وسائل الإعلام رجحت ان يكون هذا القرار جاء على خلفية حديث صحافي له دعا فيه إدارات المدارس الكاثوليكية إلى العودة الى ضميرها في عملية زيادة الأقساط، بحيث لم يحظ هذا الكلام بترحيب في أوساط المسؤولين والمعنيين في المدارس الكاثوليكية.

وتجدر الإشارة الى أن موقع IMlebanon كان قد حاور الأب أبي سلّوم بشأن الأقساط في مدرسة سيدة ميفوق وسأله عن رفع الأقساط في المدارس الكاثوليكية فكان جوابه، أنه “بالطبع المدارس الخاصة الأخرى لا يمكنها تخفيض القسط المدرسي مثلنا لأننا لا نقوم بأي شيء جديد ولا ببناء أبنية وتوسيع المساحات وغيرها من الأمور المكلفة، فالموجود عندنا جيد ويكفينا، وبالتأكيد إذا اردنا بناء أبنية جديدة فستكون الأقساط باهظة”.

ويضيف: “هذه سياستنا وكل مدرسة لها الخيار بالقيام بما يحلو لها ولا أعرف ما هي مصاريف ومتطلبات المدارس الأخرى، لكن نحن في هذا الوضع الصعب لا يمكننا أن نرفع القسط المدرسي كثيرا”.

ولكن هل هذه الجملة تستدعي نقله الى دير قرطبا؟ فما الذي حصل وتبدل؟

تحقيق IMLebanon: مدرسة سيدة ميفوق تتحدّى رفع الأقساط… 650 ألف ليرة للعام الدراسي!

قرار صادم قبل إنطلاق العام الدراسي بأسبوعين

الأب ناجي أبي سلّوم يكشف في حديث لـIMlebanon أن “خبر نقله الى قرطبا صحيح حيث تلقى مغلفا الاثنين 11 أيلول جاء فيه قرار نقله من دير سيدة ميفوق الى دير تابع للرهبانية المارونية في قرطبا”.

أما بالنسبة للأسباب، فقال: “وجودي كمدير لمدرسة سيّدة ميفوق غير مناسب فقبلت بالقرار”.

ويشير الأب أبي سلّوم الى أنه “كان مديرا في مدرسة سيدة ميفوق لعدة سنوات من العام 1995 حتى العام 1998، ومن العام 2007 حتى العام 2013، ومن العام 2016 حتى العام 2017”.

ويسأل: “هل يجوز قبل بداية العام الدراسي بأسبوعين إقالة المدير؟ فما السبب؟ وأنا طرحت هذا السؤال ولكن لم يكن هناك أي جواب وقالوا لي أنه ليس هناك أي سبب، وأنا هدفي الوحيد هو ألا نقفل المدرسة ونحافظ على ابناء المنطقة في هذا الجبل وان نهتم بتلاميذ المدرسة الداخلية”.

ويؤكد أنه “حتى الساعة لم يتم تعيين مدير مدرسة أخرى، وهو لا يزال موجودا في دير ميفوق لحين تسليم الإدارة لمدير جديد”.

وعما إذا كان هناك خطر على المدرسة وامكانية اقفالها، يرد الأب أبي سلّوم أنه “لا يمكنه تأكيد اي شيء ولا يعرف شيئا، وكل ما يعرفه هو ان هذه المدرسة لا يمكنها ان تستمر سوى بالطريقة المعتمد عليها منذ سنوات عدة، وإذا كان هناك نية لأقفال المدرسة فلماذا أرادوا تعييني لمدة عام كامل من الأساس؟”.

هل كلمة العودة الى الضمير تتطلب هذا الرّد؟

أما بالنسبة لسبب نقله، وعما إذا كان مرتبطا بحديثه الصحافي لإحدى وسائل الإعلام حيث دعا المدارس الكاثوليكية الى العودة الى ضميرها، فيكشف الأب أبي سلّوم أن “الإعلام يمكنه أن يقوّله أي شيء وفي بعض الأحيان يتم فهم الأمور يطريقة خاطئة أو حتى يتم

تحوير بعض الكلام، ويمكن لاي شخص أن ينقل عن لساني أي شيء، ولكن أنا عندي ثقة بالناس والصحافة، ولكن هل يا ترى هذه الكلمة التي قلتها في حديث معين وسياق معين تستدعي نقلي من دير سير ميفوق الى دير قرطبا؟ وهل كلمة تحكيم الضمير تتطلب هذا الردّ؟”.

الإستمرارية هي الأهم والنيّة سليمة

ويشددّ الأب أبي سلّوم على أننا “في مدرسة ميفوق يهمنا فقط ان نستمر في تعليم الفقراء، مع العلم أنه مرّ ثلاث سنوات من دون ان تدفع لنا الدولة أي وزارة الشؤون الإجتماعية المصاريف والتي هي كناية عن مبلغ 4$ للتلميذ الداخلي، والجميع يعرف ان هذا الملبغ لا يكفي لأي شيء، وأسال الوزراء والنواب هل 4$ كفيلة بتأمين لقمة العيش لأولادهم؟”.

ويلفت الى أنه “لا حل امامنا سوى ان نستمر بهذه الطريقة ونكافح لكي نعلم أبناءنا كي لا نضيف أي رسوم على الأهالي، ونحن مدرستنا غير كل المدارس الخاصة، والمدارس الأخرى غير قادرة على القيام بما نقوم به لاننا مدرسة مجانية”.

ويضيف: “لا اعرف لماذا هذا العام تم تضخيم الأمر أكثر مما يحمل، وانا كنت كل عام أرسل المنشور الذي تم التداول فيه هذا العام منذ العام 2007، فلماذا تم تعظيم الأمر هكذا؟ وانا نيتي سليمة”.

ويوضح الأب أبي سلّوم على أن “مبلغ الـ 650 ألف ليرة لا نتقاضاه من كل الأهالي لان هناك عدد من الأهالي غير قادرين على دفع هذا المبلغ، فالمال ليس مهما بل المهم هو الحضور وأن نزرع المسيح في قلوب التلاميذ وان نهتم بهم ونعلمهم ونثقفهم”.

الأب عازار يهنئ… وقطف تفاح على إرتفاع 1200 متر

وعما إذا كان هناك أسباب خلافية أخرى أدت الى نقله، يقول: “أنا غير مختلف مع أحد وأؤمن بيسوع المسيح وأحب كل الناس وأسامح كل الناس، والخليفات وراء نقلي لا اعرفها وانا صريح وواضح وليس عندي أي شيء ضد أحد”.

ويكشف أبي سلّوم أن المدير العام المسؤول عن المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار إلتقى برئيس دير سيدة ميفوق الأب ميشال ليان بعد القداس الأحد في معراب وهنأه على عملنا في المدرسة وقال له اننا “نبيَض وجه المدارس الكاثوليكية” ونخدم الفقراء ونساعد الشعب.

وعن الوظيفة التي تسلّمها في دير قرطبا الذي يرتفع عن سطح البحر 1200 متر، يكشف أبي سلّوم أن “الرهبان يتم إرسالهم الى الأديرة بشكل دوري وما يطلبه منهم رئيس الدير ينفذونه، ولكن مبدئيا هناك موسم تفاح على الأبواب ومن المفروض أن يعمل على قطف التفاح”.